"الشيخ هلال" قرية تحت الأضواء، وهي الغافية في أبعد نقطة باتجاه الشمال الشرقي عن "سلمية"، لها ميزة البناء الترابي القديم التي ما زالت تحافظ عليه، حتى إنها باتت تستثمر هذا التراث المعماري، لتتحول بيوتها القببية إلى فنادق من طين يؤمها السياح من مختلف البلدان.
موقع eSyria وخلال جولته في القرية التقى السيد "هيثم السلوم" رئيس بلدية "الشيخ هلال" الذي حدثنا عن أهمية هذه القرية ومن أين جاءها هذا الاسم، فقال: «تعتبر قرية "الشيخ هلال" من القرى التراثية في المنطقة وتتبع لمحافظة "حماة" على بُعد /تسعين كيلومتراً/ عن المحافظة وهي آخر قرية تتبع لمدينة "سلمية" التي تقع شرقي المدينة على بعد /خمسة وخمسين كيلومتراً/، ويعود سبب تسميتها بهذا الاسم كما هو شائع إلى شيخ يدعى "هلال" سميت على اسمه، عندما أتى إليها سكانها كانت تدعى "رسم الشيخ هلال" والرسم: هو "منزل البدو" والمعروف أن التسمية تعود لأكثر من 115 سنة».
تقع قرية "الشيخ هلال" في منطقة شبه صحراوية، وهي ذات أراضي سهلية يغلب عليها المناخ المعتدل إذ لا يتجاوز معدل الأمطار السنوية /250 ملم في السنة/
أما عن الجهات والجمعيات التي دخلت القرية بنية الحفاظ على بنيتها العمرانية، قال: «في عام 2008 قامت جمعية أصدقاء "سلمية" بالتعاون مع "الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون"، إضافة إلى الجهات الحكومية المعنية، بإطلاق مشروع تحسين سبل العيش في القرية المتضمن ترميم القبب الطينية بهدف المحافظة على التراث المعماري الفريد للقرية، وخلق مصدر دخل جديد من خلال السياحة الثقافية».
أما عن موقعها فقد حدثنا السيد "يوسف عبدو" وهو من أهالي القرية، وموظف في بلديتها، حيث قال: «تقع قرية "الشيخ هلال" في منطقة شبه صحراوية، وهي ذات أراضي سهلية يغلب عليها المناخ المعتدل إذ لا يتجاوز معدل الأمطار السنوية /250 ملم في السنة/».
ويضيف: «أما عن مياه الشرب فالقرية مخدمة بشبكة مياه، إضافة إلى هاتف سلكي للعموم "مقسم"، أما شبكة الصرف الصحي فهي بطول /تسعة كيلومترات/ ونسبة التخديم /95%/».
وعن الناحية الأثرية يقول: «يعود تواجد سكانها الحاليين إلى ثمانين عاماً مضت، لهذا تعتبر "الشيخ هلال" من القرى الأثرية التي تزخر بها منطقة "سلمية"، لما تحمله من طابع معماري فريد، حيث بيوتها الطينية، والقبب ما تزال مسكونة حتى يومنا هذا، كذلك فقد تم اكتشاف "لوحة فسيفسائية" من قبل مديرية الآثار في "حماة"، وهي موجودة في أحد بيوت القرية، وكلّف بمراقبتها حارس من قبل المديرية، والترجيحات تشير إلى أنها تعود إلى العهد الروماني».
أما بالنسبة للطراز المعماري فيحدثنا السيد "علي عبدو" يقول: «تتميز قرية "الشيخ هلال" بتراث معماري فريد من نوعه، فبيوتها من الطين، وما يميزها ذلك الشكل القببي، ما جعل منها محط أنظار السياح من جميع الدول، إلى جانب أن أراضي القرية هي ملك للبلدية، ولا يوجد ملكية خاصة، لكن سيتم قريباً فرز الأراضي، وبيعها للمواطنين، وتصل مساحة المخطط التنظيمي للقرية إلى /150 هكتاراً/».
وعن الخدمات الموجودة في القرية حدثنا السيد "مؤيد السلوم" قائلاً: «ترتبط القرية بطريق رئيسي مع محافظة "حماة"، ومدينة "سلمية" كما ترتبط بطرق فرعية مع عدد من القرى مثل: "السعن" و"صبورة" و"جدوعة"، وهناك عدد من القرى التابعة لبلدية "الشيخ هلال" مثل: "الرويضة"، و"رسم التينة"، و"المكسار الجنوبي"، و"الحنيطة"، و"رسم أمون"، و"حسو العلباوي"، كما يوجد فيها: مدرسة أساسية حلقة أولى، ومدرسة أساسية حلقة ثانية، ومدرسة ثانوية».
وعن الواقع السكاني، والاقتصادي، يقول: «لا يوجد في القرية وافدون من خارجها، وعدد سكان القرية حوالي /1900 نسمة/ حسب إحصائية 2008، يعتمدون على الزراعة البعلية، والأشجار المثمرة، إضافة إلى تربية عدد محدود من "الأغنام"، و"الماعز"، غير أن معظم شبانها اختاروا السفر إلى العاصمة، ومنهم إلى دول مجاورة بغية تحسين الواقع المعيشي».
والجدير بالذكر أن خمس محلات سمانة تقوم بتأمين اللوازم المنزلية، ومحلاً واحداً لبيع الأدوات المنزلية، ومحلين آخرين لتصنيع أبواب الحديد، وآخر "كومجي"، ومغسلاً واحداً للسيارات، وتخدّم بمركز واحد لبيع اسطوانات الغاز، ويخدم القرية من الناحية الصحية مركزاً صحياً واحداً.