استطاعت لوحاته أن تستوعب عدداً كبيراً من مفردات التراث لتتحول بذلك إلى فسيفساء حسية "فراتية"، ألوانه تبوح بأسرار التراث والبيئة المحلية وكأنها مرآة للأرض والإنسان.
إنه الفنان "غسان سليمان" الذي التقاه eSyria ليحدثنا عن نفسه، بادئاً الكلام بالسمة المميزة لأعماله وهي التركيز على مفردات التراث قائلاً: «الصدق مع الذات هي نقطة البدء لترك الريشة ومفردات أي عمل فني لتكون فكرة العمل، فذاتنا مشبعة بمفردات عشناها وتوارثناها ولمسناها فهي مصدر الهام لأحاسيسنا وأفكارنا، لتكوين أعمالنا فهي دائماً خطوة متقدمة في مسيرة التطوير التي تربط الحداثة مع التراث لتكوين عمل تراثي بتقنية وأسلوب حديث يحاكي تطوير العمل الفني بلغة عالمية تترك بصمة لتراث أبائنا وأجدادنا الأصيل».
فنان مجتهد يبحث بدأب محاولاً الوصول للأفضل والحصول على علاقة جمالية عالية شكلاً ومضموناً ولوناً في عمله الفني وله نتاجات فنية مميزة
وقد بين تأثره بأكثر من مدرسة بقوله: «الفن عبارة عن إحساس يخرج بلون وسطح وتكوين لينتج عمل فني ينتمي إلى مدرسة ما، فالمدارس هي عبار ة عن عناوين لمجموعة تجارب تتشابه في الأسلوب أو اللمسة فلا استطيع أن أقول أنني جمعت بين مجموعة مدارس فأنا ارسم وألون بما يجول في خاطري من فكرة وتكوين للعمل ممكن أن يوضح هذا التأثر بالتراث، وكل هذه التأثيرات الخاصة هي مدرسة جديدة تنتمي إلى إحدى المدارس العريقة أو مجموعة من المدارس معا فهذا يعنى بأن التجربة أخذت مكاناً لا بأس به في الحركة الفنية».
ولتأثير تجربة الاغتراب في حياته أثر كبير فقد وضح ذلك بالقول: «الغربة هي مجموعة مفردات اجتماعية وبيئية وألوان مختلفة وصفات جديدة وعادات جديدة ومعارف مكتسبة وتعابير غريبة لها طعم جديد وأسلوب جديد في حياة أي إنسان، فكل هذه التراكمات تترك أثراً في المخيلة، فلابد أن يكون لها دور في ترك أثر في التعبير الفني، ليس تغير إنما تخصيب للتطور المرحلي للفنان فالغربة هي مرحلة مفيدة للفنان في إغناء الخيال».
وللفنان "سليمان" رأي في دور الفنان التشكيلي في تطور الحركة الفنية في "دير الزور" عبّر عنه بالقول: «الفنان هو العمود الأول للحركة الفنية فهناك مسؤوليات تلقى على عاتق الفنان من تطوير عمله وتثقيف نفسه وتقوية علاقاته بالفنانين على المستويات التي هي خارج نطاق المحافظة ومعارضه وأعماله المدروسة بطريقة تناسب التطور الفني في الحركة التشكيلية وتقوية العلاقات الأخوية مع الفنانين على المستوى الداخلي، كل هذا يرفع من قيمة الفنان وأعماله، وبالتالي الحركة الفنية في المحافظة، ولا ننسى دور الجهات المعنية التي هي مهملة للفنانين والنقابة بكل الأوجه فالدعم من الجهات المعنية له دور كبير لتقوية الفنان وبالتالي الحركة التشكيلية فـ"دير الزور" النهر والبادية وذلك العشق الأزلي بين الفنان والمنطقة بكل معانيها التقليدية يجعل من الفنان القادر على تحمل المسؤوليات تجاه الحركة الفنية لهذا البلد وأن يعمل جاهداً ليثبت قدرة الفنان "الفراتي" على إثبات وجوده في هذا التطور العجيب للحركة على باقي المستويات».
أما أهم مشاركاته فلخصها بالقول: «ولدت في "دير الزور" 1965 أعمل مدرس تربية فنية، عضو اتحاد الفنانين التشكيليين في المحافظة، وكذلك عضو بيت التشكيليين في "جدة" المدينة السعودية، وقد اشتركت بجميع معارض الفنانين التشكيليين بـ"دير الزور" ومعارض الاتحاد، معارض بيت التشكيليين منذ عام 1996، مؤسس معرض "ربيع الفرات" للفنون التشكيلية منذ عام 2006 مع الفنان "مازن العاني" وبمشاركة بعض الفنانين من "دير الزور" مثل "عبد المجيد النوفل"، "عيد النزهان"، "أحمد قنبر"، كما شاركت في معرض الـ60 فناناً الذي أقيم في مدينة "الإسكندرية" مع فناني بيت التشكيليين "جدة"، وشاركت بمهرجان "المجاردة" السنوي، ومهرجان "الجنادرية"، وفي معرض "ألوان" في الهيئة الملكية في "ينبع"، هذا عدا عن معارض بيت التشكيليين الخارجية في "دمشق" ولبنان، والمشاركة بمشروع لوحات المشفى التخصصي بـ"جدة" وهي عبارة عن "لوحات جدارية"، وأيضاً المشاركة في لوحات "آرامكو" لوحات جدارية أيضاً، وتصاميم أرضيات حجر نفذت بإيطاليا، وكذلك تنفيذ أكبر ثلاث لوحات بالمملكة العربية السعودية للملك "فهد" والملك "عبد العزيز" والملك "عبد الله"، ولي مقتنيات لدى أكثر من جهة رسمية في سورية، والمملكة العربية السعودية ولدى رجال أعمال وصالات عرض».
كما التقينا بعدد من الفنانين للحديث عن خصوصية "غسان سليمان" الفنية:
الفنان التشكيلي "عيد نزهان" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بـ"دير الزور" قال: «فنان مجتهد يبحث بدأب محاولاً الوصول للأفضل والحصول على علاقة جمالية عالية شكلاً ومضموناً ولوناً في عمله الفني وله نتاجات فنية مميزة».
الفنان التشكيلي "مازن العاني": «"غسان سليمان" ابن الفرات وكل محاولاته الجادة عبارة عن بحث دائم عن خصوصية فنية محلية، وأكثر ما يميز تجربته هي محاولته التعبير بالخط واللون عن هواجس داخلية فراتية».
الفنان "زاهر الحسين": «ما يميز الفنان "غسان" هو دأبه المتواصل وجده ونشاطه، ومن يتابع أعماله يجد ذلك متجلياً بوضوح من خلال تجربة فراتية متميزة، نتمنى له التوفيق والنجاح الدائم».