فريدة التصميم شاهقة البناء، أبراجها كانت أول مستقبلي زوار "اللاذقية" القادمين من البحر، أبراج (غوطية) التصميم تشعرك بأنك في إحدى مدن أوروبا في عصورها الوسطى.
تلك هي ملامح كنيسة اللاتين "قلب يسوع الأقدس" المطلة على مرفأ "اللاذقية"مباشرة، متوضعة في منتصف امتداد شارع "بغداد"،عنها وعن تاريخ بنائها أجرت elatakia بتاريخ 10/3/2009 عدة لقاءات بدأتها مع الأب (مارون يوناني) راعي الكنيسة الذي أخبرنا قائلاً:
تم بناء كنيسة (اللاتين) من قبل المهندس الايطالي" أرغوني" وزوجته"أفدوكيا"، ودشنت يوم /19/ آذار عام /1933/ من قبل المطران (فريدرا نيو جانيني)، كما بني بجانبها مدرستين أغلقتا فيما بعد، الكنيسة مبنية من الحجر الكلسي النحيت ومسقوفة بالقرميد،وفي مقابل المدخل يوجد الهيكل، من الداخل تحتوي الكنيسة على بهو واسع جداً، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغيرة متعددة الاستعمالات
«بنيت أول كنيسة لطائفة "اللاتين" عام /1700/، ولم تكن في موقع الكنيسة الحالية هذه، بل في مكان آخر لا أذكره بالتحديد، عام /1925/ تم شراء قطعة صغيرة من الأرض مقابل البحر تماماً، وتم بناء دير صغير لنا فيه قاعة للتدريس، حيث كانت القوانين الكنسية تفرض دوماً بناء مدارس للتعليم بجانب كل دير، عام /1933/ بدأت هذه الكنيسة بالتواجد بشكلها الحالي عندما تم شراء قطعة محاذية للدير واستدعي معماري ايطالي يدعى "أريغوني" وقام بتشيد هذه الكنيسة وفق هذا النموذج المعماري المتميز، ومنذ ذلك الحين وهي محافظة على شكلها الحالي، كانت تتواجد مدرستان إلى جانب هذه الكنيسة، الأولى اسمها مدرسة "الفرير" والثانية مدرسة "راهبات الكرمل"، والتعليم فيهما كان نموذجياً جداً، ولم يكن يقتصر على التعليم الديني، بل كانت تعلم فيهما فنون الموسيقى وإنشاد التراتيل، والرسم وتعلم اللغات، لكن الآن لم تعد تتواجد هاتان المدرستان نظراً لاستملاكهما من قبل الدولة في الخمسينات تقريباً».
للاطلاع أكثر تاريخياً على كنيسة (اللاتين)، التقت elatakia الأستاذ "جمال حيدر" مدير المتحف الوطني في "اللاذقية" و أعطانا فكرة موجزة عن الكنيسة قائلاً:
« تم بناء كنيسة (اللاتين) من قبل المهندس الايطالي" أرغوني" وزوجته"أفدوكيا"، ودشنت يوم /19/ آذار عام /1933/ من قبل المطران (فريدرا نيو جانيني)، كما بني بجانبها مدرستين أغلقتا فيما بعد، الكنيسة مبنية من الحجر الكلسي النحيت ومسقوفة بالقرميد،وفي مقابل المدخل يوجد الهيكل، من الداخل تحتوي الكنيسة على بهو واسع جداً، بالإضافة إلى مجموعة من الغرف الصغيرة متعددة الاستعمالات».
لتواجد كنيسة (اللاتين) بروعة تصميمها، الأثر الكبير في نفوس جيران الكنيسة من بيوت ومحال تجارية، وفي نفوس عمال المرفأ المقابل لها تماماً، السيد "مروان شاهين" موظف في الميناء منذ عشرين عاماً تقريباً، يقول في هذا البناء:
«من أول يوم عملت فيه في مرفأ " اللاذقية"، راعني جمال هذا المبنى، خصوصاً أنه ً يشعرك كأنك في أوروبا، وهي على هذا الشكل منذ زمن بعيد، لكن كما أظن أكثر الناس الذين سيبهرهم جمال معمارها، هم القادمون من البحر في سفنهم، فمن بعيد تستطيع أن تلمح أبراجها قبل أن تصل للشاطئ، مع العلم أن الكنيسة كانت على شاطئ البحر تماماً، وذلك قبل أن يتم توسيع المرفأ وردم البحر لمسافة تزيد عن الخمسين متراً نحو الداخل».
ختام لقائنا كان مع جولة برفقة الأب "مارون" ضمن حرم الكنيسة وخارجها، تجولنا في الممرات والقاعات، وكانت قاعة الصلوات حيث يتواجد المذبح سيدة المشاهد البصرية، فهي قاعة واسعة الأرجاء وأنيقة في تماثيلها وترتيبها، المذبح المتربع في طرف القاعة عند المدخل تميز بقبة عالية جداً تعلوه مزينة برسوم وأيقونات، يخيل للداخل إلى هذه القاعة والناظر لسقف المذبح بأنه يسمع تراتيل هؤلاء القديسين ودعواتهم، تبعاً لحرفية الرسوم ودقتها العالية في التجسيد واحتفاظها بألوانها حتى الآن. خارج الكنيسة تتواجد باحة صغيرة مطلة على الشارع الرئيسي، وتتوضع على جانبها غرف الرهبان وقاعة للاستقبال.
كنيسة "اللاتين" التي تحمل اسم "قلب يسوع الأقدس" بناء معماري فريد ميز مدينة "اللاذقية"، وهو يستحق منك أن تدرجه على قائمة الأماكن السياحية التي ستزورها في زيارتك "اللاذقية" .