اليوم تلاقت تعابير إنسانية مع انفعالات أنثوية ضمن أعمال تشكيلية مرهفة قدمت في غاليري "فري هاند" لأربع فنانات تشكيليات شابات ليزدّن من خلال هذا المعرض رصيد المرأة السورية التي تحمل في روحها أعظم معاني الأنوثة والرقة.
موقع "eSyria" بتاريخ 5/5/2009 كان في غاليري "فري هاند" وأثناء افتتاح المعرض التقينا مع المشاركات الأربع، والبداية كانت مع "زينة علي" خريجة كلية الفنون الجميلة 2007، قسم تصوير زيتي، سنة ثالثة دراسات عليا، ومشاركة في عدة معارض داخل وخارج القطر، التي حدثتنا عن مشاركتها: «اخترت عنصر "عباد الشمس" موضوعاً للوحاتي منذ تخرجي وإلى الآن، واستخدمته كشكل للتعبير عن حالة إنسانية، فطول هذه الزهرة وشكلها يغريني للرسم، أرى لها امتداداً تعبيرياً يروي قصة حالة، وبالنسبة لنفسي أعتبر إني مازلت في مرحلة التجربة لأطور خبراتي أكثر وتنضج فكرتي التي سأعمل عليها مستقبلاً».
بدأت مسيرتي نحو الحداثة، وأرى أن المدرسة التعبيرية هي أكثر المدارس قدرة للتعبير عن الإنسان، قد يكون سيري في عالم التشكيل بطيئاً إلا أنه حذر لأني أرى أن هذا الحذر ما سيوصلني إلى مبتغاي
كانت وما زالت الأنثى أحد أهم محاور الفنون التشكيلية ربما لكونها غامضة الانفعالات والمشاعر لمحيطها رغم احتوائها أنبل وأصفى الأحاسيس، وهنا تتحدث "ظلال غزلان" معيدة في كلية الفنون الجميلة، اختصاص تصوير، من خلال مشاركتها بالمعرض بلوحات تكون من خلالهم صوتاً لصمت حواء: «شاركت اليوم بخمس لوحات تتحدث عن المرأة، أحب أن أرسم المرأة فأنا أشعر بأنها أكثر من يمكنني التعبير عنه من خلال أعمالي، اليوم صورتها بحالات تظهر أنوثتها وانفعال أحاسيسها، كما في إحدى اللوحات هنا التي تمثل حالة الخجل والخوف من المجهول».
يجدر بالذكر أن الفنانة "ظلال" لها مشاركات سابقة في عدة معارض داخل وخارج القطر، وحاصلة على جائزة "الباسل" للتفوق للسنتين الثالثة والرابعة في كلية الفنون الجميلة 2006 و2007،
وتتابع عن عملها قائلة: «بدأت مسيرتي نحو الحداثة، وأرى أن المدرسة التعبيرية هي أكثر المدارس قدرة للتعبير عن الإنسان، قد يكون سيري في عالم التشكيل بطيئاً إلا أنه حذر لأني أرى أن هذا الحذر ما سيوصلني إلى مبتغاي».
الإنسانية من أسمى القيم التي يفترض أن يتحلى بها الإنسان، ويقيناً من الفنانة "خناف صالح" بأن للفن رسالته التي عليه إيصالها للمجتمع اتخذت من هذه القيمة موضوعاً تشكيلياً قدمته في معرضها: «شاركت بموضوع واحد تجسد من خلال فكرة الظل والنور لأني أعشق سحر أجواء الليل وألوانه، تطرقت لتناقضات الحياة؛ كالخير والشر؛ الحب والكره، وكل الأمور المتعلقة بالطبيعة فأعمالي تعكس البيئة التي عشت فيها بهوائها ومائها وتضاريسها، كما بحثت عن إنسانية الإنسان، فبقعة الضوء المنبثقة وسط كل هذه الظلمة تمثل الأمل وسط هموم ومشاكل الحياة وقسوتها».
"خناف" خريجة كلية الفنون الجميلة، قسم التصوير الزيتي 2004، ودبلوم دراسات عليا 2006، ولها أكثر من عشر مشاركات في معارض داخل وخارج القطر، وعن مشوارها الفني تتابع: «الرسم بالنسبة لي جزء أساسي من شخصيتي، سأطور هذا الجزء بكل ما أمتلك من طاقة حتى أقدم أعمالاً ناضجة ترضيني تماماً، وهذه الفترة أحضر لمعرضي الفردي الذي سيقام في المركز الثقافي الفرنسي بنهاية العام الحالي».
للنحت دائماً حضوره اللافت والمميز، وفي هذا المعرض كانت المشاركة الوحيدة بأعمال نحتية للفنانة "أمل غزلان"، وهي مشاركة سابقاً بعدة معارض، خريجة كلية الفنون الجميلة 2005، وتعد حالياً رسالة الماجستير عن النحت التدمري، وعن مشاركتها في هذا المعرض حدثتنا: «جسدت هنا الحالات الإنسانية، لأني أعتبر أن الإنسان هو أهم عناصر الحياة، وتوجد بعض الحالات لا نمنحها حقها بالتفكير وهي تستحق بعض التأمل للتعمق في فهمها فقررت من خلال أعمالي كنحاتة أن أتطرق لهذه الحالات بأقرب لغة تشكيلية تخاطب أحاسيس الإنسان».
ومن الحضور التقينا بالمهندس "أحمد قطيط" المسؤول عن غاليري "فري هاند"، وكان رأيه بالمعرض: «هذا المعرض هو الأقرب للمعرض الفردي بالنسبة للمشاركات ولكل منهن أسلوبها وشخصيتها المتمثلة في أعمالها وهو ما يميز هذا المعرض حسب وجهة نظري فلكل فنان تشكيلي منذ بداياته حضوره الخاص بدليل المشاركات الأربع اليوم من نفس دفعة التخرج تقريباً، ولكل منهن بصمتها الفنية المتمثلة باختيار مدرسة فنية أقرب إلى إحساسها للعمل ضمنها».
وعن تطور الفن التشكيلي في سورية يتابع الأستاذ "أحمد" باعتباره شاهداً على العديد من التجارب الناضجة والمبتدئة: «الفن السوري متميز منذ القدم وله خصوصيته، كما لدينا اليوم أسماء كبيرة وعظيمة نفخر بها تنجز وتقدم الكثير للفن على مستوى عالمي، بالإضافة لفنانين حقيقيين لم ينالوا ما يستحقونه من اهتمام رغم كل إبداعاتهم ونأمل أن يكونوا في مكانهم المناسب ويحققوا دورهم في تطور الحركة التشكيلية».
وأمام اللوحات التي تنبض حباً وإنسانية كان الفنان "عدنان أبرش" مبحراً بعينيه في أعماق هذه الأعمال: «هذا المعرض مميز وبالأخص أنه يجمع أعمالاً لأربع شابات، فمن المهم أن يتحسس المجتمع أهمية أن تكون المرأة فنانة ما ينعكس على أنوثتها ويعمل للارتقاء بتفكيرها وإحساسها أكثر، كما أرغب أن أهنئ الفنانات المشاركات بمعرض اليوم فهو رائع وجدير بالحضور».