«للموسيقا موقعها الخاص لدى المجتمعات البشرية وعلى مر العصور أولت المجتمعات عناية خاصة للموسيقا فهي سيدة حفلات الأعراس كما هي سيدة مآتم العزاء، سيدة الانتصارات الكبرى في الحروب وسيدة الهزائم الكبرى فيها». هذا ما قاله الأديب "عبد الباقي يوسف" عن منزلة الموسيقا لموقع eSyria.
وأضاف أيضاً: «ثمة موسيقا تهدئ الأعصاب وتعين على النوم وثمة موسيقا تشد العزائم وتنشط اليقظة والأعصاب. تدخل الموسيقا عالم الحيوان أيضاً كما تدخل عالم النبات فقد تبين بأن البقرة تدر حليبا أكثر وهي تستمع موسيقا هادئة منها وهي لا تستمع هذه الأنغام وتبين بأن الجمل في الصحراء يمد خطواته متتبعاً الوزن والإيقاع وعن طريق الموسيقا كما تروي كتب التراث كان يسهل قيادة الغزلان وتنسحر الحيات، ونلاحظ أن القطيع يتبع "المرياع" الذي يحمل في رقبته جرساً يصدر إيقاعاً موسيقياً متناسقاً ولذلك يتم خصي هذا الكبش حتى يلبث محافظاً على لياقته البدنية ويبقى في المقدمة قائداً للقطيع».
يحكى أن الطير والوحش كانت تصغي إلى صوت النبي "داوود" والسبعين نغمة التي كانت تصدرها حنجرته وكان من يسمعه يغمى عليه من الطرب، كذلك تلعب الموسيقا دوراً فاعلاً بالنسبة لعالم النبات بحيث نرى أن الطبيعة نفسها تصدر أنغاماً موسيقية مثل: حفيف الأشجار، هديل الحمام، زقزقة العصافير، خرير المياه، أزيز الريح، وغير ذلك من عناصر الطبيعة
ثم تابع اليوسف حديثه وقال: «يحكى أن الطير والوحش كانت تصغي إلى صوت النبي "داوود" والسبعين نغمة التي كانت تصدرها حنجرته وكان من يسمعه يغمى عليه من الطرب، كذلك تلعب الموسيقا دوراً فاعلاً بالنسبة لعالم النبات بحيث نرى أن الطبيعة نفسها تصدر أنغاماً موسيقية مثل: حفيف الأشجار، هديل الحمام، زقزقة العصافير، خرير المياه، أزيز الريح، وغير ذلك من عناصر الطبيعة».
وعن العناية بالموسيقى قال: «أولى أهل الفكر والأدب والفن عناية بالغة بلغة الموسيقا والشعر الجاهلي اعتمد بشكل أساسي على الوزن والقافية في غنائيات "النابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والأعشى"، كما أولى "الفارابي" عناية فائقة لدور الموسيقا إلى درجة أن قادته عنايته تلك إلى ابتكار آلتي الربابة والقانون. كما اشتهر "العباس وأبو المجد" بصناعة الأرغن واخترع مضراب العود من قوادم النسور بعد أن كان من مرهن الخشب وفي أواخر القرن التاسع الميلادي، ووضع أبناء "موسى بن شاكر" أسس وقواعد الموسيقا الميكانيكية واستعملوا البريخ الموسيقي لتوزيع الألحان ، وقد اعتبر المفكرون الموسيقا من العلوم الهامة في تعاقب الحضارات فنظروا إلى الموسيقيين على أنهم من أرباب العلم، ولذلك عندما توفي الموسيقار "باخ" قال عنه "هيغل": هذا عالم لم ننتبه إلى عبقريته إلا مؤخراً، ويعد "باخ" من أشهر أعمدة الموسيقا الكلاسيكية في العالم إلى جانب "بتهوفن" و"موزارت" من أشهر أعماله "كونشير توهات براندنبرغ" الستة التي ألفها عام /1271/ وتنويعات "غولدبرغ" والـ "سونيتات" الإنجليزية والفرنسية و"وسيتات التشيلو" و"القداس" في "سلم سي الصغير" و"القربان الموسيقي"».
ثم ختم اليوسف حديثه وقال: «يمكن أن نرى استلهام الموسيقار بعض أعماله من الأعمال الأدبية كما حدث مع الموسيقار "عزاسيان فانزي" الذي ما إن انتهى من قراءة رواية "لابوتيت سيرين" للكاتب الدنماركي "هانس كريستان أندرسون" حتى قام بتأليف عرض موسيقي مستلهماً الحركات من أجواء هذه الرواية التي أطلق اسمها على عمله الفني. وبالنهاية للموسيقا منزلتها الخاصة لدى مختلف شرائح الناس على مر العصور وتبقى تلك اللغة العالمية الموحدة الخالدة التي يتحدث بها ويصغي إليها إنسان كل زمان ومكان».