درات أحداث عرض "مهاجر بريسبان" الذي قدمه طلاب السنة الرابعة قسم التمثيل في المسرح الدائري، ضمن قرية بيلفيتو بنبولي الإيطالية، حيث تثير وفاة أحد المهاجرين عند وصوله إلى القرية، أسئلةً كثيرة تتعلق بمصير ثروة الميت الذي جاء للبحث عن ابنه، وهذا ما يثير شكوك الرجال نحو طهارة زوجاتهن، وبالتالي تتصاعد درامية الأحداث لتكشف عن رغبة التملك واستحواذ المال وبالتالي زيف الحب في العلاقات الزوجية وضرورة الحب للنجاة من الخطيئة.

وقال المخرج "مانويل جيجي" المشرف على العرض: «رغم المخاوف الكثيرة التي اعترضتني مع طلاب السنة الرابعة في قسم التمثيل؛ إلا أن طموحهم وتحديهم للمصاعب جعلني أكمل معهم المشروع للوصول بهم إلى مستويات من العمل على الذاكرة، وتراكم الخبرات، واللعب على زيادة الزخم الفكري والوجداني لأولئك الطلاب».

تمنيت لو رأيت عرضاً بمستوى "عرض العميان" الذي قدموه في السنة الثانية، وأعتقد أن تراجعهم يعود إلى أنهم لم يتشبعوا من شخصياتهم، ولم يعايشوها بالشكل الصحيح، ولو درس الطلاب أبعاد شخصياتهم بشكل أكبر، لاستطاعوا أن يقدموا عرضاً أكثر تكاملاً

وأضاف رئيس قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية: «إن اختياري لنص "جورج شحادة" كان خياراً صعباً على الطلاب، لأنه يتطلب ممثلين مخضرمين مما دفعني إلى اختصار أجزاء كبيرة من النص تتعلق بمشاهد شاعرية مركزاً على حالات القسوة التي أبرزها ديكور "نعمان جود" وإضاءة "ماهر هربش" اللذين تلاءما مع مشاهد الموت في المسرحية، مع العلم أن حذف مقاطع من النص لم يؤثر على الطلاب في بناء شخصياتهم، لأن المقاطع المحذوفة فيها الكثير من التكرار الذي لا يصب في مصلحة الممثل».

صراع أهل القرية

بينما رأى "سامر عمران" أستاذ التمثيل والليونة في المعهد العالي أن حذف مقاطع كبيرة من العرض حرمت الطلاب من فرصتهم في تعلم كيف يبنون الشخصية المسرحية على المسرح فيزيولوجياً ونفسياً وقال: «إن لم يتعلموا ذلك الآن، فأين سيتعلمونه؟».

وقال "ماهر يوسف" الذي حضر العرض: «تمنيت لو رأيت عرضاً بمستوى "عرض العميان" الذي قدموه في السنة الثانية، وأعتقد أن تراجعهم يعود إلى أنهم لم يتشبعوا من شخصياتهم، ولم يعايشوها بالشكل الصحيح، ولو درس الطلاب أبعاد شخصياتهم بشكل أكبر، لاستطاعوا أن يقدموا عرضاً أكثر تكاملاً».

من العرض

بينما رأت "سلاف النادر" من الحضور أن الطلاب قدموا مستوى جيداً في أدائهم لشخصيات "مهاجر بريسبان"، وأنهم شكلوا ثنائيات أبرزت قدراتهم في استخدام أدواتهم الفنية على خشبة المسرح، ومواجهة الجمهور عبر ثنائيات لشخصيات المسرحية استطاع المشرف من خلالها أن يوفر مناخاً معقولاً لامتحان طالب التمثيل واختبار ملكاتهم الإبداعية في رسم وتكوين ملامح الشخصية المسرحية».

بدورها قالت "نهى سويد" التي حضرت العرض: «ينبغي التركيز على أن ما شهدناه في هذا العرض هو لطلاب تمثيل وليس لممثلين محترفين، وانطلاقاً من ذلك أظن أن أداءهم كان جيداً جداً، ويكفي استقطابهم لحواس الجمهور المترقب لأدائهم، لدرجة أنني شعرت أثناء الخلافات الزوجية أنني ضمن معارك حقيقية بين زوج وزوجة، كما أنني استطعت التجاوب مع مشاعر الحب التي كانت تقوم بينهم بعد أن يرضوا من بعضهم وكأنها مشاعر حقيقية».

مواجهة رجال القرية للعار

ومن الحضور أيضاً، ينظر "باسل درويش" إلى هؤلاء الطلاب على أنهم خامات جيدة بحاجة إلى صقل أكبر، ليعبروا عن الحب والحقد والكره بطرق مقنعة أكثر، وأنه ينبغي عليهم التركيز على الأبعاد النفسية للشخصية أكثر من الاهتمام من الجانب الشكلي.

يذكر أن عرض "مهاجر بريسبان" من تأليف "جورج شحادة" وإشراف "مانويل جيجي"، تصميم أزياء: "ستيلا خليل"، تأليف موسيقي: "رعد خلف"، مكياج: "مريم علي"، إشراف ديكور: "جمانة جبر"، مشرف مساعد "وسيم قزق"، تمثيل: "أريج خضور"، "أيمن عبد السلام"، "حازم زيدان"، "ربا الحلبي"، "جوان الخضر"، "حنا عيسى"، "سامر إسماعيل"، "سوزان سلمان"، "سومر العبدالله"، "علي الإبراهيم"، "مجد مشرف"، "محمد ديبو"، "موسى فرح"، "مؤيد الخراط"، "وسام تلحوق"، "يحيى هاشم".