بفضل موقعها على خط الحديد الحجازي الذي جعلها من أكبر الأسواق التجارية التي كانت معروفة في الفترة العثمانية والفرنسية نظراً لتجمع محاصيل حبوب وقمح "حوران" فيها، استطاعت بلدة "خربة غزالة" أن تنال شهرة واسعة وأن تكون من أهم المدن في محافظة "درعا".
تقع بلدة "خربة غزالة" في سهل خصب في الشمال الشرقي من محافظة "درعا" وتبعد عن "دمشق" حوالي 80 كم جنوباً، وهي مركز ناحية يحدها من الشمال قرية "نامر" ومن الغرب "داعل" و"عتمان" ومن الجنوب "الغاريه الغربية والشرقية" و"النعيمة" ومن الشرق "الكرك".
البلدة مسكونة منذ قديم الزمان ولكن مرت عليها فترات كانت فيها مهجورة لأسباب يعود بعضها لتفشي الأمراض أو الظواهر الطبيعية، تتميز "خربة غزالة" بانخفاض عدد سكانها مقارنة بالمناطق المجاورة وذلك لاتجاه السكان إلى تحديد النسل ومنذ القديم، تنخفض فيها نسبة الهجرة ويعمل غالبية أهلها بالزراعة، وهناك قسم كبير يعمل في الوظائف الحكومية
موقع eDaraa زار "خربة غزالة" والتقى الأستاذ والباحث "محمد عقلة الحاج علي" الذي تحدث عن سبب تسمية البلدة فقال: «هناك روايتان إحداهما للعوام والتي ترى أن هذه المنطقة كانت مأوى للغزلان من الحيوانات الكاسرة ولكونها منطقة خالية من الأبنية سميت "خربة غزالة"، أما الرواية التاريخية فتقول إن هذه المنطقة كانت مملكة رومانية حكمت من قبل ملك اسمه "رياح" وكانت المملكة مزدهرة على عهد هذا الملك، وعندما توفي تولت ابنته "غزالة" الحكم من بعده التي لم يكن له غيرها، ولمعرفة الناس بضعفها فقد تنبأ الناس بخراب مملكتهم فقالوا "خربة غزالة" وهو الاسم الذي درج على المنطقة وصارت تعرف به».
وعن تاريخ المنطقة يقول: «تعاقبت على المنطقة مختلف الحضارات بدءاً من الحضارة الرومانية التي ما تزال آثارها حاضرة إلى الآن متمثلة بقناة فرعون التي تمر غرب البلدة، وأيضا بركة "الرياحية" المنسوبة إلى الملك "رياح" الذي أمر بحفرها وكانت تجر المياه إليها من جبل العرب، وكذلك ازدهرت المنطقة في العهد الإسلامي، وفي الفترة العثمانية اكتسبت أهمية كبيرة حيث أصبحت سوقاً تجمع فيه الحبوب من جميع أرجاء "حوران"، وكانت محطة مهمة على طريق خط الحديد الحجازي وما تزال محطة القطار موجودة فيها تدل على ذلك، ولكن المحطة الأهم في تاريخ "خربة غزالة" هي المعركة التي قامت ضد الاحتلال الفرنسي والتي ما تزال حاضرة في ذاكرة الناس».
يبلغ عدد سكان البلدة ما يقارب /21000/ نسمة بحسب ما أفادنا به "الحاج علي"، ويضيف: «البلدة مسكونة منذ قديم الزمان ولكن مرت عليها فترات كانت فيها مهجورة لأسباب يعود بعضها لتفشي الأمراض أو الظواهر الطبيعية، تتميز "خربة غزالة" بانخفاض عدد سكانها مقارنة بالمناطق المجاورة وذلك لاتجاه السكان إلى تحديد النسل ومنذ القديم، تنخفض فيها نسبة الهجرة ويعمل غالبية أهلها بالزراعة، وهناك قسم كبير يعمل في الوظائف الحكومية».
كما كان لنا لقاء مع الأستاذ "أديب المصري" رئيس مجلس البلدة الذي حدثنا عن أهم الخدمات التوفرة في البلدة بقوله: «قام مجلس البلدة بتنفيذ مجموعة من المشاريع الخدمية التي تخدم المواطنين ومنها شبكة الصرف الصحي التي يبلغ طولها /60/ كم، وتبلغ نسبة تخديمها /90%/، وهناك شبكة الطرق المنفذة والتي تبلغ /70/ كم، يوجد في البلدة ثلاث حدائق تبلغ مساحتها ستة دونمات، وهناك عدد من المدارس الابتدائية والإعدادية وثانوية مختلطة، ويتم العمل الآن على بناء مدرستين الأولى في "خربة غزالة" والثانية وهي ثانوية في بلدة الكتيبة التابعة إدارياً "للخربة"، تضم البلدة أيضاً مجموعة من الفعاليات الخدمية منها مستوصف مدرسي ومركز لطب الأسرة ومركز زراعي ومركز اتصالات وبريد وورشة كهرباء ووحدة مياه وفرن آلي ونادٍ رياضي، ويتم الآن العمل على تنفيذ مجموعة من المشاريع منها بناء سجل مدني وبناء منطقة صناعية ومركز ثقافي، ومحكمة صلح، ومقر لنادٍ رياضي متعدد الأغراض والألعاب».
وفي حديثه عن الواقع العمراني للبلدة يقول الأستاذ "أديب المصري": «تبلغ مساحة بلدة "خربة غزالة" /6658/ هكتاراً، يقع داخل المخطط التنظيمي /360/ هكتاراً، وهناك توسعة بحيث سيصبح /640/ هكتاراً، والبلدة موزعة حسب المخطط التنظيمي إلى مناطق تخضع كل منها إلى ضابطة معينة، فمثلاً بالنسبة للبلدة القديمة والتي تضم البيوت القديمة المؤلفة من الحجر البازلتي الأسود والتي تقع في وسط البلد تكون النسبة المئوية المسموح بها هي /70%/ وعدد الطوابق المسموح به طابقان، أما في مناطق السكن الحديث فإن نسبة البناء المسموح بها هي /40%/ وعدد الطوابق ثلاثة مؤلفة من البلوك والبيتون المسلح، وعلى أطراف البلدة يوجد منطقة سكن زراعي منظم، تبلغ نسبة البناء فيها /15%/ وعدد الطوابق المسموح هو طابقان».
أما الوضع الزراعي للبلدة فيتحدث عنه المهندس "أحمد الحاج علي" نائب رئيس شعبة الزراعة في البلدة فيقول: «تقع "خربة غزالة" في منطقة الاستقرار الثانية حيث يبلغ معدل الهطول المطري 275 مل/سنة، تطبق البلدة طرق الري الحديثة في الأراضي المروية بنسبة 100%، يعمل في الزراعة حوالي 800 أسرة تعتمد في زراعة محاصيلها على مياه الأمطار، تنتشر في القرية زراعة الحبوب مثل القمح والشعير والحمص وأيضاً زراعة الخضراوات، وتنتشر زراعتها على الآبار المحفورة والتي يبلغ عددها حوالي /123 بئراً/، وبالنسبة للأشجار المثمرة يزرع في البلدة الزيتون والعنب والليمون الحامض والبرتقال والحمضيات الأخرى وهناك اللوزيات والرمان، أما فيما يتعلق بالشق الحيواني فهناك الأبقار والأغنام والماعز الجبلي والشامي والخيول وعدد قليل من الجمال».