تربع صورة المرأة على عرش المعرض الفني الذي أقامه الفنان التشكيلي "إسماعيل نصرة" في صالة "فري هاند" للفنون التشكيلية، اعتمد الفنان "نصرة" في تنفيذ لوحاته على الخلط بين الكولاج والألوان محدثاً بعداً ثالثاً باللوحة ومشكلاً عمقاً لونياً أغنى به المعرض على طريقته الخاصة.
وللحديث عن الناحية التقنية للوحات المعروضة، موقع eSyria بتاريخ 3/2/2009، التقى الفنان "نصرة" الذي قال: «يحتوي هذا المعرض على 27 عملاً فنياً منفذاً بتقنيات مختلفة أهمها "الكولاج" بكل درجاته اللونية، "فالكولاج" عبارة عن مواد تالفة من أوراق "الصحف" و"الكرتون" يتم خلطها مع الألوان من أجل تشكيل لوحة فنية حسب رؤية الفنان، فهذه التقنية لها القدرة الفائقة على إعطاء اللوحة بعداً ثالثاً وروحاً تجعلها تتكلم عندما تنظر إليها».
في هذا الموضوع أبحث في التقنيات الأفضل من أجل أعطاء اللوحة قيمة جمالية ترضيني، فالبحث في تقنية اللوحة هي التي تعطيني الموضوع بحد ذاته، هذا الأسلوب (البحث في التقنية) هو الذي يأخذ كل اهتمامي أكثر من الجانب الفني أحياناً
وبشأن موضوع اللوحات أضاف: «جسدت في هذا المعرض صورة المرأة في الحياة، هذا التشكيل اعتبره وجهة نظر خاصة بي، تبلورت من خلال ما أحسه وأشعر به تجاه المرأة، وهذا الموضوع (المرأة) أراه من أفضل المواضيع التي تجعلني أرسم بطريقة أعبر بها بأفضل ما أملك من القيم الجمالية لأن إحساسي ومكنوناتي الداخلية دائماً أوظفها تجاه المرأة التي أعتبرها من أجمل مخلوقات الله عز وجل».
وعن الناحية الفنية قال: «في هذا الموضوع أبحث في التقنيات الأفضل من أجل أعطاء اللوحة قيمة جمالية ترضيني، فالبحث في تقنية اللوحة هي التي تعطيني الموضوع بحد ذاته، هذا الأسلوب (البحث في التقنية) هو الذي يأخذ كل اهتمامي أكثر من الجانب الفني أحياناً».
وأضاف: «من خلال تجليات اللوحة بشكل عشوائي في بداية الأمر، أبحث عن الصيغ اللونية المناسبة في التشكيل بعد الانتهاء من فترة (العشوائية) في وضع "الكولاج" والألوان، وأبدأ بعدها في مرحلة الدراسة الفنية والتقنية للوحة من خلال الإحساسات والأبحاث الدقيقة، وبالنسبة للألوان المستخدمة أدخلت الألوان المائية و"الإكرليكية"، وختمت بالزيتية، هذه الخلطة من الألوان، ساعدتني في إنتاج اللوحة التي أريدها بقيمة تعبيرية كبيرة وسرعة في إنجاز العمل».
ثم التقينا الفنان التشكيلي "نشأت الزعبي" الذي قال: «استخدم الفنان "نصرة" في لوحاته أبعاداً وأنواعاً لونية كثيرة، ما أكسب اللوحات ثراءً بصرياً جديداً لم أره من قبل، فأنا شخصياً مع حرية المزج في التلوين واستخدام التقنيات على سطح اللوحة، فيمكن اعتبار أي لوحة في هذا المعرض "جامعة فنية" يتم من خلالها خلط كل المدارس الفنية بما تشمله من تقنيات وألوان بمدرسة واحدة وجديدة ترسي قواعد الفن التشكيلي الحديث».
أما بشأن الهدف الفني من اللوحات فأضاف: «من وجهة نظري لا يوجد هدف فني ثابت حتى نقول إن هذه اللوحات حققت الهدف أو الرسالة التي أرادها الفنان، ولكن لكل فعل إنساني هدف يريد أن يوصله الفنان إلى المتلقي بطريقته الخاصة، وهنا يأتي دور المتلقي في تحديد الهدف الذي يراه مناسباً له من رؤيته الشخصية للوحة، إلا أن الهدف العام للفنان "نصرة" كان واضحاً وحُقق من خلال لوحاته».
ومن ثم التقينا الشاب "حسن داغور" الذي قال: «الأعمال الفنية للفنان "إسماعيل نصرة" تتميز بشمولية عرضها للمضمون الفني الذي أراد إيصاله للمتلقي، لكن الغرابة في ذلك تكمن في قدرة الفنان على السماح للمتلقي بحرية اختيار الهدف من هذه اللوحة أو تلك، فيمكن للوحة الواحدة أن تريك عدة رسائل فنية حسبما تفكر به وتحسه».