شارك الفنان العراقي المبدع "نصير شمه" برفقة كوكبة من نجوم الموسيقا العربية بالتحكيم في منافسات مسابقة "صلحي الوادي" الدولية الثانية لآلتي "العود والبزق"، والمخصصة للشباب ما دون سن الثامنة عشرة، والتي تنافس فيها أربعون عازفاً وعازفةً من سبع دول "سورية ومصر والأردن والعراق والبحرين وتونس وإيران"، قبل أن تعلن لجنة التحكيم نتائج المسابقة يوم الأحد 9/8/2009.
وبعد أن قدّم الفنان "نصير شمة" بعضاً من مقطوعاته الموسيقية حاوره موقعنا وسأله عن زيارته إلى سورية ومشاريعه القادمة: «حضرت المسابقة منذ بدايتها واستمعت إلى جميع العازفين، وأعتقد أن أغلبهم يملكون موهبةًً مميزةً تنقصها بعض الرعاية، ولدي بعض المعرفة بمستويات العازفين في معهد "صلحي الوادي"، وأحببت أن أعمق هذه المعرفة من خلال الاستماع المباشر في مسابقة دولية».
وفي كل لقاء يجمعني مع هذا الجمهور أكون في حالة استنفار دائمة للسؤال عن مختلف التفاصيل الفنية والتقنية، حتى يكون اللقاء كما يتوقعه الحاضرون
وعزف "شمه" خلال حفل الختام بعضاً من المقطوعات الموسيقية قال لنا عنها: «قدّمت في البداية إحدى المقطوعات الموسيقية على مقام "حجاز كار"، ومن ثمّ معزوفة "أرض الإسراء" وهي مكتوبة لمدينة "القدس"، وممزوجة بالفرح والحزن والأمل، وفيها أغانٍ معروفة من الشارع الفلسطيني "عيني ما مال الهوى عيني يا موليا"، إضافةً إلى بعض المقطوعات مثل "الرحيل الأخير من الأندلس"، و"إضاءات من تراث الشام"، وعدد من الأغاني الشامية المعروفة».
أعلمنا "شمه" قبل إعلان النتائج أنه سيختار خمسة من العازفين ليشرف عليهم شخصياً في بيت العود في "القاهرة" مدة عام كامل، وهنا سألته عن إمكانية وجود مدرسة خاصة به للعود في "دمشق" فأجاب: «بكل تأكيد وهو ما سيكون قريباً بعد لقائي مع وزير الثقافة د. "رياض نعسان آغا" لإيجاد بيت خاص في "دمشق القديمة" ليكون مدرسة خاصة بالأطفال يتعلمون فيها العزف على العود».
وعن رأيه بمستوى العازفين في المسابقة قال "شمه": «كنت أتمنى أن يكون المستوى أفضل مما كان ولا سيما من طلاب معهد "صلحي الوادي"، لأنه من المفروض أن يكون لدى هذه الفئة العمرية قدرة أكثر من الذين بدؤوا في سن متأخرة، وهذا لا ينفي وجود عدد من العازفين المميزين، وكنت أُفضل أن يكون هناك ورشة عمل قبل المسابقة للطلاب، وهذا ما سأقترحه العام القادم كي لا نظلم أحداً ويأخذ الجميع حقه، وباعتقادي فإن التدريب المتواصل لمدة أسبوع سيؤدي إلى نتائج أفضل».
وأشار "شمه" إلى أن الفترة الحالية تمثل العصر الذهبي لآلة العود من حيث عدد المدارس والمعاهد المختصة، إضافة إلى نوعية المراجع والكتب التعليمية، فضلاً عن وجود صنّاع يحترفون آلة العود.
وحسب "شمه" فإن العلاقة التي تربطه مع الجمهور السوري تكتنز أسراراً كثيرة ما يزال يحاول اكتشافها، يقول عن ذلك: «حالات مختلفة من الشك والقلق والخوف تنتابني أمام الجمهور السوري، ورغم معرفتي بالمحبة والمودة المتبادلة إلا أن تلك الأحاسيس تدفعني دائماً لتقديم أفضل ما عندي، وبرأيي الشخصي فإن الجمهور السوري يملك حاسة خاصة لاكتشاف الفن الأصيل».
ويضيف "شمه": «وفي كل لقاء يجمعني مع هذا الجمهور أكون في حالة استنفار دائمة للسؤال عن مختلف التفاصيل الفنية والتقنية، حتى يكون اللقاء كما يتوقعه الحاضرون».
وختم "شمه" حديثه بكلمات عن "دمشق": «أعتقد أن "دمشق" مدينة تتفرد بالكثير من ذكرياتي، والعلاقة التي تجمعني بشوارعها وأسواقها وأهلها لن أجد الكلمات المناسبة لأعبر عنها، وسأكتفي بألحان العود بديلاً عن ذلك».