منذ القديم اعتمد الناس على الأعشاب للتداوي، وعلى الرغم من محدودية العلم آنذاك إلا أن هذه الأعشاب كانت تستخدم في الغالب في مكانها الصحيح، ومع تطور العلم أثبتت الدراسات والبحوث أن هذه الأعشاب لها تأثير كبير على صحة جسم الإنسان...

الزعتر البري من أهم الأعشاب الموجودة في مدينة الحسكة منذ القدم، وللاطلاع أكثر على فوائدها التقينا السيد "غسان ميشيل قوج" أقدم العطارين في السوق القديم فقال: «الزعتر البري هو دواء عرف منذ زمن بعيد، وهو ينمو في محافظة "الحسكة" بكثرة في مناطق جبل عبد العزيز" ومنطقة الحمة غرب المحافظة».

الزعتر البري هو دواء عرف منذ زمن بعيد، وهو ينمو في محافظة "الحسكة" بكثرة في مناطق جبل عبد العزيز" ومنطقة الحمة غرب المحافظة

يضيف "قوج": «يطلبه الناس هنا بكثرة لأنه عشبة مجربة منذ القدم، ويتم استخدام الزعتر يشكل رئيسي للسعال والتهاب الجاري التنفسية، كما يستخدم كمسكن جيد للكولون، كما كان يستخدم قديماً للجروح فقد كان يغلى بالمياه ويوضع على قماشة، ومن ثم توضع على الجروح وكانت تسمى هذه العملية "اللخمة"، ولكنها بطلت في يومنا هذا ولا زال الزعتر البري يستخدم لوقف تساقط الشعر من خلال الزيوت المستخرجة منه».

الزعتر البري جاهز للاستخدام

أما الرأي العلمي حسب كتابي "العودات" و"ورويحة" فيقول:

«"الزعتر البري" هو نبات عشبي معمر له شكل الأنجم وله رائحة عطرة واضحة ومعروفة، أطرافه مستلقية وتنمو نهاياته إلى الأعلى وهذا النبات كثير التفرع، يتراوح طول النبتة بين 15 – 20 سم، وأوراقه بيضاوية متطاولة ويتراوح طولها بين 1.5 – 10 ملم، وأزهار الزعتر وردية إلى بنفسجية اللون ولها بنية الفصيلة الشفوية، يزهر الزعتر في الصيف وينتشر بشكل واسع في "سورية" في الأودية والجبال في الساحل وفي منطقة "حوران" و"دمسق" و"الجولان و"حلب"، ويستعمل من هذا النبات الأوراق والقماقم الزهرية»*.

الزعتر في مرحلة الازهار

«المكونات الفعالة في "الزعتر البري": تحتوي الأوراق والقمم الزهرية على زيت طيار بنسبة 1 -3%، والزيت الطيار هو سائل أحمر أو بني يميل إلى الصفرة قليلاً وله رائحة عطرة وطعماً حاراً، ويتكون هذا الزيت من مواد فينولية بنسبة 55% أهمها الثيمول thymol وقليل من مادة كارفاكرول carvacrol، بالاضافة إلى فحوم هيدروجينية أهمها السيمول cymol، ويحتوي هذا النبات أيضاً عدا عن الزيت الطيار على مواد راتنجية وعفصية وصمغية وبعض الصابونيات وبعض الأحماض العضوية»*.

«كما ترجع الفوائد الطبيةللزعتر لاحتوائه على الثيمول، والثيمول هو المكون الساسي للزيت الطيار، ويتكون الثيمول من مادة متبلورة ولها طعم حاد ورائحته مميزة، كما له خواص مطهرة قوية لذا يستعمل كمواد حافظة في المركبات الصيدلانية، ويستعمل أيضاً كمطهر وقاتل للبكتيريا في الفم والحلق، وهو مضاد فعال للأمراض البكتيرية التي تصب البشرة، كما يستخدم في أمراض الرئتين والرشح وانتفاخ البطن وفي حالات التعفنات في جهاز الهضم»*.

زراعة الزعتر البري

الاستعمالات الطبية "للزعتر البري":

  • «من الخارج: تستعمل الأكياس المملوءة بالعشبة الغظة والساخنة لتسكين آلام المرارة، وذلك بوضعها فوق موضع الألم في الجانب الأعلى والأيمن للبطن، ويمكن أيضاً استعمال العشبة الجافة بتغطيس الكيس أولاً بالماء المغلي وعصره بين لوحين من الخشب، ثم وضعه وه ساخن فوق موضع الألم، وتستعمل حمامات العشبة لمعالجة الأكزما المزمنة والرطبة، ويتخدم أيضاً لمعالجة الأطفال بمرض الكساح /لين العظام/، ويعالج به داء الخنازير Skrofulose ويستخدم أيضاً لمعلجة ضعفاء البنية والأعصاب والناقهين من أمراض منهكة، كما يعالج الكدمات والتهاب المفاصل، ويكون الحمام بغلي مقدار نصف كيلوغرام من العشبة الغضة في خمس ليرات من الماء لمدة ربع ساعة، ثم يضاف الماء المغلي إلى ماء الحمام ويتم الاغتسال به**
  • تعالج العشبة أيضاً تشققات حلمة الأم المرضع والتهاباتها، والتسلخات عند الأطفال ورمد العين وذلك بغسلها مراراً في اليوم أو بتكميدها بمستحلب العشبة، كما أن المضمضة بهذا المستحلب تسكن آلام الأسنان واللوزيتن، ويعمل المستحلب بالطرق المعروفة بنسبة ملعقة صغيرةمن العشبة لكل فنجان من الماء الساخن بدرجة الغليان»**.

  • «من الداخل: إن مادة التيمول المطهرة أقوى أربعة اضعاف من سائر المطهرات كالكاربول Karbol والفينول Phenol والكريزول Kreosol والسالتسيل Salizil ، وتستعمل العشبة لتطهير جهازي التنفس والهضم من الداخل، وتستعمل أيضاً لمعالجة النزلات المعوية والصدرية، والسعال في مرض الحصبة والسعال الديكي وانتفاخ الرئة Emphysem، وذلك بشرب فنجانين يومياً مستحلب العشبة بعد تحليتها بالعسل أو سكر النبات، وفي حال الخَرَق الكحولي / وهو اضطراب نفساني شديد من إدمان المعاقرة أي الإفراط في شرب الكحول، وذلك بمستحلب مركز بنسبة حفنة من العشبة لأربعة فناجين من الماء الساخن بدرجة الغليان، ويعطى منه ملعقة كبيرة كل ثلاث ساعات ولمدة ثلاثة أسابيع،حتى ولو رافق ذلك قيء أو اسهال، كما تعالج القرحة المعدية بمستحلب يعمل من أجزاء متساوية من الزعتر البري والقراص، كما يوصى بمعالجة السعال الديكي بمستحلب محلى بالعسل أو بسكر النبات من خلال خليط مكون من 30 غراماً من الزعتر البري و10 غرامات من أوراق لسان الحمل وأوراق كستنة الحصان بنسبة ملعقة كبيرة لكل فنجان من الماء المسحن لدرجة الغليان».
  • ** المراجع:

    *من كتاب النباتات الطبية واستعمالاتها للدكتور "محمد العودات" والدكتور "جورج لحام" ص282 – 283.

    **من كتاب التداوي بالأعشاب للدكتور "أمين رويحة" ص 204 – 205 – 206.