«من أروع متاحف الدنيا وأكثرها عراقة يضم لفيفاً بانورامياً من أندر الآثار السورية وأقدمها تبرز العصور التاريخية على اختلاف حضاراتها وطقوسها ويعتبر المتحف مؤشراً متعدد الأوجه والألوان يعكس الخصوصية الحضارية والعمرانية للإمبراطوريات التي عاشت في "حماة"».
هذا ما ذكره المهندس "جمال رمضان" مدير آثار "حماة" لموقع eHama الأربعاء 26 آب 2009 وأضاف قائلاً: «يحوي متحف "حماة" الوطني الجديد مقتنيات ومعروضات وكنوز أثرية نادرة تؤكد يوماً بعد يوم أن سورية مهد الحضارات وانطلاقة التاريخ والبقعة الطيبة التي عاش على أرضها الإنسان الأول».
يضم المتحف خمس قاعات تحوي القطع واللقى والمقتنيات الأثرية وفقاً لعصورها التاريخية المتسلسلة زمنياً بدءاً من العصر الحجري حتى العصر الإسلامي
مضيفاً: «افتتح المتحف عام 1999 وقد تم تزويده بأحدث التقنيات المتطورة كوسائل الإيضاح والشروحات المدونة باللغتين العربية والانكليزية تسهيلاً للزوار والسياح العرب والأجانب وبغية التعرف على مقتنيات وآثار المتحف وتاريخها وأماكن اكتشافها إضافة إلى تزويده بأحدث أجهزة إنذار الحرائق والسرقات والرقابة الذاتية حرصاً على سلامة الآثار».
كما التقينا "راكان سليمان" أمين المتحف الوطني والذي تحدث قائلاً: «يضم المتحف خمس قاعات تحوي القطع واللقى والمقتنيات الأثرية وفقاً لعصورها التاريخية المتسلسلة زمنياً بدءاً من العصر الحجري حتى العصر الإسلامي».
ويضيف: «تتضمن القاعة الأولى مقتنيات أثرية تعود للعصر الحجري والبرونزي والتي خلفها الإنسان منذ مليون سنة خلت أثناء تأسيس حضارته على امتداد نهر العاصي وتضم هذه القاعة خزائن تحوي فأساً كان يستخدمه الصيادون في تلك الفترة وأدوات حجرية وصوانية عمرها نحو مليون سنة اكتشفت في موقع "خطاب" و"محردة" كما تضم القاعة بعض الجرار الفخارية التي تحوي رفاة أطفال إضافة إلى جذع إنسان من الحجر الكلسي يرقى إلى الألف الرابع قبل الميلاد وهو يمثل امرأة ما تزال حمرة الشفاه ترتسم على شفتيها حتى الآن». ويضيف: «يوجد في القاعة مدفن مكتشف في منطقة "سلمية" ويضم أثاثاً جنائزياً من أوانٍ فخارية وأدوات برونزية تعود إلى عصر البرونز البسيط 2000 قبل الميلاد كما تم عرض بعض الدمى الأنثوية على شكل امرأة عارية بأطوال بين 10 و15 سنتيمتر وهي مصنوعة من الفخار المشوي "تيراكوتا" تم تمييز التفاصيل فيها كالعين والصدر والسرة وترقى إلى العام 2400 ق.م».
بدوره تحدث الآثاري "مازن بيان" قائلاً: «تحوي القاعة الثانية معروضات ومقتنيات أثرية تعود إلى عصر الحديد حيث تم فيها عرض ألواح حجرية بازلتية تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتم عرض قطع من الآجر عليها كتابات آرامية تم اكتشافها من قبل البعثة الدنماركية التي نقبت في "حماة" كما تضم القاعة نموذجاً مصغراً للحي الملكي المكتشف في القلعة إضافة إلى تمثال نادر لأسد ضخم مصنوع من البازلت يزن 10 أطنان كان يزين إحدى بوابات الحي الملكي، وتمثال صغير لإنسان مكسو برقائق من الذهب يجلس على كرسي ويضع قلنسوة على رأسه».
بدوره أوضح "إبراهيم شدود" رئيس شعبة التنقيب قائلاً: «خصصت القاعة الثالثة لعرض اللقى الجنائزية من شواهد القبور وتوابيت تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي وهي مكتشفات أثرية تم العثور عليها في مناطق متفرقة من المحافظة منها تمثال حجري يمثل امرأة ترتدي رداءً رومانياً طويلاً يشد بحزام حول الخصر ذا أكمام قصيرة يعود تاريخه للقرن الثاني الميلادي تم اكتشافه في قلعة "حماة"، كما تعرض في القاعة قطع أثرية ذهبية تم اكتشافها ضمن تابوت حجري عثر عليه في قرية "كازو" يعود للعصر الروماني، ومن الجدير ذكره أن من أهم القطع والمقتنيات الأثرية المعروضة في هذه القاعة تابوت خشبي نادر يرقى إلى القرن الأول الميلادي نقش عليه وجه "أبو الهول" المجنح إضافة إلى التوابيت الفخارية والرصاصية والمعروضات الأخرى المصنوعة من "الفريسك" والذهب وغيرها».
وختم الآثاري "سمير محمد" قائلاً: «خصصت القاعة الرابعة للآثار الهلنستية والرومانية والبيزنطية ومن أهم مقتنياتها نقد من الفضة نقش عليه صورة "أنطيوقيوس" الرابع الذي يشتهر باسم أبي "فانيوس" وقد عرضت في هذه القاعة لوحة فسيفساء نادرة ذات قيمة علمية وفنية وجمالية اكتشفت في "مريمين" يعود تاريخها للقرن الثالث الميلادي وتظهر في وسطها مجموعة من الفتيات يعزفن على آلات موسيقية مختلفة من أشهرها آلة الأورغون».
ويضيف: «تضم القاعة الخامسة مقتنيات أثرية تعود للعصر الإسلامي ويعرض فيها مجموعة من الخزف بألوانه المتعددة وأيضاً مجموعة من اللقى النحاسية والبرونزية وبعض النقود الأموية والعباسية، ونظراً لأهمية "الناعورة" في "حماة" فقد تم عرض لوحة من الموزاييك تمثل الناعورة اكتشفت في "أفاميا" بالإضافة إلى منبر مصنوع من الخشب قام بصنعه "نور الدين زنكي" يعود تاريخه لعام 1163 ميلادية».