«لا يختلف الأمر، من زمنٍ إلى زمنٍ آخر، وإلى زمن عوالم الأسماك، "سمكة" حركة غريزية صادقة يقع عليها اشتعال الحتميات في مدن الماء لتكون بتلك الحتمية "عناصرها الجمالية والموضوعية" وأقف عند علامة الممكن للآخر، من خلال مفهوم المنح الإلهي في اكتشاف حركة الغرائز المشحونة ببارد الماء، وإذا كانت السمكة تتحمل خلاف وضيق العتمة المائية، بذلك تتكون جملة من القيم التي تعيشها تلك الأسماك دعوة للحياة».
بهذه الكلمات السريالية الرمزية قدمت الفنانة التشكيلية "رهاب البيطار" معرضها المقام في صالة "الشعب" للفنون.
إنها صوت بثلاثة ألوان الأحمر، البرتقالي وقليل من البياض، تتمتع بحضورٍ اجتماعي، لوني، قصصي لأنها تعتمد بالأساس على التأليف فهي مؤلفة من النوع الذي يرغب بقراءة نصه، لكنها أحياناً ترفض القراءة لأسباب تتعلق بالمتلقي فهي تجيد الغناء عالياً.. صمتاً، وأحياناً لا ترغب بإسماع صوتها الخافت لأنها "رهاب البيطار"
موقع "eSyria" بتاريخ 8/12/2009 حضر افتتاح معرض الفنانة التشكيلية "رهاب البيطار" المقام ضمن أجواء امتزجت فيها أنغام "الترومبيت" مع ألوان تفوح برطوبة البحر ودفء شاطئه ليكون "سمكة... سمكة" معرض عوالم تفاوتت فيه الأحاسيس ومفهوم الحب والحياة، خلال جولتنا بين عوالم "رهاب" التقينا من الحضور الفنان التشكيلي "أنور الرحبي" الذي حدثنا: «إنها صوت بثلاثة ألوان الأحمر، البرتقالي وقليل من البياض، تتمتع بحضورٍ اجتماعي، لوني، قصصي لأنها تعتمد بالأساس على التأليف فهي مؤلفة من النوع الذي يرغب بقراءة نصه، لكنها أحياناً ترفض القراءة لأسباب تتعلق بالمتلقي فهي تجيد الغناء عالياً.. صمتاً، وأحياناً لا ترغب بإسماع صوتها الخافت لأنها "رهاب البيطار"».
كما التقينا الفنان التشكيلي الدكتور "علي الخالد" وقال: «هذه الفنانة سريعة التطور بحق، كما أن لديها إمكانات لطرح أعمال تشكيلية تليق بمقام الفن التشكيلي السوري، "رهاب" في هذا المعرض تطرح رموزاً تراثية وكأنها تستنهض ماضي التاريخ في أعماقها من أيام حضارات سورية وبلاد الشام العظيمة فهي تنقلنا إلى جذور الماضي حيث كانت الرسوم الرمزية تقدم بهذه الطريقة والألوان، لذا أحييها تحية كبيرة لشكرها عن هذه الأعمال المهمة».
من يتأمل أعمال "رهاب البيطار" بتمعن.. ويتأمل تماوج ومزج ألوانها.. تلقائياً وبحالة من الانخطاف واللاوعي يغوص في أعماق مبهرة متلألئة بمختلف الألوان والأشكال بين شعاب مرجانية وأسماك رائعة الألوان وقواقع ومحار.
بهذه التعبيرية خط الفنان التشكيلي اللبناني "وجيه نحله" كلمته في الكتيب المرفق مع المعرض، وخلال وقفتنا معه أمام إحدى الأعمال قال: «لقد ارتقت هذه الفنانة بمستواها بسرعة غريبة ولا تصدق، كما أنها استطاعت خلال السنتين الأخيرتين أن تعمق دراستها فقد تطورت عشر درجات خلال عامين، وكان هذا التطور بحاجة لخمس سنوات على الأقل لكنها عملت وبذلت الجهد لدرجة أنها وصلت لمرحلة الانسلاخ عن الماديات التشكيلية، فباتت تستخدم المساحات اللونية الصغيرة وتفاصيل من التراث ومن اللونية المشرقية العربية، هذا الأمر يساعدها بكل تأكيد أن تعرض أعمالها في أي مكان من العالم».
أما الفنان التشكيلي "بشير بشير" فيرى أن الفنانة "رهاب البيطار" أثبتت وجودها في الحركة التشكيلية، وذلك من خلال بحثها الجدي، ويضيف: «أثبتت هذه الفنانة وجودها باللوحة الواقعية والتعبيرية من ثم انطلقت إلى مرحلة جديدة، حيث اختارت أن تقدم طابعاً خاصاً بها، وكان عنصرها لتقديم هذا الطابع هو السمكة، والتي تدل على حالة إنسانية معبرة، قد تكون هذه السمكة تمثل الليونة أو حنان الأنثى فهذا العنصر الوحيد لم يكن مكرراً في كل اللوحات بل كان يأتي بحالة شعورية جديدة ضمن كل إطار قدمت من خلاله، كما أن ألوانها مميزة فهي تمتاز بالجرأة والحدة، بالإضافة إلى أنها غير متوقعة كألوان مشتركة في لوحة واحدة».