خلال النصف الثاني من القرن الماضي طرأ تغيير كبير على بنية القصة القصيرة في سورية حيث ظهرت أشكال جديدة من التعبير الأدبي من حيث الصياغة والتشكيل الفني وباعتبارها لم تكن معروفة ومألوفةً من قبل فقد سُميت القصة القصيرة جداً، وقد تباينت آراء الأدباء والنقاد بشأن تصنيفها بين الأجناس الأدبية الأخرى من رواية وقصة وشعر وكذلك فيما يتعلق بريادتها وأهمية وجودها في المشهد الثقافي.
"القصة القصيرة جداً" هي ضيف خفيف وجديد على الساحة الأدبية وعلى المشهد الثقافي الحلبي والسوري عموماً ولمعرفة المزيد عنها التقى موقع eAleppo في مدينة "حلب" عدداً من أدبائها المعروفين سألهم خلالها عن مفهومها وقواعدها وريادتها وكانت البداية مع الشاعر "محمد زينو السلوم" الذي قال عنها: «لقد ظهرت "القصة القصيرة جداً" في "حلب" منذ فترة غير بعيدة وهناك أدباء يدعون بأنهم من روادها، في البداية وبالنسبة لي أود القول بأنه من الخطأ القول بأن "القصة القصيرة جداً" هي جنس أدبي بل الأصح برأيي تسميتها بأنها نوع من أنواع القصة ولديها أدواتها الخاصة والتي باعتقادي لم تكتمل بعد».
نحترم الريادة في أي مجال وهناك إشكال في تأصيل هذه الريادة ولا يمكن الوصول إلى حل جذري بهذا الخصوص ولا يكفي أن تكون رائداً وإنما المشكلة في التطوير والاستمرارية
وحول وضع "القصة القصيرة جداً" في مدينة "حلب" قال: «أنا لست ضد هذا النوع من الإبداع الذي جاء مواكباً لعصر السرعة لأنّ الإنسان في الوقت الحالي قد لا يستمع إلى قصة أو قصص طويلة لضيق وقته ومشاغله فلذلك جاءت القصة القصيرة جداً كحاجة إنسانية وأدبية إبداعية في الزمن المعاصر، ولكن إعطائها أبعاداً كبيرة غير متناسبة معها وذلك بإقامة مهرجانات وملتقيات سنوية لها هو أمر مبالغ فيه في مدينة "حلب" في الوقت الذي تفتقد فيه هذه المدينة وهي مدينة "أبو فراس الحمداني" و"المتنبي" وغيرهما إلى مهرجان شعري أو قصصي، فإذا لم يكن هناك مهرجان للشعر والقصة في "حلب" فلماذا هذا الاهتمام بالقصة القصيرة جداً؟.
إضافةً إلى ذلك هناك موضوع آخر أود ذكره وهو أنّ عدداً كبيراً من أدبائنا ونقادنا ولهم أعمال مطبوعة وإبداعية في المجالات الأدبية الأخرى مثل الشعر والقصة والرواية تحوّلوا فجأة إلى كتابة هذا النوع من القصة وأصبحوا بين ليلة وضحاها /قاصيّن/ وهذا أمر أستغربه جداً».
أما الدكتور "أحمد زياد محبك" -دكتوراه في الأدب العربي فقد قال: «مما لا شك فيه أنّ كثيراً مما يُكتب ويُنشر تحت اسم "القصة القصيرة جداً" هو متواضع المستوى وهذا أمر طبيعي لأنّ ذلك موجود أيضاً في أشكال التعبير الأخرى قديمها وحديثها ولا يُحكم بالرديء على كل النتاجات ولا يُحتج بالضعيف، المشكلة هي أنّ القارئ العربي يقرأ وفي ذهنه قوالب وثوابت وأحكام سابقة جاهزة لا يستطيع أن يتزحزح عنها إلا بعد خمسين عاماً وربما أكثر في حين يسارع فوراً إلى تبديل هاتفه الجوال ليتابع ما هو أكثر تطوراً وأكثر حداثة ويعيد برمجة جهاز الاستقبال عنده ليستقبل القنوات الفضائية الجديدة.
لقد جاءت "القصة القصيرة جداً" لتقدم شكلاً جديداً من التعبير هو شكل جديد متفاعل من بُنى وعلاقات وعوامل كثيرة هو شكل جديد مختلف كلياً اسمه "القصة القصيرة جداً" ومن هنا على المتلقي أن يتعامل مع هذا الشكل تعاملاً جديداً ولا بد له من أن ينطلق من داخل هذا النتاج الجديد، وعليه ألا يبحث هنا أو هناك عن حبكة وعقدة وبداية وشخصية وحدث بل عليه أن يتعامل مع قارة جديدة وعالم جديد أو بالأحرى جزيرة جديدة صغيرة، وأن يتقبل هذا الجديد بحساسية جديدة وذوق جديد منطلقاً من داخل هذا الجديد نفسه ومن بنيته وطبيعته وتركيبه».
وحول القواعد التي تحكم "القصة القصيرة جداً" قال: «إنّ "القصة القصيرة جداً" هي انطلاق حر في فضاء حر للتعبير عن الحرية ولا يمكن إخضاعها لقيد أو قانون أو قاعدة والإبداع الحق لا يُخضع إنما يبدع ذاته، فالأدباء الذين صنعوا التاريخ هم الذين فعلوا ذلك أما الذين تقيّدوا بأي شكل مما يُسمى قاعدة أو قانوناً فقد نسيهم التاريخ أو يذكرهم لقيمتهم التاريخية لا لقيمتهم الفنية وكم في دوائر المعارف والمعاجم من أسماء لأدباء ولكن الذين كان لهم فعل من بين تلك الأسماء هم القلة القليلة، ولذلك لا يمكن البحث عن قاعدة لتوضع سلفاً للقصة القصيرة جداً ومن الخطأ مثل هذا البحث بل من الضرر على المبدع والمتلقي لأنّ الإبداع هو الأول وهو السابق، وبعد تراكم إبداعي بما يكون فيه من تنوع وتطور يمكن البحث عن قيم ومفاهيم أولية لا عن قواعد وقوانين وعندما تتحول تلك المفاهيم والقيم إلى قواعد يكون ذلك النوع قد تحجّر ودخل في مرحلة التكرار والجمود ومن يتبع تلك القواعد لا يمكن أن يبدع».
وتابع الدكتور "أحمد" كلامه متحدثاً حول الجنس الأدبي الذي تنتمي إليه "القصة القصيرة جداً": «إنّ "القصة القصيرة جداً" تنتمي إلى جنس أدبي موضوعي بالمعنى الفني للموضوعية لا بالمعنى العلمي وهي موضوعية لا تغيب فيها الذات ولكنها لا تحضر الحضور كله أي لا تطغى، يتمثل هذا الجنس في الأسطورة والحكاية والخرافة والملحمة والمسرحية والرواية والقصة القصيرة، أي إنّ "القصة القصيرة جداً" تنتمي إلى السرد، قد يكون نثراً وقد يكون شعراً، وعناصر السرد معروفة عمدتها الحدث والشخصية وما يستتبع ذلك من زمان ومكان وحوار ووصف وما يكون من استرجاع واستباق وحذف وتلخيص ومونولوج وحلم وخيال ولغة وأسلوب وسارد وزاوية رؤية أو تبئير أو منظور، هذه بعض جوانب السرد ومكوناته، قد تتوافر كلها وقد يتوافر بعضها، والقيمة ليست فيها وإنما في التعامل معها ومعالجتها و"القصة القصيرة جداً" تقوم على هذه المكونات كلها أو بعضها ولا تنفرد بغير القصر والحرص على الإدهاش والتكثيف، هذه مجرد مكونات وليست قوانين ولا مقاييس ولا قواعد فقد تقوم "القصة القصيرة جداً" على الحوار وحده أو على مونولوج أو على حلم أو قد يغلب عليها حدث أو شخصية والمهم فيها هو التكثيف والإيجاز والقصر، والقصر وحده لا يكفي أي إنّ قلة عدد الأسطر وحده غير كاف فقد تكثر الأسطر نسبياً ولكن المهم هو التكثيف والإيجاز والاختصار، والأهم هو الإدهاش.
لقد استقرت "القصة القصيرة جداً" وحفرت مجراها في خريطة الأدب وصُدرت مئات المجموعات التي تضم قصصاً قصيرة جداً وأُعدت رسائل ماجستير عنها وصدرت عدة دراسات عنها وخصتها بعض المجلات بأعداد متميزة وإن كان بعض النقاد والدارسين قد اقترحوا أسماء أخرى ليست كثيرة والقيمة ليست في اقتراح اسم جديد وإنما في التعامل مع هذا النوع الجديد.
وبعد ذلك يمكن أن تكون "القصة القصيرة جداً" مجرد حدث أو شخصية أو حوار أو مونولوج ويمكن أن تكون مجرد طرفة أو مفارقة أو لغز أو تعليق أو حكمة أو موعظة أو أي شكل آخر حتى لو كان مجرد تعبير شعري فهي شكل حر لا يقيده قيد وقد تتداخل الأنواع فقد تُكتب القصة بلغة الشعر بما فيها من صورة وانزياح وخيال والقيمة دائماً لا للعنصر المكوّن وإنما لحسن المعالجة والأداء والبناء».
أما فيما يخص بموضوع الريادة في كتابة "القصة القصيرة جداً" فقد قال: «ثمة جهود كثيرة تبذل في ميدانين اثنين، الأول البحث عن الريادة والثاني البحث عن الجذور، فثمة تنافس كبير لدى الباحثين والدارسين والكتّاب على البحث عن أول من كتب "القصة القصيرة جداً" ويتنافس الباحثون في تأكيد سبق هذا من الأدباء أو ذاك وادعاء الأولوية لهذا البلد أو ذاك، والحقيقة هي أنّ القيمة ليست في الريادة ولا في الأولوية والأمر لا يتعلق باختراع ولا باكتشاف إنما يتعلق بمن طوّر وأجاد وتفرّد وأبدع وقد يكون الأول في هذا المضمار أو ذاك لم يقدم سوى القليل أو لم يقدم ما هو قوي أو جدير ولا يكفي أن يكون الأول ولا معنى للأول، وهذا نمط آخر في التفكير العربي يمجّد أول من ابتكر ويغفل آخر من طوّر.
وفي الميدان الثاني، وهو البحث عن الجذور يبرز تياران الأول يجد الجذور في التراث والثاني يرد إلى الأدب الغربي هذا الوافد الدخيل على نحو ما يُتّهم به، فبعض الباحثين يرون جذور "القصة القصيرة جداً" في فن الخبر عند العرب كما هو عند "الجاحظ" في كتابه /البخلاء/ مثلاً أو عند "الأصفهاني" في كتابه /الأغاني/ أو عند "أبي حيان التوحيدي" في كتابه /المقابسات/ وغيرهم من المؤلفين العرب القدامى وبعض المحدثين أمثال "جبران خليل جبران" و"ميخائيل نعيمة".
ويرد التيار الثاني "القصة القصيرة جداً" إلى التأثر بالغرب والنقل عنه والأخذ بل التقليد ويرون في هذا النوع بأنّه الوافدَ الدخيل بل كأنه عندهم الغازي المحتل، وفي الواقع لا ضير في تأصيل هذا النوع بالعودة إلى التراث على شرط ألا يحكم على أي نوع بقيمة أو عرف أو مفهوم أو قانون من التراث أي بشرط الانطلاق من داخل النوع الجديد نفسه لاستكشاف نقاط الاختلاف والاتفاق والتميز والخصوصية، فالأدب تيار متصل ولا ينقطع إنما يتحول ويظهر في أشكال جديدة ولا بد من الاعتراف للأشكال الجديدة بخصوصيتها وفي المحصلة لا قيمة لمثل هذه الجهود إنما هو نوع من الدرس ونمط من التفكير لا يمكن إلغاؤه ولا تجوز مصادرته ولكن من الحق الاختلاف معه».
وأضاف الدكتور "أحمد" متابعاً: «كذلك لا ضير في العودة إلى الآداب العالمية والبحث عن أشكال التأثر والتأثير بشرط حضور الأدلة والوثائق والحجج العلمية والتاريخية وفق منهج الأدب المقارن في المدرسة الفرنسية والأمر لا يتعلق بفضل هذا على ذاك ولا يتعلق بنقل ولا سرقة إنما يتعلق بتقارض الحضارات وأخذ بعضها عن بعض على مر التاريخ ولولا هذا التواصل لما كان هناك تجديد وإبداع ومحصلة مثل هذه الجهود هي إثبات التأثر أو نفيه ولذلك تبدو غير ذات جدوى أو قد تكون العودة إلى الآداب العالمية للبحث عن جوانب الاتفاق والاختلاف في جوانب التعبير الإنساني وأشكاله وموضوعاته وقضاياه بعيداً عن مفهوم التأثر والتأثير لتأكيد نوعية التجربة الإنسانية وفق منهج الأدب المقارن في المدرسة الأمريكية ورائدها "هنري ريماك ويبدو" مثل هذا الجهد أكثر جدوى لأنه يساعد على معرفة التجربة الإنسانية في العمق.
وفي الحالات كلها لا بد من الانطلاق من داخل النوع لا من خارجه واصطناع مصطلحات نقدية من بنيته لا من بنى ومجالات معرفية أخرى ولعل أخطر مثال على ذلك وصف هذا النوع أو ذاك بأنه ابن شرعي أو غير شرعي للتراث أو للأدب الغربي فمثل هذا الوصف يقوم على مصطلح مستمد من المجتمع لا من الأدب ويدل على نمط من التفكير قوامه علاقات القرابة والنسب لا علاقات الفن والإبداع، ولا شك أنه تعبير مجازي ولكنه في منطلقه الفكري ليس أدبياً ولا بد أن تنبع مصطلحات الأدب من داخله وضمن شرط النوع لا ضمن شرط نوع أدبي آخر، ولعل من مشكلات المجتمع العربي في ركوده وتخلفه أنه يحمل العداء لكل ما هو جديد ودافعه التعصب للقديم بدعوى الخوف عليه وبعيداً عن الدرس الموضوعي لما هو جديد بل بعيداً عن الاطلاع عليه وإنما هي أحكام تُطلق هكذا من غير اطلاع ولا تمحيص مع الاحتجاج بنماذج مما هو رديء وإغفال ما هو جيد.
ومن حق أي متلق أن يقبل أو يرفض ويعجب أو لا يعجب ولكن الحكم والتقييم ليس من حق أي متلق كان إنما الحكم والتقدير والتقييم لصاحب الذوق المثقف المدرب المتمرس بالنوع نفسه حتى إنه لا يحق للمثقف في نوع محدد والمتمرس فيه والمدرب عليه أن يمارس الحكم على نوع آخر لا يعرفه وليس مثقفاً به ولا متدرباً عليه الشأن نفسه كشأن الطبيب المختص بالأمراض الجلدية لا يتخذ أي قرار في شأن مريض بالقلب قد يعرف ويعلم ولكنه لا يقرر إنما يترك الحكم والقرار لصاحب الاختصاص وليس المقصود في مجال الأدب والنقد الاختصاص بمعنى الشهادة الجامعية إنما المقصود الثقافة بالنوع والدربة عليه والمران فيه والتعامل معه والانطلاق من داخله بموضوعية وحياد».
وختم بالقول: «إنّ الأنواع الأدبية الجديدة أياً كانت ستظهر دائماً وعلى مر العصور وليست إلا شكلاً من أشكال ممارسة الحرية والمتلقي لا يمارس الحرية بل يكبل نفسه بقيود قواعد وقوانين وتعريفات يتوهمها ضرورية للإبداع ثم يعتقد بها ويطالب بها الآخرين ويلزم نفسه بها وهو يقرأ وهو بها في الحقيقة غير ملزم وما على المتلقي إلا أن يمارس الحرية بالتخلي عن كل ما يتوهمه سلفاً شرطاً والانطلاق من داخل النوع ومن داخل النص بعيداً عن أي حكم سابق أو من الخارج ثم يدخل في مجال النص وعندئذ يكون قد بدأ بممارسة الحرية وما هي بممارسة سهلة لأنّ القيد والقانون والقواعد أسهل وتعطي المرء شيئاً من الاطمئنان الوهمي الذي هو في حقيقته كسل، فالحرية مسؤولية ومن هنا سر النفور من "القصة القصيرة جداً" لأنها تعبير عن الحرية وممارسة لها والمتلقي ينفر منها لأنه يهرب من ممارسة الحرية على الرغم من مطالبته بها والحرية في الحقيقة تؤخذ ولا تعطى ومن يمارسها حق الممارسة في الأدب يمكن أن يمارسها أيضاً في كل جانب من جوانب الحياة وما أحوجنا إلى الحرية في الإبداع والتلقي وفي الحياة».
الدكتور "محمد جمال طحان" المنسق العام لملتقيات "القصة القصيرة جداً" في "حلب" منذ تأسيسها في هذه المدينة في العام 2003 حدثنا عن التغيير والتطور الذي تحقق ما بين أول وآخر ملتقى على صعيد "القصة القصيرة جداً" ومفهومها بالقول: «لقد حدث تغيير كبير على مستوى النتاجات الإبداعية منذ الملتقى الأول حيث أصبح المشاركون يتصفون بالنضج في مفهومهم للقصة القصيرة جداً ورؤيتهم المتطورة لها، أما من حيث التنظير فبالتأكيد هناك تراكمات سبعة أعوام خلقت جهداً نوعياً فيه. نتبنى "القصة القصيرة جداً" لأننا أردنا تأصيل هذا النوع من جنس القص ولكننا نعتقد أنّ "القصة القصيرة جداً" هي رديف وليس بديلاً عن الأنواع الأدبية الأخرى».
وعن رأيه فيما يقال حول شرعية "القصة القصيرة" قال د.طحان": «تُحارب "القصة القصيرة جداً" الآن كما حورب الشعر الحديث في بداياته، والأمر يمكن تمثيله بالطفل الذي يغار من الذي يليه ومع كل هذه الحرب الشعواء فإنها لم تنف الوجود الحقيقي لهذا الفن وبعض الذين كانوا يحاربونه تراجعوا وبدؤوا يكتبون على منواله ولم تعد ملتقيات "القصة القصيرة جداً" محصورة في النطاق المحلي وإنما غدت ملتقيات عربية يحضرها المشاركون من مختلف الدول العربية الشقيقة ويسهمون فيها إسهاماً فاعلاً».
** «لا مؤامرة، هناك أناس يتطوعون لخدمة القصة والثقافة العربية حيث نقوم بجهد كبير ومن دون دعم من جهة رسمية، لقد تخصصنا في هذا الجنس الأدبي ونترك الأجناس الأخرى لمحبيها حتى لا يقولوا أنتم تحتكرون الملتقيات فمن الممكن أن نقيّم ملتقىً للقصة القصيرة وملتقىً لقصيدة الومضة ومهرجاناً للشعر العربي، ولكننا نكتفي بملتقيات "القصة القصيرة جداً" تاركين الساحة لآخرين لإقامة ملتقيات حول الأجناس الأدبية المختلفة ولن نحاربها بل سنقوم بدعمها بكل ما أوتينا من خبرة».
** «نحترم الريادة في أي مجال وهناك إشكال في تأصيل هذه الريادة ولا يمكن الوصول إلى حل جذري بهذا الخصوص ولا يكفي أن تكون رائداً وإنما المشكلة في التطوير والاستمرارية».
** «لا تحل محلها، وأنا أختلف معك فالشعر لم يتراجع كثيراً وله رواده مثلما للقصة القصيرة جداً وتأكيداً لكلامنا هذا فقد دعونا في بياننا الختامي في العام قبل الماضي إلى الترويج لقصيدة الومضة».
** «لأنّ معظم القائمين على الصحف والمجلات عقلية قديمة ويحاولون المحافظة على السائد، والجنس الأدبي الجديد قد يزعزع أفكارهم فلابد أن تتحلى هذه المنابر بأناس تناصر هذا الفن الذي كان انتشاره كاسحاً حتى إنّ بعض الجامعات قد شجعت على تناوله كأطاريح للماجستير والدكتوراه وبذلك ستتجه هذه الصحف والمجلات ذات العقلية القديمة إلى تبني هذا الفن بعد تأكيد انتشاره وقبوله».
** «نحن مجموعة من المبدعين لا نمثل أي جهة عامة بل نمثل أنفسنا فقط، ونحاول جهد إمكاننا لتحويل هذه الملتقيات إلى ملتقيات عربية كانت مديرية الثقافة بحلب تدعمنا على مدى سبعة ملتقيات سابقة والآن تخلّت عنا على الرغم من النجاح الباهر الذي حققته الملتقيات السابقة ونظن أنّ السبب يكمن في أشخاص لا يحبون النجاح إن لم يُنسب إليهم وحدهم ونحن نكافح لإقامة الملتقى هذا العام بالتعاون مع جهات أخرى، ونحن كلجنة تأسيسية أحدثنا هذا العام تشكيل لجنة لكل ملتقى كيف نفسح المجال لآخرين ليكون لهم دور فاعل في الملتقيات».