قليلة هي العروض المسرحية التي تقام في أماكن خاصة بعيدة عن جدران المسارح كالمقاهي الثقافية ومع أن عدد الجمهور في بعض الأحيان لا يتجاوز أصابع اليد، لكنه جمهور ذواق متحمس للمسرح وفي هذا الإطار يقدم الأخوين "محمد وأحمد ملص" عرض "المونودراما" ويتم العرض في مقهى "ناي آرت" للمرة الأولى لعشاق المسرح والأخوين ملص خريجا معهد "أورنينا" "بدمشق" قسم "التمثيل" تحت إشراف المدرسة السيدة "نائلة الأطرش" وقد توجه "elatakia" بتاريخ (11/4/2009) والتقى السيد "أنس إسماعيل" صاحب "ناي آرت" وسألناه اختياره تقديم عرض مسرحي في مقهاه الثقافي فقال:
«هذا العرض ينصب ضمن مشروعي الذي أسعى على تنفيذه وهو تقريب الفنون جميعها من بعضها حيث أنه من الممكن تطبيقها وعرضها وممارستها هنا في المقهى ونقلها إلى نبض الشارع، وهناك هدف أكبر لإقامة عروض أكثر وذلك بالتعاون مع مدينة اللاذقية لإغلاق الشارع وتقديم كل ما يختص بالفنون من نحت وتصوير ضوئي ورسم والمسرح ومسرح الدمى الخاص بالأطفال وضمن هذا الإطار يأتي عرض مسرحية الأخوين "ملص" بخصوصيته حيث استهوتني الفكرة وتم التنسيق معهم على مدار الشهرين الماضيين».
نستمر بالعرض لينتهي الجمهور ونحن الآن بصدد التحضير لعرض جديد، ولكن طالما أن الجمهور يسعى لحضور هذا العرض لن نقوم بإيقافه ربما بعد عام، وهناك مشاريع للتلفزيون كتابة وغيرها
أما الفنان "محمد ملص" فأجاب عن استفسارنا حول ظهور فكرة إقامة هكذا نوع من العروض الخاصة وعن فكر المونودراما:
«عرضنا هذا بدأ في غرفتنا الخاصة بتاريخ "1-2-2009" حيث أتت الفكرة من إحساسنا بالإضاءة الخافتة ووهج المدفئة في غرفتنا حيث ظهر المكان إلى حد ما يشبه مسرحا بخصوصيته، فقررنا أن نبدأ العرض في غرفتنا مع أنه كان قد سبق تجربتنا تجربة "المهاجران" التي لقيت نجاحا كبيرا مع أن جمهورها كان قليلا، والذي شجعنا أيضاً مخرج اسمه "كريم جرفيد" وقد عرضنا أربعين عرض في غرفتنا وفي الجامعة الأوربية عرضان وفي "حمص" عرض واحد يوم المسرح العالمي وفي مهرجان "الكوميديا" في اللاذقية عرض واحد واليوم في "ناي آرت" ويصبح عدد المرات ست وأربعين عرضا، أما فكرة النص فهي عبارة عن حصيلة عشر سنوات من تراكم دراستنا مع السيدة "نائلة الأطرش" و"باسم قهار" وغيرهم من الأساتذة ومما تعلمنا وما قُدِمَ لنا وعن أوجاعنا والأحداث التي نعيشها وهكذا يخرج هذا النص يلامس شباب كثيرين ويلامس حتى ممثلين مشهورين كالفنان "باسل خياط" الذي تحدث عن تجربتنا بأننا ذكرناه بشيء كان قد حدث معه، وبما أنه يتكلم عن المسرح ويتكلم عن شخصيتان هم نجم وأبو خالد وهم ممن يفهمون المسرح والتمثيل والظروف التي تقف بوجههم».
أما الفنان "أحمد" فقال في سؤالنا حول سبب اختيارهما لمكان العرض هذا اليوم وإلى أين يريدان أن يصلا فقال:
«اخترنا هذا المكان لأن الأستاذ "أنس إسماعيل" شخص مثقف ويعرف ماهية المسرح وله تجارب قديمة والآن فنان في التصوير وله فكر خاص وبعد عرضه علينا الفكرة والتقاء أفكارنا مع أفكاره قررنا إقامة العرض ونريد أن نصل إلى أبعد مدى ممكن».
ويضيف الفنان "أحمد" حول الحضور الذين يتابعون عروضهم وعن جمالية هكذا نوع من العروض فقال:
«في البداية كانت هناك دعوات للأشخاص الذين نعرفهم ومن ثم بدأ الطلاب في الجامعات يحجزون حسب وقتهم لتقديم العرض ولا يتجاوز العدد في بعض الأحيان سبعة أو ثمانية أشخاص وأصدقاءنا في المعهد العالي للفنون المسرحية كانوا يحضرون العرض وهناك بعض الفنانين كالفنان "بسام كوسا" والسيدة "دلع الرحبي" والفنان "وفيق الزعيم" والسيدة "نائلة الأطرش "والمخرج "نبيل المالح" والسيد "وليد معماري" وغيرهم، أما جمالية العرض تأتي من زوال الحاجز بيننا وبين الجمهور حيث في كثير من الأوقات يستمع الجمهور إلى صوت تنفسنا ونحس بطاقة الجمهور الذي يتابعنا دائماً».
أما الفنان "محمد" فيقول عن استمرار العرض وما هي خطواتهم الجديدة:
«نستمر بالعرض لينتهي الجمهور ونحن الآن بصدد التحضير لعرض جديد، ولكن طالما أن الجمهور يسعى لحضور هذا العرض لن نقوم بإيقافه ربما بعد عام، وهناك مشاريع للتلفزيون كتابة وغيرها».