نذر الشيخ "محمد علي الشيخ- أبو محمد" نفسه مؤذناً في رحاب جامع بني "أمية" الكبير في "دمشق" منذ حوالي 61 عاماً. موقع eSyria التقى السيد المؤذن "محمد علي الشيخ- أبو محمد" شيخ مؤذني الجامع الأموي وكان الحديث عن البدايات التي قادته إلى جامع بني أمية الكبير، فقال:
«كان أبي مؤذناً من قبلي، وكنت آتي معه، أنتظره حتى ينتهي من رفع الأذان، وكان أخي الأكبر قد دخل في سلك الأذان أيضاً، وسلموه جامعاً في الميدان، ذات يوم مرض، وكانت العادة بأن يوكل أحد المؤذنين ليحل محله، وحدث أن المؤذن قد رفض المهمة، وفاجأني أخي بأن طلب مني أن أؤذن أمامه، وفعلت ذلك، فقال لي أن أذهب للأذان فوراً نيابة عني، وذهبت وأصبحت مؤذناً، من هنا انطلقت فأصبحت لدي هواية برفع الأذان، وصادف أنه في سنة 1949، كنت آتياً إلى المسجد الأموي والمؤذنون فيه يعرفونني منذ أن كنت طفلاً، فطلبوا مني الصعود للمئذنة لرفع الأذان، ومن ثم واظبت على المجيء إلى المسجد الأموي وكانت هذه بدايتي مع الأذان في جامع بني أمية الكبير».
أنا كنت أعمل ليلاً وسمعوني من المنطقة الصناعية، أخي كان يخرج من الزاهرة ويسمعنا عند صلاة الفجر فقد كنا نبدأ بالتوسلات والتراحيم قبل نصف ساعة من رفع الأذان
تابع حديثه: «بدأت رسمياً في سنة 1950 كمؤذن، وكان لدينا مؤذنون على مدار الوقت، فلم أكن أداوم في كل الأوقات خلال اليوم، كنت آتي ظهراً ولا آتي عصراً مثلاً، فقد كنت أعمل بمطبعة قريبة من الجامع الأموي، وأذهب للأذان في وقت الفراغ، لأن المؤذنين كانوا كثر في وقتها للقيام بالأذان الجماعي».
أما عن توزيع المؤذنين في الجامع الأموي، فيضيف "أبو محمد": «كنا نؤذن كل واحد في مئذنة، أنا استلمت المئذنة الشرقية "مئذنة عيسى" عليه السلام، لفترة طويلة بسبب مكان عملي، كانت مأذنة العروس هي الأساسية للأذان الجماعي، بينما المئذنة الغربية والمئذنة الشرقية كان يؤدى فيهما الأذان فردياً».
عن الاختلاف في طريقة رفع الأذان بين مسجد وآخر، يجيب: «هذا الاختلاف يكون بسبب شخصية المؤذن وطريقته في رفع الأذان، أحدهم يؤذن بنغمة حجاز، رصد، بيات، ..، وكل مؤذن على مزاجه، أما الأذان الرسمي لدينا في الشام فهو أذان أهل الشام، وحتى أهل الحجاز لا يغيرون في رفع الأذان عندهم حتى الآن».
وتحدث عن الاختلاف في طريقة الأذان بين صلاة وأخرى في المسجد الأموي: «يوم الجمعة يؤذن بنغمة الحجاز ولكن عند (حي على الصلاة.. حي على الفلاح) تدخل نغمة البيات، الأذان الصباحي فردي بينما الظهر والعصر والمغرب والعشاء أذان جماعي، وأذان المغرب يختلف لأنه يقام بنمط سريع، بسبب ضيق الوقت بين أذان وصلاة المغرب، توحد الأذان الجماعي والفردي في سنة 1970 – 1971، وكنا نعمل بطريقة النوبات حيث كان هناك ثلاث نوبات يرفعون الأذان للصلاة في الجامع الأموي، وفي سنة 1973 اعتُمدنا بشكل رسمي، وكان في نوبتي 27 مؤذناً».
وعن المدى الذي كان يصله صوت الأذان من الجامع الأموي قديماً، أجاب: «أنا كنت أعمل ليلاً وسمعوني من المنطقة الصناعية، أخي كان يخرج من الزاهرة ويسمعنا عند صلاة الفجر فقد كنا نبدأ بالتوسلات والتراحيم قبل نصف ساعة من رفع الأذان».
الشيخ "محمد زهير مصطفى بينون" أحد مؤذني الجامع الأموي والمشرف على الأذان يقول: «الشيخ "محمد علي- أبو محمد" جزاه الله خيراً، هو من المؤذنين القدماء، يؤذن منذ أكثر من ستين عاماً، وقد عاصر المؤذنين القدماء في جامع بني أمية الكبير، ويعتبر موسوعة علمية بالنسبة لترتيب الأذان في الجامع الأموي، في النوبات، التي كانت تتم في المآذن الثلاث الموجودة قبل أذان الفجر بأربع ساعات».
بدوره السيد "محمد خير مدلل" يقول: «"أبو محمد" من رجال الأخلاق الحميدة، ومن مؤذني الدرجة الأولى على مستوى العالم الإسلامي، وهو طيب جداً، ويختزن موسوعة بعلمه في الأذان وبكل ما كان يحدث منذ أكثر من خمسين عاماً على هذا الصعيد، ولديه اطلاع على نوبات المؤذنين القدماء ويحفظها عن ظهر قلب».
الجدير ذكره أن المؤذن "محمد علي الشيخ- أبو محمد" من مواليد دمشق في عام 1932.