في سماء الشعر وعلى ظهر سنونوة تحلق القصيدة لديه، وعلى مركب ليس بأصلٍ فينيقي، تسافر مشاعره عابرةً بحور الشعر، ويفوح العطر من شتلة الياسمين الموجودة في قلبه، ويرى الجمال بأي ثوبِ يرتدى، فقصيدته منثورة الشعر، أم منظومة بالوزن والقافية، فهي ست الستات وجميلة الجميلات بالنسبة له.
من شعراء "سلمية"، من مشرفي ومنظمي مهرجان شعراء "سلمية" الشباب منذ بدايته ودورته الأولى عام/2000/، خريج كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة البعث، ويعمل مديراً لمدرسة "ميسلون" حالياً في "سلمية"، الأستاذ "أسامة نزار القطريب" وكان لموقع eSyria يوم الثلاثاء 7/4/2009 وقفة معه لإلقاء الضوء عليه، من خلال اللقاء التالي:
** هناك تزايد وازدحام بالنسبة للمشاركة من قبل الشعراء الشباب، ونتعرض في كل سنة للإحراج بالنسبة لتقديم الأسماء المشاركة، ويعود ذلك طبعاً لارتفاع المستوى المتطور والمتقدم في مجال الشعر، بالإضافة للحضور المميز بالمركز الثقافي من جميع الفئات العمرية ودعم الأهالي وتشجيعهم بمتابعة شبابهم، وكذلك حضور ورعاية الشعراء الكبار، لذلك تجد هناك تنافساً واضحاً وتقدماً بالحركة الشعرية والأدبية بالنسبة لجيل الشباب.
** رغم دراستي للثانوية الفرع العلمي، كان اختياري كلية الآداب قسم اللغة العربية، طبعاً يأتي ذلك نتيجة لحب اللغة العربية والشعر منذ الصغر، ولمدى التأثر بالبيئة المنزلية واهتمامها بهذا المجال، فوالدي مجاز في اللغة العربية ومدرس لها، وكذلك أمي أيضاً فهي مدرسة للغة العربية، طبعاً في البدايات كانت مفردات اللغة والكتابة تلامس الإحساس والمشاعر والعواطف والانفعالية لدي، فتخرج بمظهر خواطر معبرةً عما بداخلي، وأستعين ببعض القصائد والجمل والصور الجميلة، لدى والدي وبعض الشعراء، والدواوين الشعرية، كبداية أي عاشق يريد كتابة رسالة جميلة لحبيبته كانت كتابة القصيدة لدي.
** المنبر هو الشاشة التي يظهر الشاعر من خلالها على جمهوره، ويبقى على الشاعر تقديم ما لديه مشاركاً الناس في جزء من روحه وهي القصيدة وباعتقادي أجمل الإحاسيس أن تلامس مشاعرك أذواق الآخرين، بالنسبة لدي كان الشعور الأول أجمل شعور وإحساس وذلك في مشاركتي بالمدينة الجامعية في أول أمسية أشارك بها، واستمريت بالمشاركة ونثر العطر اللغوي المسمى بالشعر بعدها في مهرجان شعراء "سلمية"، وكذلك في الأمسيات والمهرجانات التي دعيت إليها في بعض المحافظات والتي كان آخرها مهرجان قصيدة النثر في سورية في صيف 2008 وذلك بالمركز الثقافي الروسي بـ"دمشق"
** برأيي يحددها الجمهور البسيط العادي، ومدى انعكاس الشعور والعواطف بمقاييس الجمال الطبيعي لديه، وليس الناقد والمتخصص الذي يقيم الأدب على أساس علمي وأكاديمي، ولا تصدق أن هناك إنساناً يخلو من الشعر بداخله، إن لم يكن كاتباً له فهو هاوٍ ومتذوق له، والشيء الجميل لا يختبئ بل يظهر على الجميع.
** ليس بهذا المعنى فالجميع بحاجة للنقد، طبعاً النقد البناء، ولكن أنا لا أكترث لكثير من النقد لأن القصيدة تعبر برأيي عن مشاعري، وهي طفلتي الصغيرة، كيفما خلقت سأحبها وإن لم تعجب الآخرين.
** الشعر العربي منساق للقضايا العربية الخاصة الآن، ومشغول بها برأيي عن الانطلاق والتوجه إلى العالمية، وبالنسبة لي أحب أن أشارك في جمال الشعر العربي وأن يكون لي لمستي الجمالية والإنسانية والوجدانية بكتاباتي وقصائدي، ليصبح الشعر العربي ليس للعرب فقط بل للإنسانية جمعاء.
* وأخيراً ماذا تهدينا؟
** طبعاً أهديك مقطعاً من قصيدة للغالية "سلمية"
أغنيةٌ أنت وقت الغيابْ
إذا التهبتْ شفاه السماء
قبّلتْ تُربكِ
وعانقت الأعتابْ
فأروحُ ألملمُ وجهي من حواريكِ
وهل يشفى...؟
منْ بالحب مصابْ؟
من وحي عينيكِ صنعتُ شمساً