تمتد قرية "مسحرة" عند السفوح الشرقي لتل "مسحرة" وإلى الغرب من "تل المال" وشمال تل "الحارة" وعلى بعد حوالي /18/ كم شرق مدينة "القنيطرة" على حدود محافظة "درعا"، وتتميز بأنها عقدة مواصلات بين محافظتي "درعا" و"القنيطرة".
وعن سبب التسمية بهذا الاسم التقى موقع eQunaytra السيد "محمد حمدي ذياب" مختار القرية والذي حدثنا بالقول: «كان يقال قديماً عن قرية "مسحرة" أنها أرض محراق ومغراق حيث أنه إذا قلت نسبة الأمطار يبست المزروعات وإذا ازدادت نسبة الأمطار أغرقت المزروعات، وبنيت أول منازلها في عام 1920م وكان عدد السكان في وقتها حوالي /50/ نسمة وكانت بيوتها من البيتون المغموس بالحجارة السوداء ومن ثم تطورت وأصبحت من البيتون المسلح الحديث».
يوجد في القرية مستوصف صحي، جمعية فلاحية، مركز ثقافي، مركز هاتف آلي، فرقة حزبية، ويقام سوق شعبي في قرية "مسحرة" كل يوم اثنين لتأمين كافة متطلبات المواطنين
أما عن الواقع الجغرافي لقرية "مسحرة" وما تشتهر به من زراعات يقول المختار: «يحد القرية من الجنوب قرية "نبع الصخر" ومن الشرق قرية "الطيحة" وقرية "المال" التابعتان لمحافظة "درعا" ومن الشمال قرية "أيوبا" وقرية "جبا" ومن الغرب قرية "أم باطنة" وقرية "ممتنة" وجانب من قرية "جبا" حيث ترتفع عن سطح البحر /810/ م ويتصف مناخ القرية بأنه معتدل صيفاً وبارد جداً شتاءً وأحياناً تتساقط الثلوج بنسبة سماكة /1-2/ م أما الزراعات فتتركز فيها بشكل أساسي زراعة الزيتون بشكل واسع جداً بالإضافة إلى زراعة اللوزيات والتين والحبوب مثل القمح والشعير والحبة السوداء والكرسنة والحمص، إضافة إلى تربية الأبقار بكثرة والأغنام ضمن نطاق ضيق وتتميز القرية بكثرة الدواجن حيث يصل عدد الدواجن في القرية حوالي /100/ مدجنة».
وللتعرف على الواقع الخدمي في قرية "مسحرة" التقينا السيد "أحمد الخطيب" رئيس بلدية قرية "مسحرة" فقال: «يبلغ عدد سكان قرية "مسحرة" /3200/ نسمة، وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي /300/ هكتار وتتميز أرضها بأنها منبسطة تكثر فيها الحجارة الصخرية ذات تربة بركانية، القرية مخدمة بنسبة 90% من الصرف الصحي والإنارة بنسبة 100% وهي بحالة جيدة، الطرق مخدمة بنسبة 90% وقد تم تعبيد وتزفيت عدة طرق في القرية هذا العام بطول /2100/ م وعرض /6/ م وسيتم لاحقاً تنفيذ طرق بطول /1800/ م وعرض /6/ م ضمن المخطط التنظيمي للقرية، شبكة الهاتف مخدمة بنسبة 100% أما شبكة المياه فقد تم استبدال الشبكة القديم هذا العام وتركيب شبكة حديثة وجيدة وتمديد المياه إلى كل منزل في القرية».
أما عن واقع التعليم في القرية يقول "الخطيب": «التعليم في القرية جيد ونسبة المتعلمين والمثقفين عالية جداً حيث يوجد في القرية ثانوية عامة ومدرسة إعدادية حلقة ثانية ومدرسة ابتدائية حلقة أولى عدد /2/ وروضة أطفال خاصة، وحالياً تقوم وزارة التربية ببناء ثانوية عامة جديدة في القرية وهي قيد الانجاز».
وعن المنشآت العامة الموجودة في القرية يضيف رئيس البلدية: «يوجد في القرية مستوصف صحي، جمعية فلاحية، مركز ثقافي، مركز هاتف آلي، فرقة حزبية، ويقام سوق شعبي في قرية "مسحرة" كل يوم اثنين لتأمين كافة متطلبات المواطنين».
أما عن الآثار الموجودة في قرية "مسحرة" تقول السيدة "هناء قويدر" معاونة مدير الآثار "بالقنيطرة": «تقوم قرية "مسحرة" على أنقاض قرية أثرية قديمة تعود للعصر الإسلامي في مرحلتين الأيوبية والمملوكية وذلك من خلال الكسر الفخارية وبقايا أساسات الجدران التي تم الكشف عنها أثناء حفريات شبكة الصرف الصحي في القرية عام 2000م ومن المعتقد أنها أقدم من ذلك بكثير من خلال ما تم العثور عليه من لقى أثرية تؤرخ للعصر الروماني والبيزنطي، ووجود مقابر تل كروم "مسحرة" الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية ومن أهم المكتشفات الأثرية في هذه المقابر جرن صغير وأدوات جراحة وبكلة ذهبية يعتقد أنه عثر عليها في قبر من العصر البيزنطي، إضافة لكؤوس زجاجية جميلة تم اكتشافها في هذه القبور وفي عام 2004م تم الكشف عن قبر يحتوي على هيكلين عظميين هشين وغير واضحي المعالم ومن خلال المرفقات الجنائزية التي وجدت إلى جانبيهما تبين أنهما هيكلان لرجل وامرأة في قبر واحد وهذه اللقى هي أساور برونزية وفأس حديدي وقارورتان زجاجيتان وجميع اللقى حفظت في متحف آثار "القنيطرة"».
وتابعت "قويدر" حديثها في نفس السياق بالقول: «وذكر أهالي القرية أن الصهاينة دخلوا المنطقة واقتلعوا من مبانيها العديد من الحجارة الأثرية المنحوتة وسرقوها ومن المنحوتات الرائعة والتي عثر عليها في "مسحرة" حسناء "الجولان" وربة النصر نايكة /Nike/ وهي ملاك الرب المجنح صنعت من حجر بازلتي حيث كانت توضع في المحارب أو في أعلى الأبواب في العصرين اليوناني والروماني وهي على هيئة فتاة مجنحة ذات محاسن خاصة، إضافة لنسر تلتف على قدميه أفعى، يعود للعصر النبطي محطم الأجزاء العلوية والسفلية منه مما يدل على أن هذه القرية كانت حاضرة منذ العصر النبطي وحتى العصر الإسلامي وهو محفوظ في متحف آثار "القنيطرة"».
والجدير بالذكر بأن بلدية "مسحرة" تأسست بتاريخ 22/1/2001م وتتبع لها قرية "أيوبا" التي يبلغ عدد سكانها /725/ نسمة وتبلغ مساحة المخطط التنظيمي /77/ هكتاراً، بالإضافة إلى تجمع "السلوقية" ويبلغ عدد سكانها /200/ نسمة و"منشية الخوالد" ويبلغ عدد سكانها /200/ نسمة.
كلمة "مسحرة" على الأغلب مشتقة من السحر، وأرض مسحورة أصابها من المطر أكثر مما ينبغي فأفسدها، وسَحَرَ المطر الطين والتراب سحراً أفسدها فلم يصلح للعمل.
ابن منظور – لسان العرب ج4 – ص 350.