"إذا حلقوا لغيرك، بل راسك واستنى"، مثل شعبي تسمعه باستمرار في صالون الحلاقة هدفه "حجز دور" كما يقال في دكان قد لا تتجاوز مساحته الثلاثة أمتار مع كرسي خاص ومرآة.. مهنة الحلاق تلك المهنة التي كان يحتل صاحبها مرتبة اجتماعية مهمة تقارب مهنة الطبيب في أيامنا هذه، أثارتنا وعن الحلاقين سألنا وحول عطلتهم تكلمنا..

بتاريخ 5/3/2009، حدثنا الحلاق "أسامة أبو زراع" الذي تحدث عن هذه المهنة تاريخياً بقوله: «كانت تعرف هذه المهنة قديماً منذ أكثر منذ 1400 عام، أدواتها بسيطة جداً وهي: "خنجر" صغير يسمى شعبياً (بالموس) الذي كان "يُجلَخ" بتمريره على "حزام جلدي"، وبعد فترة زمنية أصبحت تسمى مهنة المزين وخصوصاً بعد تطور الأدوات التي بدورها أدت إلى تطور مهنة "الحلاقة" فأصبح الحلاق يعمل "طبيب"، و"مطهر"، وبائع للأعشاب الطبية، أما الآن فأصبحت أدواته أكثر تطوراً من الماضي ما أدى إلى تخصص الحلاق بمهنته أكثر من قبل، كما دخلت الماكينات الكهربائية المهنة من أجل مساعدة الحلاق أكثر في إتقان عمله وتوفير الوقت»

في كل أسبوع تقريباً أذهب للحلاق من أجل قص شعري وتنظيف بشرتي، وقد لاحظت أن مسألة قص شعري الأسبوعية أصبحت من المسلمات والضروريات رغم أنني في كثير من الأحيان لا أحتاج لقص شعري أسبوعياً، ففي الواقع بات المظهر الخارجي للإنسان ضرورياً، ولا أحد يستطيع سوى الحلاق أن يقوم بهذه المهمة لسرعته وحرفيته في مهنته

وبالنسبة لأشكال "القصات" التسريحات الموجودة حالياً قال: «هي تسريحات مقتبسة من العالم الغربي تعمل على مبدأ هندسي أي من حيث التوازن في القصة مع اللحية وشكل الوجه ولون الشهر.. ويمكن القول أنها أصبحت علماً ومن القصات "سبايكي"، و"فرزاتشي"، أما قصة الشرق فتقتصر على تخفيف الشعر فقط من كل أماكن الرأس دون تعديل بشكل الشعر أو لونه، ثم نقوم بتصفيف الشعر (تسريحه) باستخدام بعض الكريمات».

الحلاق "أسامة أبو زراع"

ثم أضاف: «في الماضي كان "شغيل الحلاقة" (الصبي) يتعلم من الحلاق لقاء عمله عنده، دون أجرٍ مادي، أما الآن فيأخذ "الشغيل" مبلغاً بسيطاً من المال لقاء أجره وتعليمه، وفي الحقيقة مهما أخذ "الشغيل" من أجر مادي يبقى الماضي أفضل لأنه كان يتعلم الحلاقة على أصولها، إضافة إلى تعليمه الأشياء الأخرى مثل: الطبابة، والتزيين، وأكيد الكلام (الثرثرة) لأن الحلاق يتدخل "بالشاردة والواردة"».

الحلاق "محمد العظم" حدثنا عن سبب اعتماد يوم الاثنين كعطلة للحلاقين بقوله: «يلجأ أغلب الناس للحلاقة يومي "الخميس" مساءً، و"الجمعة" بعد الصلاة، لأنهم يكونون قد انتهوا من أعمال الأسبوع الذي مروا به، هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى فأغلب الناس يفضلون البدء بأيام الأسبوع وهم في أفضل شكل وأبهى منظر، لذلك يعطل الحلاقون يوم الاثنين لأنه نهاية بداية الأسبوع، وللعلم بأن نقابة الحلاقين الحرفية معتمدة هذا اليوم كعطلة رسمية للحلاقين في سورية».

قصة "سبايكي"

ومن الزبائن السيد "محمد اللحام" الذي قال: «لا غنى لنا عن الحلاق لدوره الكبير الذي يقوم به عند قص الشعر وإزالة الشعر الزائد من الوجه (الذقن)، ورغم ذلك ففي القديم كانت العائلات لا تزوج بناتها للحلاقين، لأنهم معروفون بكثرة الثرثرة والكلام والتدخل في كل شيء، ومن الأمثال الشعبية الطريفة التي تذكر عن ثرثرة الحلاقين القول: «ربوط الحمار على باب الحلاق بيتعلم الحكي»، وفي الآونة الأخيرة لم يعد الحلاقون هكذا لكثرة الزبائن وسرعتهم في إنهاء عملهم لكون الأدوات تطورت، وأصبح الحلاقون أقل صبراً من قبل بسبب ضغوط الحياة وتعقيدها».

أما الزبون "مؤيد العظم" فقال: «في كل أسبوع تقريباً أذهب للحلاق من أجل قص شعري وتنظيف بشرتي، وقد لاحظت أن مسألة قص شعري الأسبوعية أصبحت من المسلمات والضروريات رغم أنني في كثير من الأحيان لا أحتاج لقص شعري أسبوعياً، ففي الواقع بات المظهر الخارجي للإنسان ضرورياً، ولا أحد يستطيع سوى الحلاق أن يقوم بهذه المهمة لسرعته وحرفيته في مهنته».

تعقيم موس الحلاقة