تعددت التسميات مع مرور السنين ورغم ذلك ظلت محتفظة برونقها من جمال طبيعتها، وطيبة أهلها المتمسكين بقضايا ومطالب قريتهم، هذه القرية التي تغير اسمها ثلاث مرات تبعاً للحالة التي مرت بها ويتوقع أن يتغير اسمها مرة رابعة بعد مرور المشاريع التي قذفت بأهلها على عواصف الشوك، ومع ذلك ظلوا كشجرة نخيلِ بوجه الرياح إنها قرية "تل عبد العزيز".

موقع eSyria زار هذه القرية التي تبعد عن مدينة "حماة" حوالي 65 كيلومتراً وعن مدينة "سلمية" قرابة 30 كيلومتراً.

يتركز العمل الاقتصادي على الزراعة بشكل خاص، بالإضافة إلى الوظائف الحكومية، وهناك عدد من المحلات التجارية تخدم القرية

ولمعرفة المزيد عن هذه القرية التقينا السيد "خضر محسن الصالح" مختار قرية "تل عبد العزيز" الذي حدثنا عن المكون البشري والاقتصادي لهذه القرية فقال: «عدد سكان "تل عبد العزيز" حوالي 1200 نسمة حسب إحصائية عام 2008 وفيها حوالي 100 نسمة من الوافدين، وجميعهم مسجلون في أمانة السجل المدني، يعتمد الوضع الاقتصادي لمعظمهم على الزراعة البعلية: قمح وشعير، والأشجار المثمرة خاصة الكرمة، وحالياً بدأ التركيز على زراعة الزيتون إضافة إلى تربية الأغنام والماعز، والأبقار، فاعتمادنا بالمرتبة الأولى على الزراعة، وتربية المواشي، ثم تأتي الوظائف الحكومية بالمرتبة الثانية إلى جانب الأعمال الحرة».

السيد "خضر محسن الصالح" مختار قرية تل عبد العزيز

أما القرية من الناحية العمرانية فهي وكما يقول السيد مختار القرية: «جميع منازل القرية مبنية من البيتون المسلح، إضافة إلى أن هناك العديد من الأبنية التي ما زالت تحتفظ برونق الطين، وكلها داخل مخطط القرية التنظيمي فهي ملكيات خاصة، وهناك ما هو أملاك دولة، وجميع الأراضي تم فرزها، وتصل مساحة المخطط التنظيمي للبلدة بحدود 1300 دونم».

ويتحدث الأستاذ "محمد الصالح" عن الخدمات الموجودة في قرية "تل عبد العزيز" قيذكرها قائلاً: «ترتبط القرية بطريق رئيسية مع مدينة "حماة" ومدينة "السلمية"، كما أن هناك طرقاً فرعية تربطها بالقرى المجاورة، مثل "صبورة" و"قبيبات" و"الحمراء" إضافة إلى عدد من القرى المجاورة، وتخدم القرية من قبل عدد من السيارات الناقلة الخاصة، كما يوجد فيها: مدرسة أساسية حلقة أولى، ومدرسة أساسية حلقة ثانية، ومدرسة ثانوية».

مدخل قرية تل عبد العزيز

ويضيف: «والقرية مخدمة بشبكة مياه للشرب والصرف الصحي، إضافة إلى شبكة خطوط كهربائية، وهاتف سلكي للعموم "مقسم"، أما شبكة الصرف الصحي فهي بطول 200متر وبنسبة تخديم 90%».

وعن سبب التسمية يحدثنا الأستاذ "ميشيل حمدان" فيقول: «لقد مرت القرية خلال تاريخها بثلاث تسميات كان أولها "الرويضة" وذلك لغناها بالمياه، وبعد جفاف مياهها وترسب الأملاح جاءت تسميتها الثانية "المليح". بينما اكتسبت اسمها الحالي بعد أن أقام في التل التابع للقرية قبيلة عربية بقيادة شيخ يدعى "عبد العزيز"».

صورة عامة للقرية

وعن التكوين الطبيعي والمناخي يقول: «تقع قرية "تل عبد العزيز" في منطقة شبه صحراوية، وهي ذات أراضٍ سهلية، ويغلب عليها المناخ المعتدل إذ لا يتجاوز معدل الأمطار السنوي /250/ ملم في السنة».

وعن المرافق الأخرى فيذكرها قائلاً: «يوجد في القرية: مركز صحي واحد، لكنها بحاجة لوجود صيدلية ووحدة إرشادية تهتم بالزراعة والمزارع، ومركزاً للأعلاف يقدم خدماته للمزارعين».

وعن أهم المعالم الأثرية الموجودة في البلدة يحدثنا الأستاذ "بسام الصالح" فيقول: «يوجد في القرية "تل قديم" يعود تاريخه لمئات السنين، حيث مر به الكثير من قبائل البدو الرحل آخرها كانت قبيلة "عبد العزيز" التي ينسب إليها اسم القرية».

وعن الوضع الاقتصادي وتطوره يقول: «يتركز العمل الاقتصادي على الزراعة بشكل خاص، بالإضافة إلى الوظائف الحكومية، وهناك عدد من المحلات التجارية تخدم القرية».

ويبقى أن نشير إلى أن القرية تعاني معاناة شديدة من جراء الصرف الصحي القريب جداً من البيوت السكنية.