«تعرفنا على الشاعر الشعبي "ناظم صالح السلمان" أحد النجوم الـ 48 للنسخة الثالثة لشاعر المليون عبر شاشة التلفاز، إذ تميز بإطلالة وحضور متميز وصراحة ووضوح بقصيدته التي شارك بها، لكن لجنة التحكيم رأت فيها سلبيات مختلفة، وقد يكون ظلم في هذه المسابقة، حيث اعترفت اللجنة خارج منبر البرنامج بشاعريته المميزة».
هذا ما تحدث به الشاعر الشعبي" معضاد أبو خير" لموقع eSuweda بتاريخ 29/1/2009 وأضاف بالقول: «رغم احتواء قصيدته لمخزون من المعرفة والثقافة وترابطها الشاعري ونسيجها اللغوي إضافة إلى فكرتها والتي تستشف بأن قائل كلماتها غير متكلف بها ولا يلهث وراء المفردات والمعنى، بل كانت سلسلة ومتلائمة مع المستوى الثقافي والمعرفي، وهي منظومة وفق تقطيع عروضي حرصاً على سلامة القصيدة من قبل صاحبها وتحمل صوراً دلالية رائعة تنم عن المجتمع والبيئة التي ينتمي إليها الشاعر ومدى عمق ثقافته الشعرية».
بصراحة إن موهبتي لم تصل لمرحلة النضج إلا منذ عشر سنوات تقريباً
موقع eSuweda التقى الشاعر الشعبي "ناظم صالح السلمان" بالحوار التالي:
** أنا من متابعي البرامج التي تعنى بالموروث وخاصة شعر النبط الذي يعتبر العمود الفقري لأدبنا الشعبي ومن خلال متابعتي لشاشتي قناة أبو ظبي والواحة شاهدت انطلاقة العملاق الأدبي والثقافي الذي أخذ على عاتقه مهمة إعادة البريق والألق لموروثنا الأصيل والنجومية لشعر النبط الذي نقل لنا بكل أمانة تاريخ الأجداد بما فيه من مآثر وبطولات وهكذا تقدمت للنسخة الأولى منذ ثلاث سنوات عبر الانترنت بقصيدة "آهات حر" لكني لم أتمكن من السفر لمقابلة اللجنة لأسباب خاصة وقاهرة وبعد انتظار عام كامل بفارغ الصبر تقدمت من جديد للنسخة الثانية وبنفس القصيدة وكذلك لم أستطع السفر وانتظرت عاماً آخر ثم تقدمت للنسخة الثالثة وكان الحظ حليفي والحمد لله حيث تلقيت اتصالاً هاتفياً من هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث قبل موعد إقلاع الطائرة بساعات أبلغت فيه بإمكانية تأمينهم لي إذن دخول وتذكرة طائرة ومكاناً للإقامة في أبو طبي لكني كنت قد أمنت كل ذلك قبل السفر.
** منذ الطفولة فأنا أنتمي لبيئة تعشق الشعر وتجل التراث وقريتي "أم الرمان" مميزة بموروثها وكثرة الشعراء فيها والرواة والنقاد أصحاب النظرة الثاقبة والذوق الرفيع، هكذا كانت البداية موهبة نمت في تربة خصبة واستمرت حكايتي مع الشعر حيث كانت موهبتي طفلاً بأمسّ الحاجة لمن يرعاه وينشئهُ، وعن طريق مشاورتي لشعراء كبار من فحول الساحة الشعبية تمكنت من السير بالطريق الصحيح ثم بدأت أبحث بنفسي عن كيفية تطوير هذه الموهبة وتنميتها وقررت تعميق معرفتي بالتراث وتثقيف نفسي ومعرفة المقاييس التي يتم من خلالها الحكم على القصيدة بأنها شعر حقيقي لأنه ليس كل ما يقدم على أنه شعر هو شعر بالضرورة وهكذا حتى بدأت أشعر بالقليل من الرضا عن النصوص وأستطيع القول: «بصراحة إن موهبتي لم تصل لمرحلة النضج إلا منذ عشر سنوات تقريباً».
** تجربتي تجربة فريدة من نوعها غاية بالروعة والجمال لأنها أكسبتني نظرة جديدة وثقافة جديدة لن أنساها ما حييت.
** هذا السؤال لا يستطيع الإجابة عنه سوى من ظلمني وعلى كل حال أنا أحترم لجنة التحكيم وبما أنني تقدمت لبرنامج شاعر المليون فأنا أرضى عن تقييم اللجنة للنص الذي قدمته "بوح الحر" وأحترم رأيهم الشخصي والذي سمعتموه أثناء بث الحلقة عبر تلفزيون أبو ظبي ولجمهوري العزيز كما لأي متابع رأيه الخاص به وتقييمه الذي يرتئيه لما سمع وشاهد وقد كان لمشاركتي صدىً جميلاً جداً في الساحة الخليجية والعربية على السواء حسب ما كان من آراء كبار النقاد والشعراء والأدباء نتيجة تفاعلهم مع النص الذي قدمته، والحمد لله أن مشاركتي لم تمر مرور الكرام بل تركت أثراً طيباً وأحدثت جدلاً في الساحة الأدبية وهذا يمنحني وسام شرفٍ أفخر به وأعتز وأنا أشكر كل من تفاعل مع النص وأبدى رأيه به بغض النظر عن ماهيّة هذا الرأي.
** أتمنى أن تكون مشاركتي في هذه التظاهرة الأدبية الفريدة قد تركت أثراً طيباً وإيجابياً خاصة أنني أعتبر جميع الإخوة الشعراء المشاركين مزارعين يحملون في جعبهم الأدبية بذور الخير والمحبة ويتميزون بروح التعاون والحرص على الموروث وأرجو الله عز وجل أن أكون قد تمكنت نوعاً ما من غرس بعض غراس الشعر الحقيقي الأصيلة في كروم النبط الغالية علني أكون من المساهمين في الارتقاء بالموروث للمستوى المطلوب.
** بكل تأكيد فلكل منطقة صبغتها الخاصة بها حيث يكون النتاج الأدبي متأثراً بالبيئة التي ولد فيها والشعر النبطي لا يخرج من هذا الإطار حيث يجد المتفحص في الشعر النبطي نكهة خاصة تدل على البيئة الأم وهذا هو ما أعطاني هذه الفرصة بالتحديد وقد سرّني التعرّف على تجارب إخواني الشعراء من الخليج والأردن ومصر وليبيا.
** لقد أضافت كل جديد فأنا وضعت تجربتي على المحك من خلال مشاركتي بالمسابقة وقد حصلت كما بقية إخواني شعراء الـ 48على إجازة تعتبر هي الأعلى على مستوى الوطن العربي فنحن نعتبر خريجين أكاديمية الشعر، هذا من جهة ومن جهة أخرى فقد أصبح لدينا قاعدة جماهيرية واسعة والحمد لله عربية وعالمية والفضل في ذلك لله عز وجل ولبرنامج شاعر المليون ولصاحب الفكرة سمو الشيخ محمد بن زايد، بالإضافة لاطلاعي على تجارب شعرية عريقة من المحيط للخليج، والشعر هو قدري ورفيق دربي وسيبقى صوت ضميري ولسان حالي إلى الرمق الأخير، لأنني من بيئة تتميز بهذا النوع من الشعر.
** الإنسان ابن البيئة التي يعيش فيها ولاشك أني متأثر جداً بالموروث الشعبي لموطني "جبل العرب" والذي يتسم بالأصالة حيث تفوح منه روائح القيم النبيلة والفضائل السامية.
** شعور الفارس الذي امتطى صهوة جواد المجد مدرعاً بالكرامة، واسمح لنفسي بالقول: إن هذا الشعور عادي جداً على ذاك المنبر لأن الفارس الذي اعتلى منبر شاعر المليون لم يكن مفرداً فأنا أحسست بأنني مجموع فرسان بلدي الحبيبة سورية.