بعد ثماني سنوات من المشاركة الأولى لسورية في مسابقة "الأولمبياد المعلوماتي الدولي" يعود مشاركو هذه الدورة من مقاطعة "واترلو" الكندية حاملين معهم الميدالية البرونزنية التي فاز بها المتسابق السوري "كنان سرميني" البالغ من العمر 16 عاماً من بين 72 دولة مشاركة من كافة أرجاء العالم. توجت المسابقة 150 متسابقاً من أصل 300، حيث حصل 25 منهم على الميدالية الذهبية ، و 50 على الفضية ، و75 على البرونزية.

موقع "eSyria" بتاريخ 23/8/2010 كان في استقبال المتسابقين السوريين العائدين من "كندا" في مطار "دمشق الدولي".

إن وجود المنافسة بين دول عديدة ومختلفة من العالم تجعلك تدخل في حالة من التنافس الذاتي لتطوير قدراتك، كانت خطوة مهمة محفزة للمشاركات السنوية القادمة

الدكتور "جعفر الخيّر" نائب رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والمشرف على مسابقة "الأولمبياد المعلوماتي السوري" "SOI" تحدث لنا عن المشاركة السورية بالقول: «لدينا كوادر ممتازة في الأولمبياد، ومن هنا استطعنا أن نرشح الشبّان الأربعة "كنان سرميني، حيدر عبود، دريد عبد الله من "اللاذقية"، و"كنان قطيني" من "السويداء" للمشاركة في المسابقة، وكان نصيب سورية بأن تنال الميدالية البرونزية بذكاء وقدرة السوري "كنان سرميني".

كنان سرميني

ما حققه المتسابق "كنان" هو إنجاز كبير لسورية، وخصوصا أننا كنا في السنوات الماضية بعيدين جداً عن الميداليات، أما بحصولنا الآن على أول ميدالية لسورية في "الأولمبياد المعلوماتي الدولي" نكون قد زرعنا أول نبتة نحو حصد الكثير من الميداليات وتحفيز المشاركين على التطوير والإبداع».

حصل "سرميني" على 547 نقطة من أصل 800 نقطة في مسابقة "الأولمبياد المعلوماتي الدولي"، عن ذلك وعن أهمية الأولمبياد تقول الآنسة "ياسمين عقدة" مديرة الأولمبياد المعلوماتي السوري": «إن المسابقة بشكل عام تشجع المعلوماتية بالنسبة للأطفال دون 20 عاماً، وحصولنا على البرونزية محفز كبير جداً بأن نستطيع في السنوات القادمة الحصول على الميداليات الأخرى، حيث إن المسابقة لها دور كبير في التعرف على شباب من بلاد أخرى وتبادل المهارات والقدرات معهم».

كنان مع والديه

أما عن طبيعة المنافسة التي كانت في المسابقة ورأيها بالعلامات التي حصل عليها "سرميني"، فتقول: «حصل "سرميني" على 547 نقطة من 800 نقطة في مسابقة "الأولمبياد المعلوماتي الدولي" الذي نظم على مدار يومين، حيث تضمنت هذه المسابقة كل يوم أربع مسائل لكل واحدة منها 100 علامة بتدرج صعوبتها، وبالرغم من صغر سن "سرميني" ومشاركته الثانية في المسابقة الدولية والمنافسة الكبيرة بين المشاركين فقد حصل على البرونزية، وهي خطوة هامة للارتقاء إلى مراحل أخرى، بالإضافة إلى أنه سبق وحصل على الميدالية الذهبية في مسابقة "الأولمبياد المعلوماتي السوري" الذي تنظمه الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" لمدة عامين على التوالي من خلال تمثيله لفريق "اللاذقية" في محافظة "اللاذقية" عام 2009 وفي محافظة "حمص" عام 2010».

خلال لقائنا بالشاب "كنان سرميني" الفائز بالميدالية البرونزية قال: «إن المنافسة كانت شديدة جداً فالفارق بين الفائزين بالميداليات الأخرى كانت علامة واحدة، حيث كانت هناك صعوبات كثيرة على نوعية المسائل، لكن بحصولي على الميدالية أثبت مشاركتي في السنوات القادمة وهي نقطة انطلاق جديدة لتطوير قدراتي للوصول إلى الميدالية الذهبية».

فريق الأولمبياد مع المشرفين

المهندس "عمار نحاس" المنسق العلمي للأولمبياد المعلوماتي السوري ونائب رئيس الفريق السوري بالأولمبياد الدولي يقول: «إن الأولمبياد المعلوماتي يركّز من الناحية العلمية على حل المسائل الخوارزمية من الحياة الواقعية، وحصول "سرميني" على 547 نقطة من أصل 800 هو أمر في غاية الأهمية، حيث إن طبيعة المسائل التي قدمت للطلاب هذا العام صعبة جداً، كما إن عملية التصحيح تخضع للحاسوب الذي إما يضع علامة المئة أو الصفر، وإن أهمية المشاركة في الأولمبياد المعلوماتي الدولي هو تعزيز ورفع مستوى المعلوماتية في سورية، فنتمنى أن يصبح هناك ذهنية أفضل نحو الاهتمام بهذا المجال لتطوير القدرات والمهارات التي تتواجد عند الشباب السوري أمثال "كنان" الذي نال أقل تدريباً منّا وعمل على تطوير قدراته بذاته لينال الميدالية البرونزية».

"خالد ناصر قطيني" "السويداء" من المشاركين في المسابقة يقول: «بمشاركتنا في المسابقة الدولية "الأولمبياد المعلوماتي الدولي" استطعنا أن نحتك بالخبرات والقدرات الأجنبية الأخرى لنكتسب خبرات جديدة، حصلت في اليوم الأول على 210 من أصل 400 نقطة وفي اليوم الثاني لم استطع المشاركة بسبب حالتي الصحية السيئة، لكن رغم ذلك كان لهذه المسابقة الدور الكبير في تحفيزي على تطوير قدراتي».

"دريد عبدالله" "اللاذقية" من المتسابقين: «يشارك في "الأولمبياد المعلوماتي الدولي" أهم الدول التي تكون قادرة على عملية التنافس المعلوماتي في هذا المجال، ومشاركتنا في هذه الدورة لها أهمية في تحفيز قدراتنا ومهاراتنا للتطوير المعلوماتي السوري».

"حيدر عبود" "اللاذقية" يقول: «إن وجود المنافسة بين دول عديدة ومختلفة من العالم تجعلك تدخل في حالة من التنافس الذاتي لتطوير قدراتك، كانت خطوة مهمة محفزة للمشاركات السنوية القادمة».

الجدير بالذكر أن مسابقة "الأولمبياد المعلوماتي الدولي" نظمت للمرة الأولى في "بلغاريا" 1989، وخلال مسابقة 2010 شاركت 72 دولة حيث مثلت كل دولة بأربعة متسابقين، وشاركت سورية بفريق مؤلف من أربعة شبان.

كما حظيت المسابقة بمشاركة عدد من الدول العربية نذكر منها سورية - مصر - السعودية - الإمارات - الكويت – ليبيا.