لم تمنع درجات الحرارة المرتفعة الجمهور المحب للموسيقا من التوافد وبكثافة لافتة إلى بهو "حمام سلمية الأثري"، لتشهد انطلاقة "فرقة مسافات الموسيقية" وبرعاية من "جمعية العاديات" في "سلمية" حيث قدمت المكان لهذه الانطلاقة التي يأمل أصحابها من قائمين على هذا المشروع مواصلة العمل لخلق حالة موسيقية تتجاوز حدود المدينة التي انطلقت منها.
موقع eSyria حضر هذا الحفل والتقى أصحاب الشأن والبداية كانت مع الفنان "رامي الجندي" مؤسس ومدير هذه الفرقة، والذي أجاب تحدث عما ستقدمه "مسافات" للمشهد الثقافي الموسيقي مع التعداد الكبير لمثل هذه الفرق، فقال: «نبدأ من الاسم "مسافات" فهو يدل على وجود مسافة بين شيئين أو أكثر، وهذا ما قصدنا به أن نسمي به فرقتنا، فالهدف العام لنا هو تقديم موسيقا قادمة من كل الاتجاهات، ومن كل ألوان الطيف الموسيقي، فالمسافة التي تفصلنا مع شعب ما نستطيع أن نتواصل وإياه عبر موسيقاه التي تعتبر من إرثه الثقافي إن لم يكن من حضارته بشكل عام».
باعتقادي أن هذه الخطوة هامة يجب التعامل معها على أنها مشروع حيوي لجيل كامل
وأضاف: «دورنا نحن كفرقة موسيقية هو التواصل مع هذه الثقافات الموسيقية والعمل على تقديمها للذواقة الموسيقية برؤيا خاصة نرتئيها مناسبة».
من جهة أخرى يقول مدير "مسافات" هناك صعوبة تواجه كل صاحب مشروع، ولكن تذلل الصعاب من خلال الرغبة في العمل، ويتابع: «الانطلاقة وكما تبدو للجميع سهلة وليس فيها من صعوبة، ربما هذا الشيء صحيح، نحن لا نطمع بنجاح الانطلاقة بل باستمراريتها، وفريقنا واعٍ ومتحمس لفكرة هذا المشروع الموسيقي، وكل منا مدرك لحقيقة التناغم الحقيقي بالمعنى المهني للكلمة».
بدوره أفادنا الموسيقي "وسيم مقداد" أحد المشاركين في هذه الفرقة أن لـ"مسافات" رؤيا مختلفة عن مثيلاتها ولا يمكن ربطها مع فرقة أخرى من حيث التوجه، وأضاف: «عندما طلب مني أن أكون من المؤسسين لهذه الفرقة لم أتوان أبداً، بالعكس كنت مشجعاً لها، وتقاسمنا العمل أنا وصديقي "رامي الجندي" بحيث تقع على عاتقي مسؤولية التدوين الموسيقي "النوتة" للمقطوعات، ويديرها الصديق "رامي"».
وتابع قائلاً: «لا شك أن كثرة الفرق الموسيقية تدعو إلى التساؤل، ولكن هذا التساؤل يجب أن يقودنا إلى التفاؤل، ما يعني كذلك وجود حراك موسيقي جيد وبالتالي سيثمر هذا الكم نوعاً جيداً جمهورنا بحاجة إليه».
الأستاذ "رومل القطريب" رئيس جمعية العاديات في "سلمية"، بارك لهذه الفرقة انطلاقتها الأولى بمساعدة ودعم "العاديات" وأضاف: «من ينظر إلى هذا الجمهور الكبير يدرك تماماً كم نحن بحاجة لمثل هذه الفرق الموسيقية، خاصة وأن عناصرها من أبناء هذه المدينة الذاخرة بالمواهب، من هنا بادرنا إلى الوقوف مع هذه الفرقة في يومها الأول، والتي قدمناه بمناسبة مرور عام على رحيل الشاعر العربي الكبير وابن هذه المدينة "علي الجندي" فكانت المناسبة حزينة برحيل شاعر كبير، ومفرحة بوجود مبدعين شباب بيننا».
وأكد الأستاذ "رومل" على نوعية الجمهور الذي في معظمه من الجيل الشاب، وتابع قائلاً: «باعتقادي أن هذه الخطوة هامة يجب التعامل معها على أنها مشروع حيوي لجيل كامل».
السيد "مصطفى رستم" احد الحضور استمتع بأداء الفرقة على حد قوله، وأضاف: كثيراً ما نتمنى مثل هذه الأمسيات أن تتوفر وبكثرة في "سلمية" وبرأيي فإني أرى أن هذه الفرقة قدمت نماذج جديدة لم نسمع بها من قبل، أتمنى لهم التوفيق وأن يحافظوا على "مسافات" وأن لا يكون مصيرها التوقف كغيرها من الفرق التي توسمنا فيها خيراً.
يبقى أن نذكر أسماء الموسيقيين في هذه الفرقة وهم: "رامي الجندي" على الإيقاع- "وسيم مقداد" عازف على "العود"- "كرم عيزوق" على البيانو- "أغيد الصغير" على الكمان- "علي أحمد" على "الدرامز"- "فجر العبد الله" على "غيتار باص".
وكانت فرقة "مسافات" قد قدمت مقطوعات متنوعة وبمشاركة من المغنية "شمس إسماعيل" وجاء برنامج الحفل على الشكل التالي:
ــ مقطوعتان "توالي" و"رقصة كورد" لـ "رامي الجندي" وتوزيع "وسيم مقداد".
ــ مقطوعتان "بدون عنوان" و"أحلى هدية" لـ"شربل روحانا".
ــ مقطوعة "فرس بلغاري" لـ"كوران بروكوفيتش".
ــ مقطوعة "Take 5" لـ"بول ديسموند".
ــ مقطوعة "من وحي سيد درويش" إعداد "رامي الجندي".
ــ وثلاث أغنيات غنتها "شمس إسماعيل" هي: "الله معك يا هوانا"- "نقيلي أحلى زهرة"- "بقطفلك بس".
وتنطلق فرقة "مسافات" لتصل بين ما انقطع من تواصل بين أبناء البشرية عبر مئات الآلاف من السنين، والسؤال لماذا "مسافات" وما الطرق التي تصل بين ثقافات متعددة؟، فاليوم نشهد ولادة فرقة موسيقية تبحث لنفسها عن موقع على الخارطة الموسيقية في سورية والعالم العربي.