«تنفيذاً لخطة قيادة اتحاد شبيبة الثورة لعام /2009/ افتتحت في مقر فرع شبيبة "الرقة" أعمال الورشة التدريبية الشبابية بعنوان: "أسس تقديم المشورة حول طرق الوقاية من مرض الإيدز"، وذلك بالتعاون ما بين منظمة اتحاد شبيبة الثورة، ووزارة الصحة، و"صندوق الأمم المتحدة للسكان"، بمشاركة ثلاثين شاباً وشابة من مختلف روابط شبيبة محافظة "الرقة"».

هذا ما ذكره لموقع eRaqqa بتاريخ (5/8/2009) السيد "ميلاز مقداد"، عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة، رئيس مكتبي الإعلام والأنشطة التربوية، وهو المشرف على أعمال الورشة.

لقد استفدنا الكثير من المعلومات القيّمة، وصححنا مفاهيم مغلوطة كنّا قد اكتسبناها بشكل عفوي، وغير علمي، وأكثر ما أعجبني في الدورة طريقة إيصال المعلومة بشكل ممتع ومدروس ولا يسبب أي حرج للمتلقي

وعن برنامج الورشة تحدث "المقداد": «إن هذه الدورة التي استمرت لمدة يومين شارك فيها أطباء من وزارة الصحة، ومرشدون اجتماعيون وتربويون من المنظمة، تضمنت برنامج غني بالمحاضرات العلمية المفيدة، التي شملت التعرف على وبائيات مرض الإيدز، والإرشاد الاجتماعي والنفسي، وطرق التوعية الصحية، ومهارات التواصل، والتعامل مع المصابين، والهدف من إنشاء مركز المعلومات، والخط الساخن، وأهمية الخدمات التي يقدمها مركز مكافحة الإيدز، والتعرف على المشكلات الصحية والاجتماعية والنفسية التي تواجه الفئات المستهدفة عالية الخطورة».

المشاركون في الورشة

وعن أهمية دورات التوعية الصحية أضاف "مقداد" قائلاً: «إننا في منظمة الشبيبة نقوم بهذه الدورات منذ أعوام عديدة، وتكمن أهمية هذه الدورات في نقطتين أساسيتين، الأولى: هي في الشريحة التي نتوجه إليها بالدورات، المتمثلة بجيل الشباب، الذين يمثلون الشريحة الأوسع، والأكثر استهدافاً في المجتمع السوري.

الثانية: في قيمة المعلومات التي يتم تقديمها من خلال هذه الدورات، فهي معلومات علمية دقيقة حصلنا عليها من خلال إجراء استبيانات وإحصاءات من خلال مراكز البحث والمسح الاجتماعي في المنظمة».

مريم توما

و تحدث السيد "عمر أبو النعاج" ممثل وزارة الصحة عـن عدد الإصابات التي تم تسجيلها في العالم، وفي سورية، قائلاً: «إن سورية هي البلد الذي سجل أقل إصابة بمرض الإيدز في العالم، وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد حاملي فيروس الإيـدز على مستوى جميع قارات الأرض بـ/30/ مليون، وهو بالتالي يهدد كل شخص، ولذلك يجب تزويد كل فرد من أفراد الأسرة بقدرٍ كافٍ من المعلومات حوله، واتقاء الإيدز أمر بسيط، ولكن الإصابة بعدواه قاتلة، لأنه لا يوجد إلى الآن علاج يشفي هذا المرض، ولا لقاح يقي من العدوى».

وأضاف "أبو النعاج"، قائلاً: «يمكن لمريض الإيدز الزواج، وفي كثير من الحالات لا ينتقل المرض إلى الطرف السليم، كما أنه ليس بالضرورة أن يولد الطفل مصاباً بالفيروس، إنما تكون نسبة سلامة الجنين من عدوى فيروس الإيدز إذا كانت والدته مصابة ما بين /25- 40%/، وترتفع هذه النسبة بأخذ الدواء إلى /99%/، وسجلنا أكثر من حالة ولادة سليمة».

ميلاز مقداد

وعن ضرورة الحوار مع الأبناء وأهمية الإرشاد والمرشدين النفسيين في التوعية الصحية تحدثت لموقعنا المرشدة الاجتماعية "مريم توما" قائلة: «إن الإرشاد الاجتماعي، هو إيجاد العلاقة الراضية والمرضية بين الفرد والمجتمع، الذي يشمل الأسرة، الحي، المدرسة، المدينة، الوطن، ومن هنا نصل إلى ضرورة الحوار مع الأبناء، والذي يجب أن يتم بشكل مدروس ومفهوم، فيكون مع الأطفال على هذا النحو، ففي هذا السن يحب الأطفال أن يسألوا عن الولادة والزواج والموت، وربما يكونوا قد سمعوا عن الإيدز في برامج التلفزيون، ويريدون السؤال، لذا يجب طمأنتهم إلى أن الإيدز لا يصيب أحد نتيجة الاختلاط المعتاد كالمصافحة».

وعن مرحلة المراهقة أضافت قائلة: «في مرحلة المراهقة من /9-12/ سنة، فيكون على نحو آخر، ففي هذا السن تبدأ تغيرات المراهقة، ويهتم الصبي بجسمه ومظهره، ويجب أن يعرف ما الذي يعتبر سوياً أو غير طبيعي، وينبغي على الوالدين أن يتناولوا التطورات الجنسية في أحاديثهم مع أبنائهم، وضرورة اجتناب السلوكيات المنحرفة التي تعرضهم للعدوى بأمراض جنسية كالإيدز».

وعن مرحلة ما بعد البلوغ، تابعت الأستاذة "توما"، قائلة: «في مرحلة ما بعد البلوغ /12- 19/ سنة، يتعرض الأبناء لعوامل التشويش أو التناقض، وعلى الوالدين أن يؤكدا لهم ضرورة الابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والسيئة مع شرح قيم الأسرة، ومبادئ الزواج، وتقاليد الحياة العائلية، وأنماط الحياة الصحية، ويجب أن يعرف الأبناء كيف أن السلوكيات المنحرفة، فضلاً على أنها أمور تحرمها الأديان، وترفضها المجتمعات، فإنها تؤثر على قدراتهم الذهنية، وسلامة تصرفهم، وبالتالي تعرضهم لعدوى الكثير من الأمراض».

وتحدث السيد "عبد العزيز المحمد"، أمين فرع الشبيبة في "الرقة"، عن دور المنظمة في مكافحة الأمراض الوبائية قائلاً: «إن لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة باع طويل في مكافحة الأوبئة البشرية، وتجربتها رائدة على مستوى القطر، أما المشاركين في هذه الدورة ستتم متابعتهم والتواصل معهم، وتأمين كل ما يلزمهم وسيخضعون في المستقبل القريب لدورات متقدمة، ليصبحوا بدورهم مدربين ورسل ينقلون ما تعلموه إلى أترابهم وأهاليهم».

كما التقينا بعض المشاركين في الورشة

الشابة "فوزة المرعي" قالت عن الدورة: «لقد استفدنا الكثير من المعلومات القيّمة، وصححنا مفاهيم مغلوطة كنّا قد اكتسبناها بشكل عفوي، وغير علمي، وأكثر ما أعجبني في الدورة طريقة إيصال المعلومة بشكل ممتع ومدروس ولا يسبب أي حرج للمتلقي».

وتحدثت المشاركة "هبة الخليف"، قائلة: «كانت الدورة مميزة، واستطعنا من خلالها الحصول على معلومات مفيدة عن مرض الإيدز، والتي سننقلها بدورنا إلى أهلنا وأصدقائنا وزملائنا من خلال وحداتنا الشبيبية، ونتمنى أن يتم تعميم مثل هذه الدورات على المناطق الريفية في المحافظة».

أما المشارك "ميلاد سليمان" فقد قال: «لقد عرفنا من خلال الدورة أن مريض الإيدز عندما يتقدم للفحص يحظى بسرية تامة، وأنه لا يوجد حجر صحي على مرضى الإيدز في سورية، كما أظهرت بعض الأعمال الدرامية، إنما يعيش مرضى الإيدز معنا وبيننا، وبشكل طبيعي».