يلاقي رئيس البلدية عادة العديد من الصعوبات لدى تطبيقه للقانون، خاصة لاحتواء أغلب القوانين على بند جزائي بحق مخالفها.

"درغام درغام" ابن قرية "تومين" ورئيس بلديتها دفعته غيرته على وطنه لتبني هموم أبناء قريته والوضع السيئ فيها، وخاصةً حالة البلدية المشلولة والتي تفتقد للعديد من المشاريع الخدمية والصحية.

تسلمت عملي رئيساً لبلدية "تومين" في عام 2003م حيث لم يكن قد نُفذ فيها أي مشروع يتعلق بالبنية التحتية، فبدأت بجدولة الأعمال زمنياً وحسب الأهمية، وبحسب الإمكانيات المقدمة من المحافظة

موقع مدونة وطن eSyria زار السيد "درغام درغام" في منزله فحدثنا قائلاً: «تسلمت عملي رئيساً لبلدية "تومين" في عام 2003م حيث لم يكن قد نُفذ فيها أي مشروع يتعلق بالبنية التحتية، فبدأت بجدولة الأعمال زمنياً وحسب الأهمية، وبحسب الإمكانيات المقدمة من المحافظة».

السيد "درغام درغام"

وعن المشاريع التي أشرف على إتمامها خلال تسلمه قال: «خلال السنوات الست الماضية قمت بتنفيذ 6 مراحل صرف صحي منذ عام 2006م وحتى عام 2009م، وأتممت إنارة القرية بشكل كامل في عام 2008، كما تم تزفيت شوارع القرية الرئيسية ومعظم الشوارع الفرعية بطول /3500/متراً، بالإضافة إلى شبكة مياه تغطي حوالي 80% من قرية "تومين"».

وأضاف "درغام": «أتممت نقل أملاك الدولة إلى ملكية البلدية، وتقسيمها إلى مقاسم وبيعها إلى واضعي اليد عليها حسب الأصول، وتم تعديل المخطط التنظيمي بحيث تمت زيادة الارتفاع الشاقولي في أماكن حتى أربعة طوابق بما يتناسب مع حاجة المواطن، كما تم تنفيذ شبكة هاتف تابعة لـ"حماة" لأن هاتف القرية كان يتبع لمحافظة "حمص" ونحن بانتظار التفعيل من مديرية الاتصالات في "حماة"».

ثناء محافظ حماة

وعن المشاريع التي قيد التنفيذ تحدث السيد "درغام ": «هناك الكثير من المشاريع قيد التنفيذ ومنها: مشروع مياه الشرب لقرى "تومين- جرجيسة- حربنفسه" وهو مشروع ضخم بقيمة / 51 مليون ليرة سورية/، وقد كلّفت بدراسته والإشراف على تنفيذه وهو يسير بشكل جيد، كذلك المرحلة الثانية من الاستملاك وهي بقيمة 4 مليون ليرة سورية».

وتحدث السيد "درغام" عن المشاريع المستقبلية فقال: «هناك دراسة لمشروع سياحي بالقرب من "تومين" وهو "مجموعة بوابة حماة" حيث تقدمت بكتاب من أجل تحديد أماكن العقارات، وهناك طلب مقدم منذ عام 2002م لإنشاء عقدة طرقية تربط ما بين القرى التي تقع غرب "حماة" و"حمص" حتى "مصياف" مع شرق طريق "حماة- حمص" حتى "سلمية" للتخفيف وإنهاء الحوادث الأسبوعية التي تسبب أضراراً كبيرة».

في مكان العمل

وعن المشاكل التي تواجه عمل البلدية حدثنا "درغام" قائلاً: «صدر المخطط التنظيمي الجديد لتنفيذ بعض المشاريع الخدمية على الجهة الشمالية من سدِّ "الرستن"، وتبين أن هذه الأراضي عائدة ملكيتها إلى "وزارة الري" ولا يمكن التنازل عنها لأنها داخل أو على حد الغمر وقد تتهدد البيوت في حال الاستيعاب الاعظمي للسدّ».

وأفاد السيد "درغام ": «الاعتبارات مرفوضة في العمل حيث إن القانون هو ضابط العمل فكل أهل القرية أهلي وإخواني، أما فيما يتعلق بالمخالفات فكل الأبنية الحالية قانونية، وعملت على ذلك منذ استلامي مهام رئاسة البلدية، وما أزال أعمل على إزالة المخالفات وهدمها انطلاقاً من القانون /59/ حتى يكون العمل في طريقه الصحيح».

حول هذه النقطة تقول المهندسة "هناء الأحمد" عضو المكتب التنفيذي في محافظة "حماة" مسؤولة قطاع البلديات: «استطاع الأستاذ "درغام" بنشاطه نقل "تومين" نقلة نوعية من خلال مدّها بالخدمات الأساسية، وتفانيه في العمل، وقد وردتنا بعض الشكاوى من بعض المتضررين من تطبيق القانون هناك، وقمنا بالتحقق منها، وثبت أنها غير صحيحة، وقد أثنى عليه السيد المحافظ نتيجة جهوده في خدمة البلدة».

وقال "درغام ": «أحب عملي وأتفانى في خدمة المصلحة العامة حتى إنني لا آخذ يوم راحة، نظراً لتكليفي بالإضافة إلى بلدية "تومين" ببلدية "معرين" وفي الماضي كلفت برئاسة أربع بلديات هي: "تومين"، "بسيرين"،"أيو"، و"معرين" وحصلت على ثناء من السيد المحافظ تقديراً لجهودي».

وعن تاريخ القرية قال السيد "درغام": «القرية الحالية حديثة العهد لأن القرية القديمة كانت مكان سد "الرستن" الحالي فعند بناء السد عام 1960م بدأ الناس بالانتقال من القرية القديمة إلى "تومين" الحالية التي هي آخر قرية من قرى محافظة "حماة" باتجاه الجنوب».

وعن التوفيق بين العمل والعائلة، قال: «غيابي الدائم عن المنزل بسبب ضخامة حجم العمل الملقى على عاتقي ترك في بعض الأحيان فراغاً في بيتي وبين أولادي الثلاثة، إلا أن زوجتي كانت على قدر كبير من المسؤولية والاهتمام بتعليم الأولاد بشكل ممتاز فالكبرى "لميس" سنة رابعة هندسة كهرباء والأصغر منها "ميخائيل" سنة رابعة في كليّة الحقوق، أما الصغير "ميلاد" فهو في الصف الأول الثانوي، وهذا يؤكد على الدور الكبير الذي يمكن للزوجة المتفهمة والواعية أن تلعبه».

يجدر الإشارة أن "تومين" تبعد حوالي 25 كم عن مركز محافظة "حماة"، وهي مطلة على "الرستن" التابعة لمحافظة "حمص" بعدد سكان حوالي 2500 نسمة وتربة زراعية خصبة يكثر فيها القمح والأشجار المثمرة.

أما "درغام درغام" فهو من مواليد عام 1960 م، وحاصل على شهادة دراسية من المعهد المتوسط الصناعي في "حلب" عام 1981م.