مهاجم فذ وهداف من الطراز الرفيع عذّب أفضل المدافعين وسجل في مرمى ألمع الحُراس ليشغل وسائل الإعلام المحلية والعربية ويصبح اسمه بين الجماهير "مارادونا العرب".
موقع "eSyria" زار الكابتن "مناف رمضان" في منزله بحي التضامن التابع لمدينة "جبلة" واستمع منه إلى حديث مطول عن مسيرته الرياضية وعن ناديه الأم "جبلة"، والبداية كانت من المراحل الأولى لهذه المسيرة حيث قال: «بدأت مثل كل طفل في المنزل والمدرسة والشارع وفي كل مكان كنت ألعب كرة القدم، إلى أن بدأت المشاركة في البطولات المدرسية وتدرّجت في كل المراحل حتى عام (1981) حينها انتسبت إلى نادي "سراقب" وتدرّجت معه في المراحل العمرية، وأثناء لعبي هناك أعجبتْ بي الأندية الأخرى وأصبحتُ حديث المدربين، وكان لدي صديق اسمه "تيسير فياض" تعرفتُ من خلاله على إدارة نادي "الحرية" وانتقلت للعب معهم بعد جدل كبير بينهم وبين نادي "سراقب" الذي لم يكن يريد التخلّي عني لكن تدخل الدكتور "فاروق سرية" وقتها كان هو الفيصل لحل القضية والسماح لي باللعب مع نادي الحرية، ومن المباراة الأولى بدأت بتسجيل الأهداف وحققت هدفين ضد نادي "تشرين" كانا أول أهدافي مع "الحرية" وبهما فاز فريقي على "تشرين"، وفي نفس العام حققت بطولة الدوري مع الفريق ولقبني الجمهور "مارادونا العرب" نتيجة المستوى المتألق الذي قدمته، بعدها لعبت لفريق الرجال ووصلت معهم إلى نصف نهائي كأس الجمهورية وكنت هدّاف الفريق.
"مناف رمضان" من أفضل اللاعبين الذين لعبت معهم، لقد كان هدافاً من الطراز الرفيع، وكان يعرف الطريق إلى المرمى ويعرف كيف تسجل الأهداف
رغبة "مناف رمضان" بالارتقاء نحو الأفضل وتحقيق الألقاب التقت بإدارة نادي "جبلة" التي كانت ترعى المواهب فدعته للعب مع الفريق في تلك المرحلة التي كان فيها فريق "جبلة" بطلاً للدوري ويتحضّر لبطولة الأندية العربية في "اللاذقية" عام "1988" ويقول عن هذه المرحلة: «جئت إلى "جبلة" في مرحلة كان فيها الفريق مدججاً بالنجوم (نزار محروس، عبد القادر كردغلي، مالك شكوحي، سامر حاج عمر، روميو اسكندر، هيثم شحادة، راغد خليل، توفيق مكيس، عبد الحميد الخطيب) وكان إثبات الوجود صعبا جدا، لكن مهاراتي كانت كفيلة بفرضي لاعباً أساسيا في تلك الفترة فاحتضنني المدرب "رفعت الشمالي" وأشركني بتصفيات الأندية العربية وسجلت في مباراة الافتتاح هدفي الأول ضد نادي "الشباب العراقي" وفزنا حينها بهدف مقابل لا شيء وفي المباراة الثانية ضد فريق "الضفتين الأردني" سجلت الهدف الخالد بطريقة (الدبل كيك) الهدف الذي شغل وسائل الإعلام لفترة طويلة نظراً للدرجة التي ارتفعت فيها عن الأرض والطريقة الفنية التي سجلت فيها الهدف مما دفع المرحوم "عدنان بوظو" لقول عبارته الشهيرة: "إنه أجمل ما رأيت".
هذه البداية الموفقة للكابتن "مناف رمضان" جعلته يرتبط بالنادي ارتباطاً وثيقاً فلا الإدارة ترضى التخلي عنه ولا هو يرضى التخلي عن النادي، حتى أنه صار يقول أنا ابن نادي "جبلة" فقط.
نجاح "رمضان" مع "جبلة" في بطولة الأندية العربية دفع مدرب المنتخب الوطني للشباب إلى دعوته لتمثيل المنتخب في تصفيات كأس آسيا التي شهدت تأهل المنتخب للنهائيات وتسجيل "مناف" عدداً من الأهداف الحاسمة، بعدها سافر مع المنتخب إلى بطولة العالم للشباب في "البرتغال" ويقول عن هذه البطولة: «لقد قدمنا أداءً لافتاً نال رضا الجميع وخرجنا حينها من الدور ربع النهائي بعدما خسرنا مع استراليا بالضربات الترجيحية، فانتقلت بعدها مباشرة للعب مع منتخب الرجال وشاركت معه في نهائيات كأس آسيا عام "1989"، وكانت تلك بداية المشوار مع المنتخبات الوطنية التي تنقلت فيها من الشباب حتى الرجال ولعبت "85" مباراة دولية، لكن مباراة سورية مع الكويت في نهائي كأس آسيا عام "1989"، وسورية مع إيران عام "1994" كانتا من أجمل المباريات التي لعبتها».
مشاركة "رمضان" مع المنتخبات الوطنية لم تمنعه من العودة واللعب مع ناديه الأم حسب قوله ويضيف: «بعدما لعبت في النهائيات الآسيوية عدت إلى النادي ولعبت معه بطولة الدوري عام "1989" وحصلنا على اللقب حينها، وتابعت اللعب مع النادي حتى عام "1994" عندها جاءني عرض من فريق "اليرموك" الكويتي وذهبت إلى "الكويت" ولعبت معهم موسماً واحداً لم يكن موفقاً نتيجة الإصابة التي تعرضت لها لكني انتقلت في الموسم الآخر إلى نادي "الجهراء" ولعبت معه موسماً جيداً ولعبنا في المباراة النهائية لكأس أمير البلاد وقدمت فيها أداءً مميزاً مما دفع بطل الدوري القبرصي في ذلك العام لإرسال مبعوث للتفاوض معي لكي ألعب معهم، وبالفعل تم الاتفاق وتوجهت إلى قبرص وكان وقتها عقدي مع نادي "الجهراء" على وشك الانتهاء لذا تركت من ينهي أموري والتحقت بمعسكر في أوروبا مع فريقي الجديد ووقعت معهم عقداً خيالياً حينها بمبلغ "300000" دولار أمريكي وراتباً شهرياً ممتازاً، خلال المعسكر قدمت أداء مميزاً مما دفع المدرب إلى وضعي أساسياً في تشكيلته التي ستشارك في دوري أبطال أوروبا حينها، لكن المشكلة في "الكويت" لم تحل بعد والنادي تأخر في إرسال بطاقة التنازل الدولية الخاصة بي مما اضطرني للعودة إلى "الكويت" لإنهاء أموري هناك ومن ثم العودة مسرعاً لضيق الوقت المتبقي ولأني أصبحت أساسياً ضمن حسابات المدرب، ولكن الأمور جرت بعكس ما كنت أشتهي فلم تحل المشكلة في الكويت بالسرعة المطلوبة وتأخرت إدارة النادي في إنهاء الإجراءات المطلوبة مما أدى إلى تأخر الوقت وانتهاء المهلة الممنوحة لرفع الأسماء التي ستلعب مع فريقي في أبطال أوروبا ما أزعج الفريق القبرصي وأصابني بالإحباط، فعدت على أثره إلى مدينة "جبلة" وابتعدت عن الملاعب لفترة قصيرة قبل أن أعود إلى نادي "جبلة" عام "1996" وأشارك معه في بطولة الدوري لعدة مواسم أخرى حققت خلالها مع الفريق اللقب عام "2000" وبقيت مع الفريق حتى موسم "2002" الذي كان آخر مواسمي الكروية».
ويضيف "رمضان": «انتمائي الرياضي يعود لفريق "جبلة" الذي قضيت معه أجمل أيام حياتي وسجلت له أكثر من "200" هدف كان أجملها في مرمى فريق الجهاد عام "2001" وكان بطريقة "الدبل كيك" وبقي على أثره فريقي في الدرجة الأول، كما أن هدفي على "الضفتين" الأردني بطريقة "الدبل كيك" أيضاً كان جميلاً وكان انطلاقتي للجماهير ووسائل الإعلام لكنه لم يكن الأجمل».
وعن مسيرته في الملاعب يقول "رمضان": «أنا راضٍ كل الرضا عن مسيرتي التي مررت فيها بحالات تألق وتراجع لأني كنت ألعب بإخلاص للكرة والقميص الذي أرتديه وكان لدي طموحات كبيرة ومهمة في مجال كرة القدم لكن الظروف الرياضية في تلك المرحلة لم تكن مساعدة ولو أنها خدمتني قليلاً لحققت شهرة عالمية، كنت أتمنى الحصول على بعض الرعاية وإدراك أهمية الاحتراف بذلك الوقت لأن لاعبينا وأبناء جيلي لم يكونوا أقل مستوى من لاعبي الدوري الأوروبي بل كانوا أفضل منهم في نهائيات كأس العالم التي شاركنا فيها رغم اختلاف الظروف، وعندما كنت في بطولة العالم بالبرتغال قدمت لي ولخمسة لاعبين سوريين آخرين عروض من أندية درجة ممتازة في "البرتغال" و"اسبانيا" وبرواتب ومقدمات عروض خيالية، لكن حينها كانت ثقافة الاحتراف غائبة ولو كانت حاضرة لكنت لعبت لأفضل الأندية ولكنت اكتسبت خبرة ميدانية وفنية عالية تعود عليّ وعلى المنتخب بأفضل مردود رياضي».
وعن أفضل الحراس والمدافعين ممن لعب ضدهم "رمضان" يقول: «أفضل الحراس في أيامي كان "مالك شكوحي" لكن كنت ألعب معه في نفس الفريق، أما ممن لعبت ضدهم فكان حارس الكرامة "أحمد عيد"، وأفضل مدافع كان الكابتن "عمار حبيب" مدافع نادي "تشرين"».
كما التقينا الكابتن "رفعت الشمالي" مدرب نادي "جبلة" سابقاً والذي قال عن الكابتن "مناف": «عندما أتى "مناف" إلى النادي كان في بداياته وكان يتمتع بالموهبة والقدرة على تسجيل الأهداف وتمكن من الانخراط مع اللاعبين بشكل جيد، لقد استطاع استيعاب المهمة الموكلة له وتقبل التمارين بالشكل المطلوب فكانت مسيرته مع الفريق ناجحة ومميزة».
فيما يقول الكابتن "علي موسى" وهو لاعب سابق في النادي ولعب إلى جانب "مناف" لسنوات: «"مناف رمضان" من أفضل اللاعبين الذين لعبت معهم، لقد كان هدافاً من الطراز الرفيع، وكان يعرف الطريق إلى المرمى ويعرف كيف تسجل الأهداف».
إحصائيات للاعب: لعب خلال مسيرته مع "50" مدرباً، سجل "40" هدفاً دولياً مع المنتخبات الوطنية، لعب مع نادي "جبلة" لمدة "14" عاماً، وشارك في "85" مباراة دولية مع المنتخب الوطني، سجل "200" هدف محلي وعربي مع نادي "جبلة".
بقي أن نذكر أن "مناف رمضان" متزوج ويقيم في مدينة "جبلة" ولديه ثلاثة أبناء هم "لين" و"عمار" و"مجد" وهو يدربهم على كرة القدم بشكل يومي ويتمنى أن يسيروا على خطاه.