المناهج الدراسيّة هي من أهم الركائز الأساسيّة لنجاح تربية الطفل، وبما أنّ مسرح المناهج رابط للمتعلم بين التعليم والأنشطة، فهل يمكن أن يكون جزءاً من الأنشطة الصفية التي ستقوم بها المدرسة في تنمية المواهب والمهارات عند التلاميذ.
موقع eHasakeh التقى مدير مدرسة "حوران غربي" السيد "أحمد الهليل" حيث قال: «تعتبر عملية قيّمة، وستكون ذات فائدة كبيرة على الصعيدين اللغوي والتربوي للتلميذ، ولكن يجب دراسة الموضوع من كافة الجوانب، وأهم خطوة التأني في قطع المراحل بحيث لا تأتي المادة بشكل فجائي، إلا بعد تهيئة المدارس وتقديم الوسائل المهمة».
تعتبر عملية قيّمة، وستكون ذات فائدة كبيرة على الصعيدين اللغوي والتربوي للتلميذ، ولكن يجب دراسة الموضوع من كافة الجوانب، وأهم خطوة التأني في قطع المراحل بحيث لا تأتي المادة بشكل فجائي، إلا بعد تهيئة المدارس وتقديم الوسائل المهمة
أمّا مخرج مسرح الأطفال السيد "وليد العمر" فتحدّث عن ذلك قائلاً: «الحالة التفاعليّة التي يحققها مسرح الأطفال بالنسبة للأطفال في غاية الأهمية، لأنّ الطفل بطبيعته يتميّز بحساسيّة عالية المستوى، فهو يصدّق ما يراه، ويؤمن بالمشاهدة، لذلك في المدارس التربوية يمكن أن يُدرس في القاعة بشكل مباشر، وبكتاب مطبوع تشرف عليه وزارة التربية، وبداية الأمر معلومات نظرية عن أهمية المسرح، وفوائده وأصوله، وتتضمن مجموعة من المسرحيات القصيرة، بحيث تشمل أهدافا وطنية، تربوية، أخلاقية، إنسانيّة، وبشرط ألا تتعدّى تلك النصوص خمس دقائق، والمهمة الأهم تكمن عند المعلم، بحيث لا يركز على المتعلم الموهوب ويهمل الآخر، لأنّ الهدف الإنعاش، وخلق الحيوية لجميع الطلاب، وبشكل دوري بين جميع التلاميذ».
وتابع "العمر" عن ذلك بالقول: «أمّا خطوات الموضوع، فتبدأ من الفكرة، واختيار الكوادر، وتأمين الأدوات، وحينها يكون فن المسرح ضمن المنهاج الدراسي، علماً أنه يقوي التلميذ على استيعاب المواد الأخرى وبطريقة علمية، فليضمن الكتاب المسرحي مسرحيات عديدة، ولكل مادة دراسية مسرحية عنها، فمثلاً مسرحية تُعنى بالتاريخ العربي، فتلقي المسرحية جميع الأحداث التاريخيّة عن طريق مسرح الطفل، وحينها ستظهر النتائج التي يبحث عنها من خلال فهم المادة وترسيخها في الذاكرة، وينطبق الكلام على مواد: اللغة العربية، والعلوم الطبيعية، والرياضيّات، و... وفهمه الكامل سيكمن من خلال التخيّل والتحريك لخلايا الطفل، وتُنمى شخصيته، وتزداد الثقة بالنفس، ويكون فعّالاً في المجتمع وفي كل الميادين، والأهم سيزداد حبّه للمواد الدراسيّة».
ولعميد كلية التربية "بالحسكة" الدكتور "عبد الله المجيدل" كلام بذات الموضوع حيث قال: «يمكن استخدام مسرح الأطفال كجانب مساند لأنشطة المدرسة، ففيها عامل التشويق وبشكل كبير للتلاميذ، وستتحول المدرسة إلى مكان للفرح والسرور، فالمسرح على مدار التاريخ نقل الصورة المؤثرة للواقع، وعندما نقدم المسرح كجزء من الأنشطة اللا صفية التي تقوم بها المدرسة، سنعزز ونرسخ طاقاتهم وملكاتهم، وللمعلم الناجح الدور الرئيسي في طريق إعطاء المواد الدراسية، لأنه يصعب تخصيص مادة خاصة بالمسرح في البرنامج التدريسي اليومي فالوقت لا يسمح بذلك».
وكان لرئيس دائرة المسرح المدرسي في مديرية التربية "بالحسكة" السيد "حمود العطية" كلامه الذي تحدّث به قائلاً: «نحن على يقين بأن المسرح يراعي متطلبات المستقبل، ويطلق خيال التلاميذ لجعل التعلم متعة لهم، ومسرحة المناهج توّفر خبرات تعليمية متميزة، فإذا كان المسرح مهماً، فمسرحته منهجياً أهم، لأنه أحدث الأساليب في التربية التي تعتمد على المسرح كوسيلة ليتعلم الطفل ويتثقف، وتخرج العملية التعليمية بشكلها التقليدي إلى صورة فاعلة، ومشوقة تكسر الملل، وهي القادرة على إحياء جميع المواد من جمود الرموز المكتوبة، وتحويلها إلى صورة حيّة يجسدها التلاميذ، ووزارة التربية بدأت تفعل المسرح التفاعلي حيث أقيمت التجربة الأولى في "دمشق" عام 2010 والخطوات القادمة في جميع المحافظات».
ويتابع السيد "حمود" قائلاً: «لأهمية وفائدة ذلك الموضوع فقد بدأ العمل فعلياً في وضع المسرح الغنائي كخطوة أولية في منهاج الحلقة الأولى وفي كتاب "الموسيقا"، حيث تؤدي وتشجع على الثقافة السليمة للحياة، وتطرح أيضا تأهيل المدرسين المختصين بالمسرح للاستفادة من خبراتهم، والمبادرة الأخرى التي قامت بها الوزارة تعيين المتخرجين من المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن كوادرها، بالإضافة إلى الأعمال المسرحية السنوية التي تقدمها مديرية المسرح المدرسي في وزارة التربية، وتقارب 30 عملا، والاهتمام بدعم قضية المسرح التعليمي بدأ ولن يتوقف إلا بتنفيذ جميع الأفكار فهي تقدم سلوكاً، وخبرة».