«قبيلة "النعيم" هي واحدة من القبائل التي سكنت منطقة الجولان في بدايات القرن الخامس عشر الهجري تقريباً، تضم مجموعة من الناس توحدهم رابطة الدم وأحياناً رابطة العيش، تنتشر قبيلة "النعيم" بسورية والعراق والإمارات العربية المتحدة والأردن والسعودية وعُمان وقطر والكويت وفلسطين ولبنان ومصر وليبيا وتركيا».
هذا ما بدأ به الشيخ "رضوان محمد حمد الطحان" شيخ قبيلة "النعيم" بالجولان لموقع eQunaytra وعن عشيرته وحسبها ونسبها وتاريخ وصولها إلى منطقة الجولان يتابع قائلاً: «يعود نسب قبيلة "النعيم" إلى سيدنا "الحسين بن علي أبي طالب"، وجدّ العشيرة السيد "موسى ابن أحمد الصياد" الملقب "بالنعيم"، ابنه السيد "عز الدين أبو حمرة" المدفون بمحافظة "حمص" بقرية "عز الدين" التي سميت باسمه، سميت هذه القبيلة سابقاً بالقبيلة (الدوارة) لكثرة التنقل طلباً للكلأ والمرعى، حيث استقرت في الفترة الأولى في العراق ثم امتدت شمالاً ما بين الرافدين حيث اتخذت منطقة (أورفة) جنوب تركيا موطناً لها، وبعدها بفترة انتقلت القبيلة إلى شمال سورية حيث توزعت ما بين (دجلة والفرات وحلب)، هناك حصلت خلافات في فترة العهد العثماني مابين قبيلة "الموالي" وقبيلة "النعيم"، وأدى هذا الخلاف إلى انتقال قبيلة "النعيم" إلى "حماة" و"حمص"، ثم توزعت باتجاهين؛ اتجاه الغرب (لبنان وفلسطين) حيث استوطنوا بمنطقة وادي "خالد" وهؤلاء هم عشيرة (العتيق) وهي أجزاء من "النعيم" وجزء آخر من القبيلة اتجه صوب الجنوب حيث حفروا سبعة آبار تعرف إلى اليوم بمنطقة "السبع بيار" على الحدود السورية- العراقية، ثم اتجهت قبيلة "النعيم" إلى منطقة الجولان حيث استقروا فيها حتى اليوم في القطاع الأوسط والجنوبي من الجولان، يمتدون من "حمريت" شمالاً في قضاء "وادي العجم" سابقاً حتى الحدود الأردنية بفترة الأربعينيات، بينما القسم الثالث من القبيلة اتجه اتجاه منطقة (تدمر وحمص ومنطقة السخنة).
هناك مقولة بأنها أرض صفراء في شرقي الأردن والمقولة الثانية أنها ناقة صفراء، ويعتقد بأن الارض الصفراء في شرقي الأردن، كانت تملكها قبيلة النعيم وانتخوا بها وأصبحت النخوة (أنا راعي الصفرا)
في عام 1967م كان العدوان الإسرائيلي على سورية وما نجم عنه من احتلال إسرائيلي لمنطقة الجولان، حيث كانت قبيلة "النعيم" تتواجد آنذاك في القطاعين الأوسط والجنوبي، هجرتهم إسرائيل ودمرت قراهم وبذلك نزح الجزء الأكبر من القبيلة، باتجاه (درعا ودمشق وريف دمشق).
في عام 1973م انطلقت حرب تشرين التحريرية، وتم تحرير قسم من الأرض المحتلة ومن ضمنها بعض قرى قبيلة "النعيم" في الجولان نذكر منها: (الرفيد والأصبح والعشة وكودنة)، حيث تم إعمار القرى المحررة بعد التحرير مثل قرية (الرفيد والأصبح والعشة وصيدا) وعاد النازحون الذين تحررت قراهم إليها حيث بدؤوا يهتمون بالزراعة وتربية المواشي وأصبحت المنطقة غنية بأشجار الزيتون وباقي الأشجار المثمرة، وقد استقر السكان وعادوا إلى حياتهم المستقرة، وظل القسم الآخر من قرى القبيلة تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر كافة القرى في الأرض المحتلة».
انتقلت المشيخة في قبيلة "النعيم" من شيخ إلى آخر في الجولان المستقر الأخير للقبيلة، حيث تتابع على مشيخة القبيلة ستة شيوخ بحسب ما ذكره لنا الشيخ "رضوان الطحان" وهم على التوالي: «الشيخ "عوض ابن أحمد الطحان" ثم الشيخ "حمد بن عوض الطحان" ثم الشيخ "بركات بن عوض الطحان" ثم الشيخ "عبد الله الطحان" ثم الشيخ "ممدوح بن حمد الطحان" ثم الشيخ "عبد الرزاق الطحان" ثم الشيخ "عبد الكريم الطحان" وصولاً للشيخ "رضوان محمد حمد الطحان"».
زار منطقة "الجولان" في القرن التاسع عشر بعض الرحالة والمستكشفين الذين اهتموا بموضوع العشائر منهم الألماني المهندس "غوتليب شوماخر" الذي قام بمسح المنطقة تضريسياً وسكانيا وآثارياً بفترة 1883-1885وعن قبيلة "النعيم" قال: «بأنها عشيرة كبيرة وغنية، تعرف باسم "نعيم اليوسف" تنتشر مضاربها في الجولان الشرقي، وشمالي حوران وفي عدة مناطق أخرى في سورية ويرأسها (آل الطحان) ويتمثل وسمها القبلي بخاتم بين رمحين مغروسين في الأرض، رمزاً للسلم».
وقد قدّر الألماني "جون لويس بوركهارت" عدد خيمها بين /400-500/ خيمة، في حين قدّر "شوماخر" عدد خيمها بعد سبعين عاماً بحوالي /280/خيمة، وبلغ عديدها وفق "سالنامة" 1883 نحو ألفي نسمة، وقدر الدكتور"باغ" عديدها في أواسط القرن العشرين بحوالي /25/ألف نسمة، ونعتقد أن سبب التباين في التقديرات كل من "بوركهارت" و "شوماخر" يعود إلى أن الأول أدخل في تقديره بعض عشائر "النعيم"، التي تقيم خارج الجولان في حين شمل الثاني في تقديره فقط عشائر "النعيم" المقيمة في الجولان».
ويتابع "شوماخر" في السياق ذاته قائلاً: «تنتسب العشيرة نفسها إلى رجل يدعى"عز الدين"- دون أية إشارة إلى أصله ومكانته- ويعتقد أبناء العشيرة أن عشيرتهم قدمت من العراق، في حدود القرن الحادي عشر وكانت هذه العشيرة تضم مستقرين أي أهل زرع، ومرتحلين أي أهل ضرع في أواسط خمسينيات القرن العشرين، كما كانت تزود دمشق بمشتقات الحليب والفحم المستخرج من أشجار البلوط والسنديان ومن قراها نذكر منها: (كودنة وهي المقر الرئيسي للقبيلة والبطمية والرفيد والمعلقة وغدير البستان وسبتة وقصيبة والهجة والأصبح والعشة والعامودية والمشرفة*».
تتمتع قبيلة "نعيم" بتفاهم ما بين العشائر حيث تتلاقى مع بعضها البعض، ويتزاوجون من بعضهم، وعن هذه الحياة الاجتماعية يتحدث الشيخ "رضوان" قائلاً: «لكل عشيرة وجه يلتقون مع بعضهم بشكل دائم عنده، وفي الحقيقة نستطيع أن نسمي هؤلاء "مجلس عشيرة" وإذا حصل أمر مهم يجتمعون مع بعضهم، هم متحابون ويتشاركون بالأفراح والأتراح، أما علاقتهم مع جيرانهم بمحافظة "القنيطرة"، فهي علاقات ممتازة، تعتبر قبيلة "الفضل" من أكبر العشائر تقريباً بالجولان، وتشكل قبيلة "النعيم" وقبيلة "الفضل" ثلثي سكان محافظة "القنيطرة" ولهم علاقات مميزة مع قبيلة "الفضل" وعلاقات وثيقة مع العشائر الأخرى وأهل الحضر في محافظة "القنيطرة"، وقد تميز سكان الجولان بأن سكانها يعرف بعضهم بعضاً كأنهم أبناء قرية واحدة».
من خلال تطور المدينة المتسارع وتغير البنية السكانية والعادات الاجتماعية ما نظرة الجيل الجديد لمفهوم العشيرة؟
وعن هذا يجيب الشيخ "رضوان" قائلاً: «مفهوم العشيرة قديماً غير مفهومه في وقتنا الحالي، لم يعد الانتماء إلى العصبية القبيلة موجوداً، حيث أثرت الثقافة في نفوس الناس وبدأ العمل، والنظر إلى القضايا بعين العدل ووجهة النظر الصحيحة إلى جانب الحق.
كما تأثرت العشيرة بحسب نموها الثقافي باتباع القوانين والدستور، وبدأ اللجوء إلى المحاكم المدينة لحل قضاياه، (وتحت عنوان إصلاح ذات البين)، لا تزال هناك قضايا الدم والجرائم المختلفة، تحل باللجوء إلى وجهاء في العشائر، للتدخل بحل القضايا الواقعة وتقوم الوساطات للصلح بين المتنازعيين وتدفع الدية المتفق عليها بعد عقد الصلح بحسب العادات، وبقيت الرابطة القوية التي تجمع أبناء القبيلة، في التعاون أثناء الانتخابات، أو الاحتفالات بالمناسبات الوطنية والأعياد الدينية والأفراح والأتراح».
وعن المواقف الوطنية للقبيلة في فترة الاستعمار الفرنسي يضيف الشيخ "الطحان": «شاركت قبيلة "النعيم" بقيادة الشيخ"عبد الله بن أحمد الطحان" بمعركة سميت (عمرة ثابت) حيث هاجم الثوار الحامية الفرنسية في "عمرة ثابت" وقتلوهم جميعاً وقد استشهد ثلاثة من الثوار من قبيلة "النعيم"، وقد غنموا رشاشاً وبنادق وأهدوا هذا الرشاش للأمير "محمود الفاعور".
إبان تشكيل الحكومة السورية بقيادة الملك "فيصل"، شاركت قبيلة "النعيم" في الثورة ضد المستعمر الفرنسي وبقيادة الشيخ "عبد الله الطحان" وبمشاركة أهل قرية "الزوية"، بعد هذه الحادثة حُكم على الشيخ "عبدالله الطحان" بالإعدام ولجأ إلى الأردن وبقي منفياً مدة سبع سنوات، وبعد أن عفوا عنه هو والأمير "محمود الفاعور" عادوا إلى أرض الجولان».
وحول أبرز شخصيات القبيلة، يقول الدكتور"حمد الهنداوي" الأستاذ بجامعة دمشق- كلية الآداب: «بعد استقلال سورية عام 1946 شاركت قبيلة "النعيم" في انتخابات النيابية حيث تم فوز الشيخ "عبد الرزاق الطحان" بالانتخابات النيابية عام 1954 ومثل قضاء "القنيطرة"، وفي عام 1958 نجح الشيخ "عبد الكريم الطحان" في تمثيل "القنيطرة" كعضو مجلس أمة، وفي عام 1961 للمرة الثانية نجح الشيخ "عبد الرزاق الطحان" نائباً في المجلس النيابي، وفي 1972 نجح الشيخ "صالح الطحان" في انتخابات أعضاء مجلس الشعب ممثلاً لمحافظة "القنيطرة"، في عام 1990 نجح الشيخ "رضوان الطحان" بعضوية مجلس الشعب، وفي عام 2004 نجح الدكتور "نصر الدين خير الله" بترشيحه لدورتين في عضوية مجلس الشعب لغاية وقتنا الحالي».
يتابع الدكتور "حمد" حديثه عن الشخصيات البارزة لقبيلة "النعيم" قائلاً: «السيد "محمد العفيش" حاصل على إجازة في التجارة والاقتصاد ويشغل حالياً منصب أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بمحافظة "القنيطرة"، المهندس "خالد الأحمد" محافظ "إدلب"، الدكتور "نصر الدين خير الله" حاصل على شهادة الدكتوراه بالهندسة المدنية ويعمل أستاذاً بجامعة دمشق وهو عضو مجلس الشعب، الشيخ "رضوان الطحان" يحمل إجازة بالآداب قسم اللغة عربية وهو شيخ قبيلة "النعيم" وعضو مجلس الشعب سابقاً.
السيدة "حربيه البيضا" تحمل إجازة بالآداب وتشغل منصب عضو مكتب تنفيذي في الاتحاد النسائي العام، "محمد الطحان" يحمل إجاز في العلوم الاقتصادية من جامعة "حلب" عضو مجلس محافظة "القنيطرة" (لدورتين)، الأستاذ "زايد ابن عبد الرزاق الطحان" يحمل إجازة بالتجارة والاقتصاد من جامعة دمشق يشغل حالياً منصب عضو مكتب تنفيذي بمحافظة "القنيطرة"، الأستاذ "صالح شاهر الطحان" يحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق وهو عضو مجلس محافظة "القنيطرة".
المهندس "محمود الطحان" رئيس المكتب الفني بمحافظة "القنيطرة"، الأستاذ "خالد النميري" يحمل إجازة بالآداب- قسم اللغة العربية عضو سابق بمكتب التنفيذي بمحافظة، المهندس"محمود الزوري" عضو مكتب تنفيذي بالإدارة المحلية سابقاً، الأأستاذ "دحام الطحان" يحمل إجازة بالآداب- قسم اللغة العربية عضو مكتب تنفيذي بالإدارة المحلية الدكتور"صايل جاسم الطحان" يحمل دكتوراه في علم الأحياء من ألمانيا، إضافة إلى بعض الشخصيات الاجتماعية والإعلامية مثل الإعلامي "محمد الخضر" مراسل تلفزيون العالم وموقع الجزيرة، وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم من الأطباء والمحامين والمهندسين والمدرسين، وأصحاب الشهادات الأخرى، حيث عرف عن أبناء القبيلة حبهم للعلم والتفوق».
تشتهر قبيلة "النعيم" بتربية الخيول الأصيلة قبل عام 1976 حيث لا يكاد يخلو بيت من بيوت "النعيم" من فرس أصيل، وقد كان لهم مربط للخيول العربية، يربونها ويرعون شؤونها، أحد وجهاء عشيرة "الخواشمة" التي تنضوي تحت اسم قبيلة "النعيم" السيد "شتيوي عبد لله الطحان الخشومي" يقول: «بسبب الاحتلال الإسرائيلي ونزوح أفراد القبيلة إلى ضواحي (دمشق ودرعا ) تقلصت تربية الخيول الأصيلة وتشتهر قرية "كودنا" النعيمية بتربية الخيول الأصيلة، ولدى الشيخ "طحان محمود الطحان" موجود (رسن) من أصول قديمة التي كانت لدى آل الطحان وهي نوع (الصقلاوي والكحيلة أم العرقوب) من أصول عربية عريقة بقرية "كودنا"».
يذكر الشيخ "رضوان الطحان" أن قبيلة "النعيم" تنتشر بكثافة في كافة المحافظة السورية، وإن علاقات كثيرة ومتميزة تربط بينهم، حيث أن قسماً كبيراً من عشائر "النعيم" متواجدون في "الجولان"، وفي باقي المحافظات، نذكر على سبيل المثال عشيرة "الناصيف" موجودة في قرية "عقربا" وفي حوران وموجودة بمحافظة "حمص".
أما في باقي الدول العربية (كالأردن والعراق وقطر والإمارات العربية) فإن الوجهاء يعرفون بعضهم ويتبادلون الزيارات بشكل مستمر، كما أن أفراد القبيلة الذين يعملون في (السعودية أو الإمارات العربية أو قطر) فإن وجهاء قبيلة "النعيم" في هذه البلدان يتبنون القادمين من سورية ويؤمنون العمل لهم هناك.
وقد قام سمو الشيخ "حميد بن راشد النعيمي" عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية حاكم إمارة عجمان بزيارة إلى سورية، وأجرى صلحاً بين عشيرتي "الناصيف والسيّد" في حمص من عشائر "النعيم"، كما زار "آل الطحان" في قرية "كودنه النعيمية" بمحافظة "القنيطرة" زيارة ودية، وهو دليل على ترابط هذه القبيلة مع بعضها».
الجدير بالذكر بأنه ينضوي تحت اسم قبيلة "النعيم" بمحافظة "القنيطرة" 37 عشيرة وهم كالآتي: عشيرة الأبونمي، عشيرة الخواشمة، عشيرة البكار،عشيرة البنوه، عشيرة الغرّة، عشيرة السبارجة ، عشيرة الربايعة، عشيرة النميرات، عشيرة الحزومين، عشيرة الابوحية، عشيرة الوهبان، عشيرة الحسيكات، عشيرة البيين، عشيرة العويشات، عشيرة الرميّلة، عشيرة الشراحيل، عشيرة الشقاقين، عشيرةالغواشر، عشيرة الشتوين، عشيرة النعيمات، عشيرة الكريدين، عشيرة الخليفات، عشيرة الناصيف، عشيرة الحمامرة، عشيرة المعاقير، عشيرة السّياد، عشيرة الكواملة، عشيرة القويدر، عشيرة المحمّد، عشيرة السباسبه، عشيرة الطويلع، عشيرة عتبة، عشيرة لأبو عاصي، عشيرة العتيق، عشيرة الحناحنة، عشيرة الهوارين، عشيرة الشريدة.
نخوة النعيم في منطقة الجولان (الصفرا) يقول الشيخ "رضوان": «هناك مقولة بأنها أرض صفراء في شرقي الأردن والمقولة الثانية أنها ناقة صفراء، ويعتقد بأن الارض الصفراء في شرقي الأردن، كانت تملكها قبيلة النعيم وانتخوا بها وأصبحت النخوة (أنا راعي الصفرا)».