بسمات عريضة تلك التي رسمها "مهرجان أيام الطفولة" على وجوه الأطفال، عبر فعالياته الفنية التي تنوعت بين عروض موسيقية ومسرحية وأدبية، قدمت لهم على أرقى خشبات الأداء في سورية- خشبات "دار الأسد للثقافة والفنون"-، هذه العروض التي قدمت من قبل أبرز الأسماء في اختصاصاتها؛ كانت تهدف إلى الارتقاء بالذائقة الفنية للجيل الواعد.
إن الحديث عن "مهرجان أيام الطفولة" يبدأ من الحديث عن الطفل، الذي كان دخوله إلى "دار الأسد" كافياً وحده، ليعتبر هذا المهرجان ناجحاً، فالطفل "نور شاكر"-/9/ سنوات، عبر عن فرحته بدخول "دار الأوبرا" ورؤيته لأصدقائه في المدرسة يعزفون على آلاتهم الموسيقية كما تفعل أي فرقة احترافية في العالم.
إن هذه الفعاليات تشجع الطفل بشكل مذهل على الاتجاه نحو تعلم هذه الفنون سواء الموسيقية منها أم الأدبية
أما السيد "قصي سبيناتي" والد الطفل "علاء" فقد رأى أن المهرجان خطوة فنية رائدة، تفيد في خلق نشاط جديد وأساسي، تضاف على قائمة الأنشطة التي يجب على الطفل أن يتعرف عليها خلال عطلته الصيفية، ويضيف: «إن هذه الفعاليات تشجع الطفل بشكل مذهل على الاتجاه نحو تعلم هذه الفنون سواء الموسيقية منها أم الأدبية».
موقع "eSyria" حضر فعاليات مهرجان "أيام الطفولة" الذي بدأ أولى أمسياته، بأمسية موسيقية "لأوكسترا الأطفال" بتاريخ 10/7/2010، أحياها /50/ طفلاً، استطاعوا أن يعزفوا مقطوعات "لموتزارت"، فنالوا بذلك إعجاب الحضور الذين كان جلهم من الأطفال، أما قائدة الفرقة الآنسة "ماريا أرناؤوط" فقد تحدثت عن أهمية هذه الفعاليات بالنسبة "لأطفال الأوكسترا" بقولها: «يعتبر هذا المهرجان الحاضن الأفضل لأعمال الفرقة، على الرغم من أننا أقمنا عدة حفلات مهمة، والسبب يعزى إلى أن الأطفال هم متفرجوه، وهم هدفنا الأول؛ فنحن نعزف موسيقانا من الأطفال وإليهم».
وفي المقابل اعتبرت السيدة "داليا قطوف" أن جلوس الأطفال بشكلٍ هادئ واستماعهم الواعي للمقطوعات التي عزفت؛ هو بشارة مفادها أن لدينا جيلا جديدا واعيا ومثقفا سينسجم ويتآلف مع الفنون الموسيقية الراقية، والدليل أن أحد الأطفال- يزن اللجمي- استطاع أن يؤلف مقطوعة متكاملة ورائعة».
الطفل "يزن حمزة" عازف "فلوت" يبلغ من العمر ستة عشر عاما، يصف مشاركته بالمهرجان بأنها الأكثر تميزاً بين المشاركات التي قدمها إلى الآن، وبأن تفاعل الحضور كان فريداً، ويشجعه على الاستمرار في العزف.
الأمسية الثانية كانت أدبية، حيث قدم الفنان "كفاح خميص" مجموعة من الحكايا المتنوعة، حرص خلالها على السفر مع الأطفال الموجودين عبر حكايا التراث وتعريفهم ببعض الأدوات والعادات القديمة التي فقدت مكانها في حياتنا المعاصرة، مثل "جرن الكبة"، "نول الخياطة"، "حجر الرحا" وغيرها من رموز الماضي.
أما المخايل "شادي رشيد الحلاق" فقد ختم "مهرجان أيام الطفولة" بعرض لمسرح خيال الظل- "كركوز وعواظ"– وأوضح لموقع "eSyria" أن الهدف الأول من مشاركته هو حماية هذا التراث الذي يعد من "مميزات الحياة الشامية القديمة"، أما عن العرض الذي كان غاية في التفاعل بين العارض والطفل فقد أشار "الحلاق" بقوله: «إن جميع العروض المسرحية التي أقدمها، هي ارتجال يشاركني في سير خطتها الدرامية، الأطفال أنفسهم، وأحرص بأن أقدم للطفل رسائل هادفة تحمل في طياتها الحفاظ على البيئة والانخراط في المجتمع والعديد من المفاهيم الايجابية الأخرى».
كما يجب الإشارة إلى أن "مهرجان أيام الطفولة" كان فرصة للتعرف على المواهب الواعدة، ومنح الجمهور، سواء أكان هذا الجمهور أطفالاً أم كباراً، أم حتى خبيراً موسيقياً، فرصة للتعرف على نجوم الغد، فتعرف الجمهور على الطفل "يزن اللجمي" الذي ألف مقطوعة متكاملة نالت إعجاب الجمهور، وتعرف الجمهور كذلك على الطفل "موسى سمعان شموط" عازف كمان- الذي يعتبر أصغر عازفي "أوكسترا الأطفال" بعمر /11/ عاماً».
جدير بالذكر أن "مهرجان أيام الطفولة" الذي امتد من 10/7/2010 الى 15/7/2010، تم بأشراف "الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون"، قدمت من خلاله فرصة للشباب السوري لدعم تجربته ومعرفته بفنون الأداء الموسيقي والمسرحي، سواء أقدمت هذه العروض من الأطفال للأطفال، أم قدمها الكبار لهم.