تأسست أوركسترا الجاز السورية في عام 2005 من قبل مجموعة من الموسيقيين السوريين المعروفين بالتعاون مع موسيقيين عالميين من "سويسرا، الولايات المتحدة الأمريكية، هولندا، اليونان وألمانيا"، مشكلين بذلك أول أوركسترا جاز كاملة في العالم العربي.
موقع "eSyria" بتاريخ 1/8/2010 القتى بالموسيقي السوري "هانيبال سعد" المدير الفني للفرقة ليحدثنا عن مراحل التأسيس في الفرقة ودورها الموسيقي في سورية قائلاً: «بدأت أوركسترا الجاز السورية مسيرتها بتقديم أعمال كلاسيكية نموذجية من ريبرتوار الجاز العالمي ولم يمض وقت طويل حتى بدأت بإيجاد هويتها الخاصة كأوركسترا جاز سورية، عربية وشرقية، كما بدأت بتقديم مؤلفاتها الموسيقية المختلفة وبالتراث، إن نتيجة هذا الريبرتوار الموسيقي الفريد سرعان ما أصبحت العلامة الفارقة لأوركسترا الجاز السورية، حيث تحولت لتكون مؤسسة موسيقية لها قاعدة صلبة تسمح بتبني وتطويع الأنواع والأساليب الموسيقية المتعددة "موسيقى العالم، موسيقى غربية كلاسيكية ومعاصرة، موسيقى تراثية عربية وسورية، وغيرها" دون أن تمس أصولها، وكأوركسترا بقيت ملتزمة بتقديم موسيقى جاز كلاسيكية معاصرة ومجددة».
إن لأوركسترا الجاز السورية أرشيف موسيقي كبير، ذلك من خلال الحفلات العالمية والمحلية التي قدمتها الفرقة بالتعاون مع موسيقيين عالميين مهمين، فأعضاء الفرقة لهم خبرات موسيقية عميقة وكبيرة، وذلك يجعل من الفرقة بأن تتفوق في العروض التي تقدمها
احتضنت الأاوركسترا أسماء اصبحت لها شهرة واسعة في الساحة الفنية: «إن التأسيس الناجح لأوركسترا الجاز السورية جعل الاهتمام بموسيقى الجاز في سورية يتنامى أكثر بين الموسيقيين وبين الجمهور أيضاً، كما برهن على كون الأوركسترا حاضنة فنية للمواهب السورية في مجال موسيقى الجاز عبر خلق فرص عمل للموسيقيين السوريين وأيضاً فرصاً لتنمية وصقل مهاراتهم وأساليبهم الموسيقية، فقد تم إطلاق العديد من الموسيقيين والمغنين المشهورين في سورية مثل "لينا شماميان" وغيرها من خلال أوركسترا الجاز السورية».
عن المشاركات المختلفة لأوركسترا الجاز السورية يقول "سعد": «حققت أوركسترا الجاز السورية أعلى تقدير لها عندما شاركت في مهرجان "الجاز يحيا في سورية" من عام 2005 وحتى 2009، ومهرجانات سورية متعددة في كافة محافظات سورية، ومنها مشروع موسيقى على الطريق، ومشاركتها على مدى عامين متواليين مع الأوركسترا السورية الوطنية وكورال المعهد العالي للموسيقى في مشروعين طموحين وناجحين هما مهرجان "فرح سورية" في كل من "حلب، دمشق" عام 2007، وفي السابع عشر من نيسان "عيد الجلاء" في الحفل الضخم الذي نظمته احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية عام 2008، والمشاركة في حفل مع فرقة الجيش العربي السوري وكورال المدرسة السورية الوطنية في احتفال "عيد الجلاء" 17 نيسان 2010».
يتابع: كما كان للأوركسترا مشاركات ملحوظة في العديد من الفعاليات في سورية مثل الحفل الضخم في مدرج "بصرى" عام 2005، كان هذا وسط تغطية إعلامية واسعة مرئية، مسموعة ومكتوبة، بالإضافة إلى أنه كان لأوركسترا الجاز السورية مشاركات هامة خارج سورية منها: «في عام 2008 شاركت في مهرجان "مورنلاند" في "أوزنابروك- ألمانيا" والذي يعد واحداً من أهم المهرجانات العالمية المعنية بموسيقى الشرق الأوسط، كما قدمت حفلة في مدينة "أولدنبورغ" الألمانية، في عام 2009 شاركت أيضاً في مهرجان "مورغنلاند" في مشروع مشترك مع أوركسترا جاز راديو شمال أملانيا الشهيرة "NDR Big Band"».
عن تشكيلة الفرقة يقول "سعد": «تتمتع أوركستر الجاز السورية بتشكيل نموذجي عالمي تشترك فيه جميع فرق الجاز العالمية وهو "4ترومبون، 4ترومبيت، 4ساكسفون، توبا أو باريتون، درامز، غيتار، باص وبيانو"، إن هذا التشكيل المرن يجعل من الممكن بالنسبة للأوركسترا دعوة عازفين منفردين عالميين بالإضافة لآلات أخرى غير اعتيادية في أوركسترا جاز مثل "العود، القانون والناي"، إن تأسيسها المتين جعل من السهل لها الاستجابة لمتطلبات التعاون مع فرق الجاز العالمية الأخرى مثل التعاون بينها وبين أوركسترا NDR الألمانية، وأيضاً تأمين القاعدة اللازمة لموسيقي الجاز العالميين ليكونوا جزءاً منها ولتقديم أعمالهم بسهولة ضمن فترة تدريبات محدودة جداً».
موسيقى وأهداف وإنجازات، حيث إن لأوركسترا الجاز السورية قاعدتها الأساسية في مجال الجاز الكلاسيكي، بالإضافة لذلك تعتبر العلامة المميزة لأوركسترا هو سعيها لخلق ريبرتوار جاز غني ومتجدد يعتمد على الموسيقى السورية والشرقية وعلى تقديم أعمال تراثية شرقية محببة وفق رؤية جديدة، وساهم بنجاح الفرقة على المستويين المحلي والعالمي رؤية "هانيبال سعد" مؤسس الفرقة ومديرها الفني بالتنسيق مع قائدها وموزعها "ناريك عبجيان"، حيث يتم اختيار وتوزيع مقطوعات جديدة، وتجديد دائم لبرنامج الفرقة.
عن الإنجازات الموسيقية واستضافتها للموسيقيين يحدثنا الموسيقي "نارك عباجيان" قائد الفرقة: «قدمت أوركسترا الجاز السورية توزيعاً جديداً لموسيقى سورية وشرقية مثل "جفنه علم الغزل، أنا والعذاب وهواك، سلام وصبا بردي" لمحمد عبدالوهاب، توزيع أغنية "رح نبقى سوى" "زياد الرحباني وفيروز"، "سليمى" موشحات تراثية غنتها "ليندا بيطار، عمر السرميني، دياب السكري، ريبال الخضري، بيان رضا وأيهم أبو عمار"، موشحات سورية تأليف "عدنان أبو الشامات" مثل "هاتها يا صاح"، و"هل وفا بالعهد خل"، ومن تأليف "عمر البكض "بين قاسيون وربوة"، توزيع "كميل شمبير" نويت اسيبك"».
يتابع "نارك": «كما قدمت الفرقة توزيعاً جديداً لموسيقى سورية تراثية من تأليف "عبدالسلام سفر" "أيام شامية، على عيني"، "قالت الأرض" قصيدة للشاعر السوري "أدونيس" ألفها موسيقياً "هانيبال سعد، سانديب شاترجي" وقمت بتوزيعها، "بحر" قطعة موسيقية للعود ألفها خصيصاً للأوركسترا "كنان أدناوي"، وأيضاً "جاز سوناتا للقانون، العنوان الأصلي جاز سوناتا للدرامز الحديدي" ألفها "كالفن جونز".
أما عن موسيقى الجاز الحديثة في الفرقة يقول الموسيقي "خالد عمران":
«قدمت الفرقة تجارب بين موسيقى الجاز المعاصرة والموسيقى الشرقية مثل "سيرتو جاز لونغا" وزعها "فرانك كارلبرغ"، "سلطاني ياكا لونغا" وزعها "يوري نيكولاس"، و"بيس ريفليكس" من تأليف وتوزيع "آلن جونسون"».
يتابع "خالد": «كمؤلف لموسيقى الجاز الحديثة ألف "فرانك كارلبرغ" توزيعات موسيقية تدمج بين المقام الشرقي والجاز الحديث مثل "أسباراغوس، ذيس إز ذا غالوس"، ويعد الموسيقي الفنلندي الذي يقيم في أميركا من أشهر موزعي ومؤلفي موسيقا الجاز الحديثين، وكانت مشاركته مع أوركسترا الجاز السورية ذو تأثير عميق ساهم برفع مستواها الفني لتواكب الحركة الموسيقية العالمية المعاصرة والمجددة، كما قدمت الفرقة أيضاً العديد من التجارب ضمن أنواع مختلفة من الموسيقى مثل "أغاني عيد الميلاد"، موسيقى الروك "Smells Like TeenSpirit" لفرقة النيرفانا، "Its MY Life" لجون بون جوفي و"Desert Rose" لستينغ، موسيقى الراب "بس بدي غني" لخالد عمران، موسيقى "، إضافة إلى مشروع تعاون خاص مع الفنان التشكيلي "كيفورك مراد" فنان سوري يعيش في "نيويورك" يجمع بين الموسيقى الحية والفيديو آرت عبر تقنية عرض حديثة».
أصبح لأوركسترا الجاز السورية جمهور له امتداده العالمي، عن ذلك يقول الموسيقي "شربل أصفهان": «إن لأوركسترا الجاز السورية أرشيف موسيقي كبير، ذلك من خلال الحفلات العالمية والمحلية التي قدمتها الفرقة بالتعاون مع موسيقيين عالميين مهمين، فأعضاء الفرقة لهم خبرات موسيقية عميقة وكبيرة، وذلك يجعل من الفرقة بأن تتفوق في العروض التي تقدمها».
الجدير بالذكر أن أعضاء الأوركسترا هم "نارك عباجيان قائد الفرقة وعازف بيانو، راني إلياس، نزار عمران، ومجد شحيد وبشر عيسى ترومبيت، عماد منصور، صلاح عليوي، فلاديمير كازانوف، سامر جبر وإيهاب قطيش ترومبون، خالد قاسم، عروة صالح، نادر عيسى وعمر زنكوان ساكسفون، شربل أصفهان توبا، هانيبال سعد المدير الفني للفرقة وعازف الغيتار، خالد عمران باص، داني شكري درامز"، بالإشتراك في الغناء مع "زينة افتيموس، نور عرقسوسي، ريبال الخضري".