"خربشات" كتاب نثري يضم 54 خاطرة يشكل خلاصة مرحلة عاش فيها الطبيب السوري "أحمد ممدوح يوسف" بعض التفاصيل الحياتية والوجدانية خلال رحلاته المتنوعة، حيث يجمع في هذا الكتاب بين أبياته الشعرية ولوحة للتشكيلي "خالد الخاني" ومقطوعات موسيقية لعازف الغيتار "غيث جمّال".
موقع "eSyria" بتاريخ 7/12/2010 التقى بالتشكيلي "خالد الخاني" ليخبرنا عن العمل المشترك الذي قدمه مع الدكتور "أحمد" والموسيقي "غيث جمّال": «أتت الفكرة من خلال التقائنا أنا والدكتور "أحمد" خلال حضورنا لإحدى المعارض في "باريس"، وخلال تطور علاقتنا اكتشفنا أن هناك خربشات معينة في كتاباته تلتقي بأفكاري التي أعرضها على لوحاتي، ومن هنا قمت بتشجيعه لأن نقدم عملاً مشتركاً، فهو قدم الكتابات الشعرية التي تخص عالمه، وأنا من خلال قراءتي لكتاباته وتعلقي بجمله وعناوينه اشتغلت على لوحة تشكيلية تعبر عن الطاقة الكامنة للمفهومك اللغوي بالمفهوم البصري، فاشتغلت على الأكريليك الذي احتوى على تقاطعات كبيرة مع الكتابة الشعرية، فالإبداع حالة مشتركة والفن يجمع بين حالات عدة، وهنا نرى الموسيقا والشعر والتشكيل ثلاث عناصر اجتمعت لتشكل لوحة إبداعية واحدة تعبّر عن خربشات معينة في داخلنا».
"خربشات" الدكتور "أحمد" هي كالطيور كثيرة الترحال بين البلدان، فمعظم القصائد لها علاقة بالمكان وتجاربه المتجولة بين البلدان الأوربية، فخربشات مجموعة قصائد تتجول معه لتنقل لنا تلك الرحلات المليئة بالحب والسعادة، وهي لغة بسيطة تحمل في داخلها عمقاً إبداعياً له أهميته
أما عن كتاب "خربشات" وكتابات "أحمد" الشعرية فيقول "الخاني": «"خربشات" الدكتور "أحمد" هي كالطيور كثيرة الترحال بين البلدان، فمعظم القصائد لها علاقة بالمكان وتجاربه المتجولة بين البلدان الأوربية، فخربشات مجموعة قصائد تتجول معه لتنقل لنا تلك الرحلات المليئة بالحب والسعادة، وهي لغة بسيطة تحمل في داخلها عمقاً إبداعياً له أهميته».
الموسيقي "غيث جمّال" الذي قدم موسيقا الكتاب بعدة مقطوعات موسيقية على "الغيتار" يقول: «خلال دردشتي أنا والدكتور "أحمد" قررنا أن ننتج عملاً مشتركاً بيننا، يتضمن هذا العمل الكتابات الشعرية ولوحة تشكيلية، ومقطوعات موسيقية على "الغيتار" مشغولة بطريقة قريبة من تلك الكتابات التي تدور في فلك إبداعي خاص، فـ"أحمد" وكتابه "خربشات" قريبين مني ويجمعنا تقاطعات كثيرة مشتركة، وهذا ساعدني كثيراً في أن أؤلف مقطوعات موسيقية قريبة من تلك الكتابات التي تخربش على الورق».
وخلال لقائنا بالدكتور "أحمد ممدوح يوسف" كاتب "خربشات" حدثنا عن علاقته بالشعر قائلاً: «رغم عملي بطب الأسنان إلا أن الشعر هو جزء من حياتي المتنقلة بين البلدان العديدة، الغربة و"غرناطة" أعطتني الكثير لأكتب عن حبيبتي وفتاتي "دمشق"، ولعل اختياري بأن يكون لي شركاء في عملي من خلال لوحة تشكيلية للتشكيلي "خالد الخاني" ومقطوعات موسيقية للموسيقي "غيث جمّال" هي خطوة لتعزيز حالة الإبداع الفني».
هل هي الصدفية التي رسمت خربشات عدة على أوراق ذلك الكتاب؟...
عنها يقول الدكتور "أحمد" شارحاً اتصال الكتاب بعلاقته مع الفنانين، قائلاً: «صدفٌ متعددة جمعتني بالمتألق "غيث جمّال"، كان أجملها صدفةٌ جمعتنا بين أحضان المدينة الأروع "غرناطة" 2008 قضينا خلالها أمسيات رائعة بين تذوق الموسيقا وكهوف "الفلامينكو" في "الساكرومونته"، ومنه تشربت إبداعاً فريداً على الآلة الأحب إلى قلبي "القيثارة"، لـ"غيث" الفضل في تحويل أفكاري الموسيقية الركيكة إلى مقطوعات ذات معنى، بين "دمشق" و"غرناطة" أصبح "غيث" من الأصدقاء الأقرب إلى قلبي بروحه عالية الإحساس، ومنه فكرنا بإنتاج هذا العمل المشترك».
أما عن علاقته بالتشكيلي "خالد الخاني" فيقول: «عام 2007 كان مميزاً، و"باريس" كانت مميزة، وتحديداً متحف "بومبيدو" للفنون كان مميزاً جداً، ففيه التقيت بعبقري الريشة ومبدع اللون "خالد الخاني" لأول مرة، من بين أصدقاء فرنسيين مشتركين وبين طيّات مزائج ألوان عجبة الجمال نشأت صداقتنا، له الفضل في تغيير نظرتي تجاه ما أراه حولي من فنون بحسه الإبداعي العالي، وهوسه الدائم في رؤية وملاحظة الجمال في كل شيء حوله، لطالما اعتبرته دليلي الروحي الفني، بين "باريس" و"دمشق" سريعاً أصبح من أقرب الأصدقاء إلى قلبي بشخصيته المتألقة، ومن ذلك بدأ هذا العمل المشترك يبدأ بالظهور إلى إنجاز هذا الكتاب».
من الجدير بالذكر أن التشكيلي "خالد الخاني" عرض إبداعه في العديد من أهم الصالات العالمية للفنون في "فرنسا، إيطاليا، هولندا، تونس، الخليج العربي، لبنان، والأردن".
كما أن "غيث جمّال" عزف في "كونشيرتو الأندلس" مع الفرقة الفيلهارمونية السورية مع العازفين "أيمن جرجور، عمر جمول ورامي حمزة" بقيادة "ناهل الحلبي"، وقدم حفلات "سولو" في سورية، كما شاركة في عدة ورش عمل موسيقية في سورية وخارجها، وهو حالياً طالب في المعهد العالي للموسيقا السنة الرابعة اختصاص "غيتار" بإشراف الأستاذ "طارق صالحية".
وقد تم إطلاق الكتاب في حفل خاص بالمركز الثقافي بكفرسوسة من خلال أمسية فنية شعرية وموسيقية.