في بلدة "اللطامنة" عدد كبير من المغارات، وهذه المغارات كانت في القديم سكناً لأهالي هذه المنطقة، على الرغم من ظهور البناء الحديث المتطور مازالت هذه المغارات المتعددة الأشكال قائمة حتى وقتنا الحاضر تبهر الناظر إليها ببراعة التصميم وكيفية حفرها ضمن الجبال والسفوح المنحدرة، حتى إن سكان القرى المجاورة لبلدة "اللطامنة" كانوا يعيشون بمغارات مثلها كما هو الحال في بلدة "خطاب" وبلدة "المجدل" وغيرها من المناطق المختلفة.
موقع eSyria زار بتاريخ 24/4/2009 بلدة "اللطامنة" والتقى مع الجدة "عصرية النبهان" التي يزيد عمرها عن /85/ عاماً والتي حدثتنا عن سكنهم ضمن هذه المغارات قديماً حيث قالت: «كبرت وأنا أعرف أنني أعيش ضمن مغارة مع عائلتي المكونة من 5 أشخاص، وكانت هذه المغارة محفورة بالجبال مثلها كباقي المغارات الموجودة، وكانت المغارة تقسم إلى عدة غرف كما هو حال البناء الحديث، غرفة للنوم والأخرى للجلوس، وغرفة للضيوف ويوجد ما يسمى بــ"الليوان" وهو ما نضع به المونة المراد تخزينها، حتى الحيوانات كان لها نصيب بالسكن معنا ضمن هذه المغارة ونصيبها من المغارة غرفتان أي "بهوان" كما يقال لهما قديماً، واحدة لنومها والثانية لوضع طعامها».
لقد تطور العالم تطور كبير وملحوظ بالنسبة لنا نحن الكبار في السن، وخرجنا من حياة البساطة إلى حياة الحداثة، حيث أصبح الناس يعيشون في بيوت كبيرة ومنظمة في الريف، وبيوت تتوضع بعضها فوق بعض في المدن، وحياة المغارة تلاشت شيئاً فشيئاً لتبقى ذكرى فريدة من نوعها لنا ولأولادنا من بعدنا على الحياة القديمة ومعاناتها
وعند سؤالنا للجدة "عصرية" عن طريقة حفر هذه المغارات وعن صفاتها من الداخل تقول: «إن هذه المغارات قديمة جداً ويقال إن عمرها أكثر من 500 سنة، فكان في بلدة "اللطامنة" أفراد متخصصون بحفر هذه المغارات، وكان حفر المغارة يستغرق وقتاً طويلاً جداً بالنسبة لهم، بسبب أدوات حفرهم البسيطة والصغيرة، وتبلغ مساحة المغارة الواحدة من الداخل من /120/ متراً إلى/175/متراً بحسب كبر العائلة الساكنة أو صغرها، أما عن أبواب المغارة كانت جميعها من مادة الخشب، حيث توضع قطع الخشب فوق بعضها لتغلق الباب بشكل نهائي».
وعن طبيعة الحياة داخل المغارة تقول: «كنا في داخل المغارة نعيش حياة هادئة تتخللها البساطة، وعندما يخيم الليل ويظلم فكنا نضيء مغاراتنا بــ" السراج" الذي كان يوقد بالزيت أما بالنسبة للطبخ يكون على "نار الحطب"، وتنظيف أدوات هذا الطبخ تتم بغسلها بالتراب والماء، أما اللباس الذي كنا نرتديه فهو عبارة عن قماش ونحن نخيطه بأنفسنا، وعن فرش المغارة فكنا نكسيها بقطع من حصير منسوجة بمادة "البردة" من قبل عدة نساء يساعدن بعضهن في عملية النسج».
وقبل أن تنهي حديثها الجدة "عصرية" أضافت: «لقد تطور العالم تطور كبير وملحوظ بالنسبة لنا نحن الكبار في السن، وخرجنا من حياة البساطة إلى حياة الحداثة، حيث أصبح الناس يعيشون في بيوت كبيرة ومنظمة في الريف، وبيوت تتوضع بعضها فوق بعض في المدن، وحياة المغارة تلاشت شيئاً فشيئاً لتبقى ذكرى فريدة من نوعها لنا ولأولادنا من بعدنا على الحياة القديمة ومعاناتها».
والجدير بالذكر أن "اللطامنة" تقع بالقرب من منطقة "محردة" وتبعد إلى الشمال الغربي من محافظة "حماة" بحدود 39 كم.