تسكن بين أركانها حكايا النضال الثوري، تلك التي صنعت لحاضرها حياة كريمة طيبة، إنها بلدة "المسيفرة" التي زارها موقع eDaraa في 16/4/2009 ليتعرف عليها عن كثب. وقد التقى هناك عدداً من سكان البلدة. الحاج "جادو الزعبي" من سكان البلدة يحدثنا عن واقع البلدة الجغرافي والسكاني وعمل أهلها وعلاقاتهم الاجتماعية فيقول:
«تقع بلدة "المسيفرة" إلى الشمال من مدينة "درعا" على بعد عشرين كيلو متر منها وقد تمتعت تاريخياً بموقع استراتيجي هام ناتج عن توسط موقعها بين العديد من القرى والبلدات، أما سبب التسمية فيقال لأنها كانت محطة للقوافل التجارية إلى بلاد "الشام" كما يقال أن اسمها مرتبط بمعنى الظهور والسفور. تبلغ مساحة بلدة "المسيفرة" /705/ هكتار ويبلغ عدد سكانها /13600/ نسمة، يعمل قسم من سكان البلدة في الزراعة من خلال المشاريع الزراعية التي تشمل محاصيل خضرية صيفية وشتوية ومحاصيل بعلية من القمح والشعير وفي الحقيقة هناك قسم كبير من الأبناء مغترب في دول "الخليج العربي" وقد تركت حركة الاغتراب أثرها الكبير على البلدة من حيث التطور العمراني لا بل من حيث التطور الاقتصادي بشكل عام لذا نجد أن أغلب الأهالي هنا يعتمدون في تأمين موردهم بشكل أساسي على نتاج عملهم في الغربة، وقد بدت إسهامات المغتربين في إعمار البلدة بشكل واضح ومثال ذلك قيام أحد المغتربين ببناء مجمع حكومي في البلدة يضم كافة الدوائر الحكومية على نفقته الخاصة مما وفر على البلدة وما يحيط بها من القرى والبلدات الكثير من الجهد والوقت، وبقي أن نذكر أنه على الرغم من اغتراب الكثير من الأهالي فإن ذلك لم يحل دون وجود علاقات اجتماعية طيبة تسكنهم وهي تنبثق من عادات وتقاليد ارتبطت ببساطة الحياة تتجلى في الأفراح والأحزان حتى في الأيام العادية فالناس هنا على الأغلب متحابون حريصون على تنشئة الأبناء على هذه العادات والعلاقات قبل أن تأخذهم الغربة».
الواقع الخدمي بشكل عام جيد لكننا نعاني حالياً من تبعات تأخر تنفيذ بعض المشاريع مثل إنجاز بعض خطوط الصرف الصحي الرئيسية حيث تترك آثاراً سلبية ولا سيما في فصل الشتاء جراء إبقاء بقايا الحفريات دون ترحيل على الجوانب وهذا أيضاً يجعل بعض الشوارع بحالة سيئة، أيضاً نحن بحاجة إلى محطة معالجة مكانية للصرف الصحي أسوة ببعض البلدات والقرى التي حظيت بإشادة محطات معالجة
تحظى بلدة "المسيفرة" بواقع خدمي جيد ولكن ثمة مصاعب أو بعضاً من المطالب يتطلع سكان القرية لتلبيتها، حول ذلك يقول المواطن "ممدوح الزعبي" أحد سكان البلدة:
«الواقع الخدمي بشكل عام جيد لكننا نعاني حالياً من تبعات تأخر تنفيذ بعض المشاريع مثل إنجاز بعض خطوط الصرف الصحي الرئيسية حيث تترك آثاراً سلبية ولا سيما في فصل الشتاء جراء إبقاء بقايا الحفريات دون ترحيل على الجوانب وهذا أيضاً يجعل بعض الشوارع بحالة سيئة، أيضاً نحن بحاجة إلى محطة معالجة مكانية للصرف الصحي أسوة ببعض البلدات والقرى التي حظيت بإشادة محطات معالجة». أما السيد "عبد الإله الزعبي" رئيس مجلس البلدة فيقول:
«تندرج خدمات مجلس البلدة ضمن إطار الخطة السنوية حيث يقوم بتنفيذها استناداً لحاجة البلدة لتطوير واقعها الخدمي والارتقاء به حيث بلغ طول شبكة الطرق المنفذة حتى نهاية عام /2008/ /85/ كم ونسبة التخديم 75% وكذلك العمل جارٍ لتنفيذ عدد من خطوط الصرف الصحي الفرعية من موازنة مجلس البلدة وقد بلغت نسبة التنفيذ 15% وهناك خطوط جارٍ العمل على تنفيذها من إعانة الوزارة /80/مليون ليرة سورية طبعاً التعاون قائم بيننا. وبالنسبة لمطالب المواطنين نحن نأمل على الشركات المنفذة ومتعهدي المشروع أن يكونوا على قدر أكبر من المسؤولية والتعاون معنا بحيث يتم إنهاء العمل ضمن المدة الزمنية المحددة وضمن إطار المواصفات المعتمدة فالمواطن دائماً يعول آماله على كل جديد. والعمل قائم من قبل مديرية الصرف الصحي على تنفيذ عدد من محطات المعالجة المكانية ضمن خطط ممنهجة فإن لم يكن بالإمكان البدء في إشادتها في هذا العام نأمل أن يكون العام القادم.
تضم المسيفرة /850/ نقطة ضوئية ومركزاً صحياً متطوراً يخضع حالياً لعملية توسع، وهناك مركز ثقافي في البلدة مزود بأكثر من /4500/ كتاب والكثير منها يعتبر من أمهات الكتب الثقافية والمعرفية، ويأخذ هذا المركز دوره الفاعل من خلال إقامة العديد من الأنشطة تتجلى بإلقاء المحاضرات والعروض الفنية الهادفة.
في المجال التعليمي يوجد في البلدة أكثر من /3500/ طالب من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية وحالياً هناك مدرسة فنية هي قيد الانجاز».
كثيرة هي القرى والبلدات التي زارها موقع eDaraa بعضها كان يدهشنا ويشدنا بسحر وجمال الطبيعة وبعضها جمال مواقعها الأثرية، أما بلدة "المسيفرة" فإن أكثر ما يشد ويدهش بها هو الصرح العالي والذي يلاقينا عند مدخل البلدة حيث يدل على قدسية وطهر من يرمز إليهم، فمن المعروف تاريخياً أن بلدة "المسيفرة" لها تاريخ نضالي ثوري مشهود له حيث دارت معركة "المسيفرة" ضد المحتل الفرنسي ويذكر حول ذلك الباحث التاريخي "أحمد الخالد" والذي التقاه موقع eDaraa للحديث عن هذه المعركة بمناسبة ذكرى الجلاء:
«أكسب الموقع الجغرافي والعسكري الذي تمتعت به "المسيفرة" سابقاً أهمية كبيرة حيث كانت تطل على سهل قاحل مكشوف تصعب فيه الحركات الدفاعية وتقع ما بين "درعا" و"السويداء" و"خربة غزالة" و"بصرى الشام" لذلك شكلت الملتقى لعدة طرق هامة ومنطلقها قرية "المسيفرة" إضافة لوجود عدة زعامات محلية قيادية مهمة كأمثال "محمد زعل الزعبي" و"عبد الحليم مصطفى الزعبي" و"حمد موسى الزعبي" رحمهم الله أجمعين وكانت معركة "المسيفرة" التي حدثت في 17-18-19- من أيلول من أهم المعارك وستبقى من الصور المشرقة والمشرفة، وعلى إثر الهزائم والخسائر التي منيت بها القوات "الفرنسية" في جبل "حوران" ولا سيما في معركتي "المزرعة" و"الكفر" ومحاصرة ثوار الجبل "للفرنسيين" في قلعة "السويداء" استشهد العديد من أبناء "المسيفرة" رجالاً ونساء حيث استمر القتال ثلاثة أيام متتالية استمات الثوار في القتال، ووقع "الفرنسيون" بين ناري ثوار "المسيفرة" من الداخل وثوار "جبل العرب" من الخارج وعلى الرغم من الفارق الكبير في موازين القوى فقد كبد الثوارُ "الفرنسيين" خسائر كبيرة في العدد والعدة، ولقد قال المجاهد "سلطان باشا الأطرش" عن معركة "المسيفرة": إنها من أهم المعارك إبان الثورة "السورية" الكبرى، في هذه المعركة تجلت الوحدة الوطنية ووحدة المعركة ووحدة الهدف فكانت معركة "المسيفرة" معركة ابن "الجبل" بل ابن "المسيفرة" بالذات واشترك أهالي "المسيفرة" اشتراكاً فعلياً في القتال إلى جانب "ابن الجبل" وكانت بيوت "المسيفرة" الملاذ الوحيد لثوارنا.. ونساء "المسيفرة" كن أمهات شبابنا حيث قدمن الماء والطعام والذخيرة».