قرية تأسرك إن دخلتها خلسة، لكنك ستسعد كثيراً لو جئتها ضيفاً، لأن أهلها سيستقبلونك بكل ما عرف عنهم من طيب. لا تعرف كيف تكون جغرافيتها، فمن بعيد تبدو على رأس هضبة، ومتى دخلتها تشعر أنك في صحن، يسير بمحاذاتها نهر العاصي الشهير، وثلاث نواعير لم يعد لها من أثر، وعلى ضفتيه تنتشر الزراعات المروية، هذه هي قرية أطلق عليها اسم "الجِنان" بكسر الجيم، وإن سألت البعض عن سبب هذه التسمية، قيل لك إنها كانت قطعة من الجنة فيما مضى من الزمن، لكنها اليوم فقدت كثيراً من بريقها، ومع هذا ما زالت تحتفظ بالاسم الذي ما زالت تستحقه.
موقع eSyria زار هذه القرية التي تبعد عن مدينة "حماة" بـ 12 كيلو متراً، وإلى الغرب من "سلمية" بـ 25 كيلو متراً.
ربما تعتبر قرية "الجنان" من القرى التي التفتت مؤخراً إلى الناحية التعليمية، ولا تتعدى نسبة المتعلمين فيها 8%
لمعرفة المزيد عن هذه القرية التقينا الأستاذ "خالد طومان" رئيس بلدية قرية "الجنان" يوم الأحد 2 آب 2009.
فقدم لنا لمحة تاريخية عن هذه القرية، فقال: «هي قرية تعود في تواجدها منذ آلاف السنين، وهذا عائد لوقوعها على نهر العاصي الذي يتجه إلى مدينة "حماة" ومنها حيث يحط رحاله على شاطئ المتوسط، ومما يدل على قدم هذه القرية وجود آثار متبقية لثلاث نواعير لم يعد لها وجود هذه الأيام، ولكن هناك تحضيرات لبناء ناعورة جديدة، بالمقابل مرت القرية بعدد من الهجرات التي أخليت فيها هذه المنطقة من السكان، ولكنها مع هذا بقيت تدافع عن نفسها على الرغم من الجفاف الذي قلل من نسب المياه الجوفية».
وعن التكوين الطبيعي والمناخي قال: «تقع قرية "الجنان" إلى الجنوب من الطريق الذي يربط مدينة "حماة" بمدينة "سلمية" بمسافة 4 كم، وهو بذلك يبتعد عن مركز المحافظة بـ 12 كم وعن "سلمية" بـ 25 كم، كما أنها تقع في سلسلة هضبية بحيث يتنوع مناخها، وتعتمد في زراعتها على مياه نهر العاصي».
وعن المكون البشري، والاقتصادي لهذه البلدة، قال: «كل سكان هذه القرية البالغ عددهم 4300 نسمة هم من العرب السوريين، يعتمد معظمهم على الزراعة، وخاصة منها الخضراوات، وبعض الشجار المثمرة منها "الرمان" و"الكرمة" في حين تكثر زراعة "الملوخية" التي يقوم زارعوها ببيعها مجففة بعد نزع الأوراق عن الأغصان، كما يوجد فيها عدد من الحرف التي ترتكز في غالبيتها على إصلاح الدراجات النارية».
وعن الناحية العمرانية التي تميز هذه البلدة، قال: «معظم أبنية البلدة مبنية من البيتون المسلح، كما أن معظم الأراضي الواقعة داخل المخطط التنظيمي هي ملكية خاصة، وهناك ما هو من أملاك الدولة وقد تم فرزها، وتصل مساحة المخطط التنظيمي للقرية بحدود /56 هكتار/».
وعن الخدمات الموجودة في قرية "الجنان" قال: «ترتبط البلدة بشبكة من الطرق منها ما يربطها بقرية "تقسيس" وآخر يصل إلى الطريق العام الذي يصل "سلمية" بـ "حماة"، وتخدم القرية من قبل عدد من السيارات الناقلة "السرفيس" الخاصة وعددها /4/ وميكرو باص واحد، وعند الساعة الرابعة عصراً آخر موعد لنقل الركاب».
وعن الناحية التعليمية تحدث السيد "أحمد الوقاع" مدير المركز الثقافي في القرية، فقال: «يوجد في القرية حوالي 500 طالب، تخدمهم خمس مدارس للحلقتين الأولى والثانية، ومدرستان إعداديتان واحدة للإناث والثانية للبنين، وهناك مدرسة ثانوية واحدة للفرع الأدبي فقط».
وعن الحالة الثقافية يقول: «ربما تعتبر قرية "الجنان" من القرى التي التفتت مؤخراً إلى الناحية التعليمية، ولا تتعدى نسبة المتعلمين فيها 8%».
وبالعودة إلى خدمات البنية التحتية عدنا إلى السيد رئيس البلدية "خالد طومان" فقال: «القرية مخدمة بشبكة طرق مغطاة بالإسفلت بحدود 10 كم، و 5 غير معبدة، أما بالنسبة للصرف الصحي فقد نفذنا ما طوله 6 كم من الطول العام والبالغ 9600 متر».
أما من الناحية الثقافية للقرية فيقول السيد "أحمد الوقاع" مدير المركز الثقافي: «أحدث في القرية مركزاً للثقافة في العام 2003 من شأنه نشر الحالة الثقافية في القرية، كما انه يدعو عدداً من الكتاب والشعراء والباحثين المميزين».
وعن المرافق الأخرى، يذكرها السيد رئيس البلدية فيقول: «القرية موزعة على خمسة أحياء سكنية هي: "الأندلس"، "البعث"، "الثورة"، "الجلاء"، "تشرين"، كما أن القرية بحاجة لكثير من الخدمات، ولكن ما يوجد منها على أرض الواقع 7 حدائق متنوعة الحجم، وهي متنفس لأهل القرية وهي: حديقة الزهراء 561 متراً مربعاً- حديقة الأطلال 2555 متراً مربعاً- حديقة الفردوس 1939 متراً مربعاً- حديقة النور 1527 متراً مربعاً- حديقة الوفاء 1088 متراً مربعاً- حديقة الأقصى 3249 متراً مربعاً- حديقة السبيل 6750 متراً مربعاً- حديقة الإخاء 560 متراً مربعاً- وهناك ساحة العروبة ومساحتها 648 متراً مربعاً».
ويضيف: «كما يوجد في القرية صيدليتان، وأرض مخصصة للمنشآت الرياضية بمساحة 25 دونماً وتعود ملكيتها إلى البلدية، ونحن ننتظر إحداث نادياً للقرية».
وعن أهم المعالم الأثرية الموجودة في قرية "الجنان" يقول: «يوجد في القرية جسر أثري قديم، وطاحونة قديمة كانت تعمل على مياه نهر العاصي، كما ويوجد فيها قصر "رياض بك العضم" وهو اليوم في حال انهيار شبه تام، وهو بحاجة للترميم، وقديماً كان هناك 3 نواعير منتشرة على طول نهر العاصي الذي يمر في القرية».
وعن بعض الخدمات التي تحتاجها القرية يقول: «القرية بحاجة لبدء العمل بمركز الهاتف الآلي الذي أحدث ولم يباشر العمل به حتى اليوم، كما أن مقرات كل من البلدية والمركز الثقافي هي ملكية خاصة وقمنا باستئجارها من أصحابها، ونحن بحاجة لبناءين خاصين للجهتين المذكورتين».