ربع قرن مضى على وفاة أحد أعمدة الشعر العربي في محافظة "حماة" الشاعر "علي دمر" اجتمع عدد من الفنانين (الخطاطين) وحملوا شعره بحرفنة الخط والتكوين الحروفي، ليتلاقح الفن بالفن، المعنى القادم من مكان بعيد داخل الروح ببهاء الحرف وجلال الانحناء اللوني في جسد الكلمة.
أحد عشر خطاطاً في صالة المركز الثقافي القديم في منطقة "ساحة العاصي" ومعرض معظمه أبيات من قصائده، موقع eSyria جال في أروقة ذلك التجمع الفني في 27 تموز 2009 والتقى بالخطاط المهندس "محمد قنا" الذي حدثنا عن مشاركته: «شاركت بسبع لوحات خطية إحداها لوحة فنية خاصة باسم الشاعر المرحوم "علي دمر" وهي من قصيدة "كوخ الشعر" حيث كتبتها بخطين "الثلث" و"الديواني" واخترت هذه القصيدة لأنها تتناغم مع الخط الفارسي في كلماتها وأحرفها وهي ذات معنى جميل، أحببنا أن نذكره لأنه من أصلاء ورواد الشعر في المحافظة وكمحاولة لرد الجميل لهذا الشاعر الخلوق، تخليداً لانسجام الأقلام والمحابر مع الشاعر "علي دمر"».
شاركت بسبع لوحات منها لوحتان من شعر "علي دمر" خططتهما بالخط الديواني الجلي والفارسي، الخط الفارسي يتميز به خطاطو محافظة "حماة"
أما الفنان "محمد قصي الشمالي" فقال: «الخط العربي يساهم بتخليد شعر الشعراء الكبار من خلال لوحات خطية فنية تعلق في المنازل والدوائر والأماكن العامة والمراكز الثقافية، أشارك بلوحة من أشعار المرحوم "علي دمر" الذي يتحدث فيها عن مكانته عند الشعراء، وجدت في القصيدة التي اخترتها خصوصية الشاعر بخط الثلث العادي، وتراوحت الخطوط التي استعملتها بين الديواني الجلي والثلث والثل الجلي».
الخطاط "نزار الحسين" قال: «الخط هو روح والكلمات هي التي تختار الخط الذي ينسجم مع فضاءات المعنى، نميز بعض الكلمات باللون والحجم، كما أن للكلمات تأثير شخصي عليّ، ففي الخط الفارسي تجد قاعدة واحدة بأطوال وموازين ولكن روح الخطاط تتدخل فتجعله يتميز عن غيره في نفس نوع الخط، كما أن الضغط النفسي للخطاط يتدخل أيضاً في الخط من خلال الفرح والحزن، فقد يستطيل بالكلمة دليلاً على الفرح، أو يضغط الكلمة دليلاً عن الحزن».
ويضيف: «شاركت بسبع لوحات منها لوحتان من شعر "علي دمر" خططتهما بالخط الديواني الجلي والفارسي، الخط الفارسي يتميز به خطاطو محافظة "حماة"».
الخطاط "كهلان دمر" وهو ابن الشاعر المكرّم قال: «تميزت قصائد والدي بالحنين للوطن حيث عاش مدة 30 عاماً مدرساً خارج سورية، وقد اخترت أغلب القصائد التي خططتها عن الغربة والشوق لسورية و"حماة"، اللوحات التي شاركت بها تحمل في أغلبها الخط الفارسي الذي هو خط قريب من الأبيات الشعرية».
من الجدير بالذكر أن الشاعر المكرم "علي دمر" من مواليد "حماة" عام 1925، له 8 مجموعات شعرية بدأها بمجموعة "رعشات" عام 1946، وختمها بمجموعة "شعب الله المختار"، وله ثلاث دراسات منشورة، وتوفي في عام 1985.