مضى ما يزيد على عشرين عاماً منذ إصداره الكتاب الأول إلا أنه لا يزال يشعر بالخوف كلما جلس إلى مكتبه محاولاً كتابة سطور جديدة.. هذا الخوف من الوقوع في الفشل دفعه إلى عشق الكلمات الهادئة حتى تكون رسالته واضحة جلية تصل لكل قرائه،
الكاتب السوري "إبراهيم صموئيل" الذي عشق منذ صغره القصة القصيرة
أشعر بأن قصصي هي رسائل أوجهها من دون عنوان إلى القارئ وأنتظر منه الجواب.. وفي نفس الوقت يوجه إلي القارئ رسائله الخاصة وينتظر مني أن أرد عليها من خلال قصصي، فالعلاقة قائمة على التواصل الذهني والفكري
وقف يوم الأحد 15/2/2009 مكرماً عن مسيرته الأدبية الطويلة في المركز الثقافي الروسي "بدمشق"، وذلك على هامش مهرجان أيام "تشيخوف" للقصة القصيرة.. ومن خلال حوارنا معه حدثنا "إبراهيم صموئيل" عن خطواته الأولى في عالم القصة القصيرة: «كان العام 1988 عاماً لا ينسى بالنسبة لي فخلاله صدرت مجموعتي القصصية الأولى كما أنني أقمت أول أمسية أدبية في ذلك الوقت، وبعد أن صدرت المجموعة الأولى شعرت بمسؤولية كبيرة خاصة وأنني في وسط من القامات الأدبية السورية والعربية، وبقيت بعدها ستة أشهر في المنزل دون أن أغادره خوفاً من ملاقاة أحد الكتاب السوريين أو أي قارئ عادي، لأنني أعتبر أن كل القراء هم كتاب مع وقف التنفيذ.. فالجميع صاحب تجربة ومشاعر خاصة عاشها خلال حياته.. وحين أكتب أفكر بهذا القارئ وكيف سيتلقى رسالتي وكلماتي، إلا أنني بدأت رويداً رويدا أسمع الأخبار الطيبة عن عملي وهذا دفعني للاستمرار في الكتابة مجدداً، ولعل اللغة التي استخدمها والدي في مخاطبة والدتي كان لها الأثر الأكبر في ممارستي الكتابة، حيث فقدت والدتي سمعها في سن الـ 17 وبعد أن تزوجها والدي كانت لغة الإشارة بمعانيها المختلفة أسلوب المخاطبة لدينا».
وعن اختياره للقصة القصيرة كأسلوب أدبي يخاطب به القراء قال: «الإنسان أحياناً حين يقع في العشق لا يعلم لماذا وكيف حصل ذلك؟ ولكنه حين يسأل عن سبب عشقه يضطر للبحث عن الأسباب.. وبالنسبة لي فالعلاقة التي تربطني بالقصة القصيرة هي علاقة عشق بالدرجة الأولى فهي بعيدة عن الاحتراف وأبعد عن المهنة».
أما كيف تكونت هذه العلاقة مع القصة القصيرة فيقول "إبراهيم": «العلاقة التي تربطني بالقصة القصيرة أشعر أنها شيء داخل كياني لا أستطيع تحديده.. فحين يحدثني أحد الأصدقاء عن قصة أو حادثة طويلة وقعت معه، تستوقفني فكرة صغيرة من كل كلامه واستغرق فيها لدرجة أنني أقع مرات كثيرة في الحرج نتيجة غفلتي عما يتحدث به، وهذا أمر بداخلي منذ طفولتي وهو ما جمعني مع القصة القصيرة».
وللكاتب "إبراهيم صموئيل" علاقة خاصة تجمعه مع القارئ يقول عنها: «أشعر بأن قصصي هي رسائل أوجهها من دون عنوان إلى القارئ وأنتظر منه الجواب.. وفي نفس الوقت يوجه إلي القارئ رسائله الخاصة وينتظر مني أن أرد عليها من خلال قصصي، فالعلاقة قائمة على التواصل الذهني والفكري».
أما عن تواصله مع الكتاب والمبدعين في عالم الأدب فيقول "إبراهيم": «تجمعني علاقة هي أقرب إلى صلة الرحم مع اثنين من المبدعين الكاتب الروسي "دوستويوفسكي" و"ويوسف إدريس"، وأرى فيهما ليس فقط ناحية الإعجاب بأدبهم إنما أشعر أن في كتاباتهم شيئاً من روحي.. وكأنني شاركت معهم في كل نتاجهم الأدبي، ولا أمل أبداً من إعادة قراءة هذه الكتب مرات ومرات كثيرة».