على هامش ملتقى "القدس في عيونهم" والذي يشارك فيه نخبة من فنانين سوريين وعرب وأجانب، وضمن فعاليات اليوم الثاني أقيمت ندوة عن "القدس في عيون الفنانين"، وذلك في "مكتبة الأسد" بتاريخ 7/12/2009.
تخلل الندوة محاضرات تشرح وتوثق "القدس" من منظورالحركة الفنية التشكيلية في الوطن العربي والعالم،ألقاها كل من السيدة "ميريا فيتشي ماريتي" من "ايطاليا" والدكتور "صلاح شيرزاده"وبرئاسة الدكتور "عبد العزيز علون" من "سورية" إضافة إلى مداخلات وحوارات مع المحاضرين.
قضية "القدس" بالذات تهم كل فئات المجتمع من الصغير إلى الكبير، والمحاضرة كانت رائعة جداً فقد ساهمت في توسيع آفاقي، إضافة لحصولي على خلفيات تاريخية ومرجعية عن "القدس" سأسعى إلى توظيفها باللوحة التي أرسمها في الملتقى
فريق eSyria التقى مع الدكتور "عبد العزيز علون" الذي قدم للمحاضرة عن تأثر الفنان السوري بالأحداث التي وقعت في المنطقة العربية وبالقدس تحديداً، كما قام بتقسيم الحركة الفنية السورية إلى أجيال حيث قال: «الجيل الفضي صاحب اللون الأبيض كان أولى المراحل التي بدأت قبل عام 1948، حيث كان الفنانون آنذاك يقدمون لوحات عن البطولات، أما المرحلة الثانية فتأتي بعد عام 48 19، وفيها أعطى الفنانون كل اهتمامهم إلى اللاجئين، ثم تأتي بعدها مرحلة عام 1967، والتي قذفت لنا مجموعة من اللاجئين الجدد، وفيها بدأت تظهر صورة الفدائي».
وتابع "علون" حديثه عن مراحل الفن التشكيلي: «في 1968جرى حريق "الأقصى" الذي انعكس انعكاساً قاسياً على اللوحات الفنية في سورية فتميزت باللون الأحمر، ثم بدأت المرحلة البنية في 1969والتي اتسمت باللون الحزين المتشرب بالصفار من جهة والسواد من جهة أخرى، وبعد الحريق شعر الفنانون أن الألوان لم تعد تخدمهم، لذلك انتقلوا إلى مرحلة الأبيض والأسود التي حملت المأساة إلى أعلى الدرجات».
ثم تحدثت السيدة "ميريا فيتشي ماريتي" صاحبة صالة "ماريتي" في إيطاليا عن "القدس"، هذه المدينة الأرضية والسماوية، فهي حسب قولها لا توجد فقط في خيال الفنانين والمفكرين، وإنما في خيال أي شخص، فهي جزء لا يتجزأ من النسيج الفني في إيطاليا، وعن دور وحضور "القدس" في الفن الإيطالي قالت: «"القدس" ألهمت قصص الإبداع لفنانين عظماء، وفي إيطاليا عندما نبحث عن صورة "القدس" نرى الخلفيات اللامعة لرسوم "جوتتو" الجدارية، أو نفكر بلوحات "دوتششو دا بونينسينيا"، هذا دون التحدث عن أعمال "أنجيليكو" و"مازاتشو" و"مازولينو" و"بيترو لورينزيتتي" و"كاراباتشو"، كما كتب "تاركواتو تاسو" واحدة من أجمل قصائد الفروسية سماها "القدس المحررة" أو "القدس المحتلة"، ولقد خصص "جانباتيستا تيبولو" سلسلة من الرسومات لقصيدة "القدس المحررة" ولايمكن لأحد أن ينسى لوحة "جورشينو" المسماة "تانكريدي جريحاً"».
بعدها استمع الحضور إلى محاضرة الدكتور "صلاح شيرزاده" رئيس تحرير مجلة الفنون الإسلامية والتي تحدث فيها عن الزخارف الجميلة في "القدس" بشكل عام و"المسجد الأقصى" بشكل خاص، إضافة إلى الزخارف الكتابية التي أثارت حسب قوله النقاش حول أن تكون أصلية وموجودة قبل العرب، أم أنها أضيفت فيما بعد.
"مريم الزدجالي" إحدى الفنانات التشكيليات المشاركات من سلطنة عمان، وعن أهمية هذه الندوة قالت لنا: «قضية "القدس" بالذات تهم كل فئات المجتمع من الصغير إلى الكبير، والمحاضرة كانت رائعة جداً فقد ساهمت في توسيع آفاقي، إضافة لحصولي على خلفيات تاريخية ومرجعية عن "القدس" سأسعى إلى توظيفها باللوحة التي أرسمها في الملتقى».
كما قال لنا الدكتور "بشير بلح" أحد الحضور عن رأيه بالندوة: «عندما تم ذكر الصليبيين والرومان وتدمير "القدس" من قبل "نبوخذ نصر" والاحتلال الإسرائيلي في المحاضرات، شعرت بكآبة شديدة، فقد كانت ترتسم أمامي مباشرة صور متبعثرة لهذه المدينة المقدسة، وأمام الفنانين التشكيليين في ملتقى "القدس في عيونهم" فرصة حقيقية للتعبير عن مشاعرهم ومسؤوليتهم عن هذه الأرض الطيبة».
هذا وسيتابع الفنانون التشكيليون رسم لوحاتهم في الملتقى ، جامعين مفرداتهم التشكيلية وحالاتهم الإبداعية، ليساهموا في رسم "القدس" كما يرونها في عيونهم..