مجموعة من الموسيقيين السوريين الشباب قدموا تجاربهم الموسيقية الجديدة في حفلات عديدة مرت مع مرور الاحتفال بـ"دمشق" عاصمة للثقافة العربية، وتلك كانت مناسبة لإثارة الأسئلة حول التراث الموسيقي الشرقي وطبيعة علاقة المبدعين معه، ومن هذه الحفلات أمسية لفرقة "فتت لعبت"، التي أقيمت في "دار الفنون" تحية للفنان اللبناني "زياد رحباني".
بتاريخ 9/4/2009 حضرنا الحفلة مع عدد كبير من جيل الشباب أتوا ليحضروها ولو وقوفاً على الأرجل.
قدمنا حفلات كثيرة في سورية وكلها كانت ذات مستوى عالٍ وراقٍ، استطعنا من خلالها أن نعرف الجمهور السوري، وأن هناك فناً ملتزماً ما زال هنا، وهناك فنانون سوريون يبحثون عن نوافذ عديدة ليعرفوا العالم بهذا النمط الموسيقي
وعن الحفلة والتنظيم لها يخبرنا السيد "يامن فيومي" منسق الحفلات في "دار الفنون" ومدير العلاقات العامة فيها: «في الفترة الأخيرة قمنا باستضافة مجموعة من الموسيقيين السوريين في حفلات شبه كرنفالية، واليوم نستضيف تحت رعاية مشروع "مساحة موسيقا" فرقة "فتت لعبت" الذين يقومون في كل شهر بإقامة حفلة موسيقية شبه أكاديمية، وتقوم السيدة "رحاب ناصر" مديرة الدار بتبني هذه الحفلات ورعايتها من الناحية المادية، أما هذه الحفلة فهي تحية لـ"زياد رحباني" سيحضرها الجمهور واقفاً لما لهذا النوع من الموسيقا من جمهور عريض وواسع».
كان الجو مفعماً بالحركة والنشاط، وخلال تنقلنا بين جنبات المكان التقينا بالمشرف على الفرقة السيد "هانيبال سعد" الذي قال في حديث سريع: «تأتي هذه الحفلة ضمن مشروع "مساحة موسيقا" المقام عبر عام كامل وهم شباب من سورية بالإضافة إلى عازف لبناني، ستقدم الفرقة مجموعة من المقطوعات الموسيقية تحية للمبدع الموسيقي الفنان "زياد رحباني"،
"فتت لعبت" ستكون البداية لإطلاق مشاريع موسيقية فنية عديدة سنقدمها لجهورنا السوري الذواق، فمن خلال الحفلات التي قدمناها اكتشفنا أن هناك جمهوراً سورياً شاباً يهتم بهذا النوع الموسيقي، وهي بداية موفقة لإطلاق العنان لمجموعة من حفلات سترى النور في الأشهر القادمة، وبدوري أشكر "دار الفنون" ومديرتها التي تبنت جميع هذه الحفلات وكما أشكر جميع المهتمين من جمهور منسقين لاهتامهم بالموسيقا الشرقية».
تحت سماء تسبح فيها النجوم في ذلك البيت الأثري بدأت الحفلة والكل متلهف لسماع مقطوعات موسيقية ملتزمة، وهناك كان لنا لقاء مع السيد "جابر ناصر" أحد المهتمين بالموسيقا الملتزمة فقال: «إنها مشاريع جميلة يقوم عليها موسيقيون شباب من سورية، إنها تعيد النظر بالنسبة لنا كشباب لنكتشف أنه مازال هناك فن وإبداع ملتزم يجب أن نهتم به، وهي نشاطات تضيف لقاموسنا الموسيقي السوري أشياء كثيرة في غاية الأهمية، أما فكرة إقامة الحفلات في "دار الفنون" الذي يحتفظ بعبق التاريخ والتراث الشرقي، هي من الأمور الجميلة التي يجب أن نشجعها ونستمر في عرضها هنا».
انطلقت الحفلة وبدأت معها الأنامل تتحرك مع هبوب نسمة خفيفة معبقة برائحة تفتح زهرة البرتقال من تلك الشجرة القديمة التي كانت على طرف الدار، وبعد انتهاء الفنانة "ليندا بيطار" من تقديم فقرتها كان لنا معها في إحدى الزوايا وقفة قصيرة قالت فيها: «قدمنا حفلات كثيرة في سورية وكلها كانت ذات مستوى عالٍ وراقٍ، استطعنا من خلالها أن نعرف الجمهور السوري، وأن هناك فناً ملتزماً ما زال هنا، وهناك فنانون سوريون يبحثون عن نوافذ عديدة ليعرفوا العالم بهذا النمط الموسيقي».
"ليندا بيطار" غنت لـ"فيروز" و"زياد" وفي الختام ودعت الجمهور على أمل لقاء قريب.