ليس غريباً أن تعرف هذه القرية، فربما في وقت مضى تسامرت مع أصدقاء لك على أنغام العتابا التي شدا بها "صادق حديد" ومن بعده ابنه "محمد" وأعجبك عزف الربابة لـ "أبي خضر المغربية"، لكنك بكل تأكيد إن أردت الذهاب إلى "جبل البلعاس" عليك أن تمر بها، تبتاع ما ينقصك في رحلتك هذه من محلاتها المنتشرة على ضفتي الشارع الذي يصلها بباقي القرى.. إنها بلدة "بري الشرقي" وهي من الناحية الإدارية تحمل صفة "ناحية".
موقع eSyria زار هذه القرية التي تبعد عن مدينة "حماة" بـ 50 كيلو متراً، وإلى الشرق من "سلمية" بـ 15 كيلو متراً. وهنا غنّى الراحل "محمد صادق حديد" فقال:
يوجد في بلدة "بري الشرقي" /9 عيادات طبية/ و/3 صيدليات/
«شرقي "سلمية" نصب قابلت أنا الغالي
ويريد أحبّه غصب اشبيدي على حالي».
لمعرفة المزيد عن هذه القرية التقينا الأستاذ "علي محمد الصالح" رئيس مجلس بلدة "بري الشرقي" يوم الجمعة 31 تموز 2009.
فقدم لنا لمحة تاريخية عن هذه البلدة، فقال: «تعتبر بلدة "بري الشرقي" من القرى التاريخية في المنطقة، وهناك إشارات كثيرة على تاريخها، وبالتالي فإن الإنسان السوري سكنها منذ القدم، ومارس فيها نشاطات زراعية بدائية».
وعن التكوين الطبيعي والمناخي قال: «تقع بلدة بري الشرقي في منطقة شبه صحراوية، وهي ذات أراضٍ سهلية، ويغلب عليها المناخ الصحراوي، إذ لا يتجاوز معدل الأمطار السنوي 275 ملم في السنة».
وعن المكون البشري، والاقتصادي لهذه البلدة، قال: «عدد سكان "برّي" حوالي/7216 نسمة/ حسب إحصائية 31 كانون أول 2008، وفيها حوالي /4000 نسمة/ من الوافدين غير المسجلين في أمانة السجل المدني للبلدة، فيما تشكل مع القرى التابعة لها بصفتها "ناحية" قرابة /28 ألف نسمة/. يرتكز الوضع الاقتصادي لمعظمهم على الزراعة البعلية / قمح- شعير/، والأشجار المثمرة خاصة الزيتون، والكرمة، وحالياً بدأ التركيز على الكرمة بسبب قلة المياه إضافة إلى تربية الأغنام، فيما يعتمد البعض من السكان على الوظائف الحكومية والأعمال الحرة».
وعن الناحية العمرانية التي تميز هذه البلدة، قال: «معظم أبنية البلدة مبنية من البيتون المسلح كما هو في المدن المتوسطة، كما أن الأبنية الطاقية بدأت في الانتشار نتيجة تزايد عدد السكان، كما أن معظم الأراضي الواقعة داخل المخطط التنظيمي هي ملكية خاصة، وهناك ما هو من أملاك الدولة وقد تم فرزها، وتصل مساحة المخطط التنظيمي للبلدة بحدود /245 هكتار/ ويجري حالياً توسيع المخطط ليصل إلى /300 هكتار/».
ويتحدث السيد "علي الصالح" عن الخدمات الموجودة في بلدة "بري الشرقي" فقال: «ترتبط البلدة بطريق رئيسية مع مدينة "سلمية" كما أن هناك طرقاً فرعية تربطها بالقرى المجاورة، وتخدم القرية من قبل عدد من السيارات الناقلة "السرفيس" الخاصة منها والعامة، كما ويوجد فيها مدرسة أساسية حلقة أولى، ومدرسة أساسية حلقة ثانية، ومدرسة ثانوية، ومدرسة فنون نسوية».
ويضيف: «أما مياه الشرب فالبلدة مخدمة بشبكة مياه للشرب تابعة للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، إضافة إلى شبكة خطوط كهربائية، وهاتف سلكي ومفتاح القرية للأرقام الثلاثة الأولى /867- 868/، أما شبكة الصرف الصحي فهي بطول /18885 متر/ وبنسبة تخديم 98%».
الناحية الثقافية للبلدة كما يقول: «أحدث في البلدة مركزاً للثقافة من شأنه نشر الحالة الثقافية في القرية، كما أنه يدعي عدداً من الكتاب والشعراء والباحثين المميزين، كما أنه يستقبل الفرق المسرحية، وعرض الأفلام الموجهة للطفل وكان آخرها فيلم الكرتون "خيط الحياة"».
وعن المرافق الأخرى فيذكرها قائلاً: «يوجد مركز صحي واحد، وثلاث صيدليات، ووحدة إرشادية تهتم بالزراعة والمزارع، ووحدة مياه شرب، ونادٍ رياضي، ومركز طوارئ للكهرباء، ومركز تابع لمؤسسة "عمران"، ومركز أعلاف يقدم خدماته لمالكي الثروة الحيوانية، كما وتوجد فيها روضة أطفال عامة واحدة، وأخرى خاصة، وفيها ثلاث حدائق هي: "السلام"، "بابل"، و"6 تشرين"».
وعن أهم المعالم الأثرية الموجودة في بلدة "بري الشرقي" يقول: «هناك مقام أو مزار ديني اسمه "مقام النبي برّي" وله تقدم النذر والأضاحي من قبل الناس من داخل وخارج البلدة، كما وأن فيها "تل أثري" وقد وضعت مديرية الآثار يدها عليه وهو يقع في شمال البلدة محاطاً بالمنازل من ثلاث جهات، وهناك "طاحونة قديمة" متوقفة عن العمل أيضاً لكن ما زالت آثارها باقية».
وعن الوضع الاقتصادي وتطوره يقول: «يتركز العمل الاقتصادي على ممارسة الأعمال الزراعية بالإضافة إلى العمل الوظيفي، وهناك عدد من المحلات التجارية، وعدد من المحلات الصناعية، كذلك من المداجن و"مكابس البلوك" التي تقع خارج المخطط التنظيمي».
ويتحدث عن بعض الأرقام الموجودة في البلدة: «يوجد في بلدة "بري الشرقي" /9 عيادات طبية/ و/3 صيدليات/».
من مشاهير البلدة: يبدو أن أكثر الأشخاص شهرة هو الفنان الراحل "محمد صادق حديد" وعائلة "حديد" التي اشتهرت بالغناء، فجعلوا من "بري الشرقي" قبلة العتابا في المنطقة الوسطى.
ويبقى أن نشير إلى وجود محطة محروقات واحدة تخدم هذه البلدة وصولاً لعدة قرى مجاورة، ولكنها متوقفة عن العمل لأسباب غير مبررة، ما يشكل أزمة في موسم الشتاء في تأمين حاجة السكان من مادة "المازوت"؟؟؟.