أدخل الرعب إلى قلوب حراس المرمى في ملاعبنا الكروية وسجل أجمل الأهداف برأسه الذهبية، وبقي اسمه راسخاً وعلماً في تاريخ كرتنا السورية، كيف لا وهو الذي توج بلقب هداف الدوري لثلاثة مواسم متتالية من 1984 ولغاية 1987، وسجل على التوالي 14و16 و17 هدفاً.
إنه اللاعب "موفق كنعان "لاعب "نادي تشرين" ومنتخبنا الوطني لكرة القدم في الثمانينات، والذي أطلقت عليه الجماهير لقب "الكاتيوشا" ولقّبه الإعلامي الراحل "عدنان بوظو" بـ"ثعلب الكرة السورية". موقع eLatakia التقى اللاعب"موفق" بعد غياب عن الجماهير والإعلام، وابتعاده عن الملاعب بلا مباراة اعتزال أو تكريم.
** أعيش بعيداً عن الأجواء الرياضية، أعمل وكيل بحري وأقضي يومي من البيت إلى العمل وبالعكس، وأمارس المشي وألعب كرة القدم مع بعض الأصدقاء بين الحين والآخر.
** ابتعادي سببه تلوث الجو الرياضي بفيروسات غريبة عن مجتمعنا أثّرت سلباً على رياضتنا للأسف، حيث افتقد الجيل الذي جاء بعدنا لانتمائه للنادي، وقلّ الولاء والاحترام وزادت المشكلة مع دخولنا عصر الاحتراف الذي لا يعترف إلا بالمال.
** بالتأكيد لا، أنا مع الاحتراف بمعناه الحقيقي والدقيق، الاحتراف الذي يولد التزام اللاعب بإخلاصه لناديه وتعليمات مدربه وحرصه على صحته من حيث الغذاء والنوم وعدم تعريض نفسه ومهاراته لأي ذلة قد تنهي حياته كلاعب، وأنا ضد الاحتراف السلبي الذي يعتمد فقط على المال وعقود فقد، نحن بشر لنا أحاسيس.
** تراجع كرتنا يعود لأسباب عدة، أهمها أن الجو العام المحيط بها غير نظيف ولا صحي، ونحن بحاجة ماسة إلى تصفية الطفيليين ممن يؤثرون سلبا على كرتنا، وضم المخلصين الغيورين على اسم سورية لتعود أمجاد كرتنا التي افتقدناها للأسف، ملاعبنا منجم لتخريج المواهب الكروية وبنية اللاعب السوري هي الأفضل عربيا وما نحتاجه هو عودة الأشخاص القادرين على تحمل المسؤولية والمتسلحين بأفكار تعيد المجد لكرتنا، والقادرين على تثقيف اللاعب في النادي أولاً، وأن يستلم قيادة المنتخب مجوعة متميزة من المدربين والإداريين المفرغين الغيورين على سمعة الكرة السورية.
** أرى كرتنا ضائعة، فقدت هويتها، هي كالقصيدة الجميلة لتي تفتقد للعنوان، في تراجع مستمر لافتقادها للتخطيط السليم، والمسؤولية لا تقع على عاتق اللاعبين بل أحملها للقائمين على قيادة كرتنا، في كافة المنتخبات ومسؤولي الاتحاد والأندية معا لأن المنتخب لا ينفصل عن النادي وما دام النادي بخير فالمنتخب بخير في حين كانت كرتنا فيما مضى قوية عربياً وآسيوياً، رغم قلة الإمكانات المادية في تلك الفترة لكن كما قلت كان هناك انتماء وغيرة ,نفتقدها حاليا للأسف.
** الأمر سيان في حال وجود مدرب سوري خاضع لدورات تدريبية على مستوى عالمي، ويمتلك الشخصية القوية، أعتقد أنه سيقدم لكرتنا ما سيقدمه المدرب الأجنبي من خطط فنية وجمل تكتيكية فيما لو أعطي صلاحياته كاملة وحرية في اتخاذ القرارات بلا تدخل من اتحاد الكرة علينا الثقة بمدربينا الوطنيين ومنحهم الفرصة لقيادة منتخباتنا.
** للأسف "تشرين" تعرض للكثير من المطبات الكروية التي كادت في النهاية أن تقضي على كرة القدم كما باقي الألعاب، وهذا يعود للمهاترات التي سيطرت على العلاقات بين أعضائه في السنوات الماضية وتفاقم الأمر، وأصبح فريقنا مهدد بالهبوط، ونحمد الله أن الفريق استعاد عافيته مع بداية مرحلة الإياب، مع قدوم لجنة لتسيير الأمور الأخيرة التي عملت جاهدت بالتعاون مع المخلصين ومحبي النادي، للخروج من عنق الزجاجة، وكل ما أتمناه هو ألا نعود للماضي، وأطلب من كل غيور على "تشرين" ومحب للبحارة أن يرمي بالمصالح الشخصية جانباً والعمل تحت شعار" تشرين فوق الجميع" وأن يعلم أن الإساءة إلى أي شخص في النادي هي إساءة للبيت التشريني ككل.
** كما قلت الفريق تخطى مرحلة الخطر بجهود المخلصين، والفريق يتطور نحو الأفضل من كل النواحي فنياً وبدنياً، وأتمنى استمرار الكادر التدريبي الحالي والذي نجح بإعادة الثقة للفريق بعدما زرع المحبة والوئام، وارتفعت بالتالي الروح المعنوية للجميع وأتوقع حضوراً قويا لكرة "تشرين" بالموسم القادم.
** بدأت في نادي النهضة عام 1975 ولعبت للأشبال والناشئين والرجال وتم دمج النهضة والقادسية عام 1977 تحت اسم "تشرين" لعبت للرجال وسجلت أول هدف بمرمى "الفتوة" بكأس السيد رئيس الجمهورية وفزنا يومها (4-2). نلت لقب هداف سورية في فئة الأشبال عام 1974 وهداف الناشئين مرتين 1975-1976 و1976-1977 وهداف شباب سورية موسم 1977-1978 وهداف فئة الرجال ثلاث مرات ورابع هدافي الوطن العربي، ولا زلت أذكر فوزنا على الوثبة (3-1) ونيلنا لقب دوري تصنيف الأقوياء موسم 1982 وأتذكر أنني لعبت المباراة بعد أخذ إبرة تخدير لإصابتي بخلع في الكتف وسجلت هدفاً،
من الجدير بالذكر أن اللاعب "موفق كنعان" مواليد 1967، مهندس ميكانيك، مركز اللعب قلب هجوم ، رقم الفانيلة 14، لعبت لفرق "النهضة" و"تشرين" ’متزوج.