فشل في الثانوية العامة أربع مرات، من اجل مادة اللغة العربية، وطلب استثناءً ليدخل الجامعة- قسم اللغة العربية، وبدأ موظفاً بسيطاً في الجمارك، وعانى ما عاناه لتعديل تحصيله العلمي قبل أن ينال الماجستير في اللغة العربية، ويقيم مع اللغة علاقة متجاهلاً عمله، متأثراً بطبيعة منطقته السياحية "الزبداني"، التي منها بدأت حكاية اللغوي "أحمد الخوص" مع الحياة والزمن ليقدم حوالي ثلاثين كتاباً في النحو والصرف والإعراب للكبار والصغار، ودراسات عن أدباء وشعراء.
في حديث لموقع eSyria يقول: «في عشرة الأيام الأولى من شهر آذار عام 1941 كانت ولادتي في "الزبداني"، حيث درست بها المرحلة الإلزامية، وعملت مع والدي بمهن مختلفة أهمها كان بيع الأحذية، ضمن سلة متنقلة في منطقة الشيخ "محي الدين"، كي أتمم التحصيل العلمي، لكن الثانوية كانت مرحلة صعبة التجاوز فقد وقفت أمامها أربع سنوات من الفشل وأنا أعيدها من أجل مادة اللغة العربية، حتى جاء الأستاذ "مدحت عكاش" في السنة الرابعة ودرّسني اللغة العربية، وأحببني بها كثيراً إلى درجة أنني كنت أقرأ دروسه وأنا في الطريق، والفضل يعود له حتى تجاوزت هذه المرحلة الثانوية، ولم تكن علاماتي تؤهلني للدخول إلى كلية الآداب، لأن مجموع علاماتي 131 والمطلوب 150 علامة».
يعد كتابه قصة الإعراب بأجزائه بادرة خيرة لعمل خير، بذل فيه جهداً نستطيع أن نقول فيه: "إنه لبنة متواضعة يسهم بها في خدمة أمته"، ولا أغالي إذا قلت: "إن هذا الكتاب نوع جديد في أسلوب جديد لتعليم لغتنا لشبابنا وناشئتنا، وإنه محاولة جادة لطرح مشاكل اللغة بأسلوب مبسط قريب من أذهان الناس، وهو يسهم بالقضاء على فكرة التعقيد التي حملها الكثيرون في رؤوسهم في تدريس لغتنا وأصولها، لا يمكن القول إنه بلغ بمؤلفه درجة الكمال، ولكنه خطوة جريئة، يخطوها مؤلف نذر نفسه بعصاميته ليكون جندياً من جنود هذه الأمة وخادماً وفياً للغتها وأدبها
وتابع الأستاذ "الخوص" بالقول: «عندما وجدت نفسي مصطدما مع واقع العلامات قابلت رئيس الوزراء لمنحي استثناءً لأدخل الجامعة، وبالفعل وجه حاشية مضمونها بأنه لا يرى مانعاً من قبولي، وهكذا دخلت جامعة "دمشق" قسم اللغة العربية، وخضت تجربة جديدة من الحياة صعبة، بين العمل في الوظيفة صباحاً، وعمل آخر بالمهن الحرة مساءً، ما جعلني أقضي ثمانية أعوام بدل الأربع في كلية الآداب حتى عام 1977، لكن رغبتي في اللغة لم تتوقف بل كنت متابعاً لقراءة المراجع اللغوية وفقه اللغة.
ذات مرة وأثناء دراستي مع الأستاذ "عاصم بيطار" رحمه الله تناقشنا حول تسمية اللام المزحلقة إذ كان رأيه أنها سميت بذلك لأنها تجمع توكيدان في جملة واحدة، فقلت له: "والله لننجحن" فقلت له لقد اجتمع القّسم واللام ونون التوكيد وهذه مؤكدات في جملة واحدة، وبالتالي سميت المزحلقة لأنها لام الابتداء للتوكيد، وانتقلت إلى الخبر حيث لا تدخل هذه اللام إلا على الاسم المرفوع أو ما في حكمه، فقال أستاذ "عاصم" حينها: "إن الله يضع سره في أضعف خلقه"».
ربما كانت ظروف الحياة وظلمها سبباً في تحديد الهدف المستقبلي الذي ينبع من الإبداع بنظرة بين الدلالة التركيبية للغة وبين استخدامها في الأوساط الثقافية فكان أن بدأ مشروعه في قصة الإعراب فهو يقول: «وبعد معاناة طويلة بين الوقت والعمل لأحصل على شهادة الماجستير، جاء مشروعي الأدبي نتيجة لقدم أساليب تعليم الأدب ولاسيما النحو حيث الخلاف بين المصريين والكوفيين يأخذ حيزاً كبيراً في الدراسة الجامعية دون أن نعلم الأسس والأساسيات والأدلة اللغوية، وقد قرأت كتاب "قصة الإيمان" بين الفلسفة والقرآن والذي يقدم فيه حواراً بين الشيخ "الموزون والحيران ابن الأضعف"، إذ تدور الفكرة حول الوجود، والنظريات التي تؤيد وتخالف، بعد قراءتي للكتاب بدأت بكتابة سلسلة كتب قصة الإعراب، القائم على الحوار، وبالتعاون مع الأخ الأستاذ "غازي بندقجي" بدأت بصدور سلسة كتبي التي اسميتها "قصة الإعراب" والتي تقع في ثمانية عشر مؤلفاً، وبعد وفاة الأستاذ "بندقجي" رحمه الله، بدأت زوجتي "هناء برهان" في مساعدتي لإتمام سلسلة كتبي البالغة حوالي ثلاثين كتاباً».
ربما كان فرح المعلم بطالبه يحمل تعابيراً خاصة، ولهذا حينما أبدى رأياً في عمله الأدبي أضاف لتعبه وجهده قيمة، الأستاذ "مدحت عكاش" رغم وضعه الصحي لم يبخل بإبداء رأيه بمؤلفات تلميذه "أحمد الخوص" وبجهد أوضح قائلاً: «يعد كتابه قصة الإعراب بأجزائه بادرة خيرة لعمل خير، بذل فيه جهداً نستطيع أن نقول فيه: "إنه لبنة متواضعة يسهم بها في خدمة أمته"، ولا أغالي إذا قلت: "إن هذا الكتاب نوع جديد في أسلوب جديد لتعليم لغتنا لشبابنا وناشئتنا، وإنه محاولة جادة لطرح مشاكل اللغة بأسلوب مبسط قريب من أذهان الناس، وهو يسهم بالقضاء على فكرة التعقيد التي حملها الكثيرون في رؤوسهم في تدريس لغتنا وأصولها، لا يمكن القول إنه بلغ بمؤلفه درجة الكمال، ولكنه خطوة جريئة، يخطوها مؤلف نذر نفسه بعصاميته ليكون جندياً من جنود هذه الأمة وخادماً وفياً للغتها وأدبها».
لمحة توثيقية:
قدم العديد من المقالات النقدية في اللغة وأعلامها في البلاغة والنحو، وأغنى المكتبة العربية بمؤلفاته التي هي: "قصة الإعراب للكبار في ستة أجزاء، وقصة الإعراب للأطفال في اثني عشر جزءاً، ومجموعة من كتب في قصة الإنشاء، والإملاء، والبلاغة، وقصة الإنشاء، والإملاء للأطفال، وقصة العروض، وكتاب بعنوان من الجاني؟، وكتاب عن عروبة الشاعر "نزار قباني"، وله كتاب جامع الدروس العربية كتاب "الغلايني" نحوي العصر، وآخر ما صدر له كتاب بعنوان "مدحت عكاش رائد جيل وأمل أمة".