«تتغنى "الرقة" باحتضانها لبحيرة "الأسد"، إحدى أنقى البحيرات في العالم، وهي تشغل مساحة واسعة ضمن الحدود الإدارية لمحافظة "الرقة"، وتضعها بالتالي في قائمة المقاصد السياحية الكبرى التي يرغب السواح بزيارتها، ويضفي وجود قلعة "جعبر" على ضفاف البحيرة بعداً جمالياً آخر، يضاف لقائمة المقومات السياحية المتوفرة، ومنها مشاريع التحريج الواسعة التي نفذتها المحافظة في هذه الضفاف، ووجود محمية "الثورة" البيئية، وقد فتح ذلك آفاقاً واسعة، ومجالات رحبة، لإمكانية الاستثمار السياحي الأمثل لضفاف البحيرة، وجعل من هذه الضفاف من مناطق التطوير السياحي الكبرى على مستوى القطر.
كل هذه المقومات وغيرها، جعل من مدينة "الثورة"، التي أنشئت بعيد بناء سد "الفرات"، قبلة للسياح والمصطافين، وإن اقتصر ذلك على السياحة الداخلية البينية في الوقت الحاضر، وقد طُرحت العديد من مواقع ضفاف البحيرة في أسواق الاستثمار السياحي، في "الكرين"، و"تل الرماد"، ومحمية "الثورة" البيئية، ولكن هذه المشاريع لم تغرِ المستثمرين، ولم تحظَ المنطقة بأي مشروع سياحي، رغم غناها بنقاط الجذب السياحية، وجمال الطبيعة والمناخ العليل الذي تتمتع به عموم المنطقة».
لعل من أبرز الأسباب الموجبة لتعثر خطوات الاستثمار السياحي في المنطقة، عدم تحرير حرم البحيرة وتحديده بشكل نهائي إلا مؤخراً، وضعف التسويق السياحي للمنطقة في المعارض السياحية الدولية، وعدم الاهتمام بتحسين واقع المدينة الخدمي بما يترافق مع تهيئة المناخات الجاذبة للاستثمار السياحي، كتسهيل منح قروض المنشآت السياحية على ضفاف البحيرة، وإصدار التشريعات، والقوانين الناظمة للاستثمار السياحي في المنطقة، والترويج الدعائي للمنطقة عبر مختلف الأقنية الإعلامية
ذكر ذلك لموقع eRaqqa بتاريخ (10/9/2009)، السيد "محمد العلي"، من أهالي مدينة "الثورة"، في معرض حديثه عن آفاق الاستثمار السياحي على ضفاف بحيرة "الأسد"، والأسباب الموجبة لتعثر خطوات الاستثمار السياحي فيها.
وأضاف "العلي"، قائلاً: «لعل من أبرز الأسباب الموجبة لتعثر خطوات الاستثمار السياحي في المنطقة، عدم تحرير حرم البحيرة وتحديده بشكل نهائي إلا مؤخراً، وضعف التسويق السياحي للمنطقة في المعارض السياحية الدولية، وعدم الاهتمام بتحسين واقع المدينة الخدمي بما يترافق مع تهيئة المناخات الجاذبة للاستثمار السياحي، كتسهيل منح قروض المنشآت السياحية على ضفاف البحيرة، وإصدار التشريعات، والقوانين الناظمة للاستثمار السياحي في المنطقة، والترويج الدعائي للمنطقة عبر مختلف الأقنية الإعلامية».
وقد وضع المهندس "مهند يوسف حلوم"، دراسة تفصيلية لمشروع منتجع "شاطئ الرشيد" على ضفاف البحيرة، وعن مكونات هذا المشروع وأهميته، تحدث "حلوم" لموقعنا، قائلاً: «يقوم المشروع على استثمار ضفاف البحيرة للأغراض السياحية، ويتضمن إقامة شاليهات، وملاعب رياضية، ونوادٍ ثقافية وغيرها، ويقع بالقرب من قلعة "جعبر"، وبمساحة إجمالية قدرها /75/ ألف م2، وتقوم فكرة إنشائه على تنشيط السياحة، والرياضة المائية في المنطقة الشرقية، وذلك باستخدام كافة أساليب الإنشاء، ووسائل الاستثمار الصديقة للبيئة، والتي من شأنها المحافظة على الموارد المائية المتوفرة، ومنع تلوثها.
يتكون مشروع منتج "شاطئ الرشيد"، من نادٍ لإقامة الرياضات الشراعية، وبشتى أنواعها على ضفاف البحيرة، وإنشاء مسبح أولمبي لإقامة المباريات الدورية والدولية، وملاعب كرة المضرب، وطائرة ويد، وصالات رياضية لمختلف الرياضات، وألعاب القوى، ونادٍ ثقافي مع صالات للسينما، ومسارح مفتوحة ومغلقة لإقامة المهرجانات والمعارض السنوية، وبناء شاليهات رئاسية متضمنة المسابح الخاصة وعددها /2/، إضافة لشاليهات مطلة على البحيرة، وعلى المسبح، والحدائق ذات الطراز الأندلسي وعددها /6/ شاليهات، ومطعم صيفي مكشوف، وآخر رئيسي متعدد الاستخدامات، وحديقة للحيوانات».
سبق لنقابة المهندسين المباشرة بتنفيذ مشروع على ضفاف البحيرة، وعن ذلك حدثنا المهندس "خليل الشلاش"، رئيس فرع نقابة المهندسين في "الرقة"، قائلاً: «انطلاقاً من أهمية بحيرة "الأسد" في عالم السياحة الطبيعية والمائية، عملت نقابة المهندسين على إشادة نادٍ في مدينة "الثورة"، يطل مباشرة على البحيرة، وذلك في المساحة المخصصة للنقابة من قبل مجلس المدينة، والبالغ مساحتها سبعة آلاف متر مربع، وقمنا بتنفيذ تصوينة للموقع بقيمة إجمالية بلغت خمسة ملايين ليرة سورية، إضافة إلى الأعمال الترابية، وبوابة الدخول للموقع العام، وغرف الخدمة بقيمة مليوني ليرة، وسبق أن تم عرض المشروع في سوق الاستثمار السياحي للمنطقة الشرقية، الذي أقيم مؤخراً في "دير الزور"، ولم يتقدم أي مستثمر لاستثمار المشروع، ونحن في فرع النقابة نخطط لاستكمال كافة الأعمال المدنية والإنشائية للمشروع من الاعتمادات الذاتية لفرع النقابة.
ومن المقرر إشادة فندق، ونادٍ عائلي، ومقهى شعبي، ومطعم ومسبح في الموقع، وسيتم ذلك بناءً على الخطط الاستثمارية السنوية للنقابة، ومن الممكن استثمار الموقع حالياً كمطعم صيفي بعد إشادة المظلات، وبناء خيمة كبيرة متوافقة مع متطلبات السياحة والمطاعم الصيفية، في ظل توفر غرف الخدمة التي يمكن استخدامها كمطابخ وحمامات، وسيكون هذا المشروع في حال استثماره هو الأول من نوعه في مدينة "الثورة"، ومحطة مهمة للسياحة المرتقبة على ضفاف بحيرة "الأسد"».