يدور معرض الفنان "إياد ديوب" الذي عرض أعماله في صالة "آرت هاوس" حول سعيه في طرح لوحاته بطريقة تذوب في حسه الفطري وإحساسه اللوني الشديد، فضربات الريشة لديه تمتاز بعفوية كبيرة تدور في فلك الإنسان واختلاجاته العفوية اللا واعية، كل ذلك عبر جسد الإنسان والشخوص التي امتلكت مساحات كبيرة على سطح لوحته التعبيرية.
موقع "eDamascus" حضر معرض الفنان التشكيلي الشاب "إياد ديوب" في صالة "آرت هاوس"، هذا المعرض الذي عرض في لوحات تشكيلية تعبيرية تحاكي الإنسان من الداخل ليحوك له عناصر لونية دمجت بعواطف وأحاسيس الفنان.
هناك أسلوبان في المعرض يتراوح بين التعبيرية والواقعية، وذلك يذكرني بالتعبيريين الألمان الذين اشتغلوا على نفس الموضوع باحترافية، وبالتكوين واللون كان الطرح جديداً له بالأسلوب نفسه الذي اعتدنا أن نراه عند الفنان، وكما نلاحظ أنه يقترب أحياناً ليصبح تجريدياً تعبيرياً في لوحاته، الاعتماد هنا كان بشكل كبير على اللون الذي تميز باستخدامه من خلال الألوان الحارة مع الباردة ودمجها بحرفية عالية
من الحضور التقينا الفنان التشكيلي الشاب "شاهين عبد الله"، الذي حدثنا عن انطباعه حول اللوحات المعروضة بقوله: «العفوية المقصودة من طرف الفنان ليست الهدف وإنما هناك هدف من طرح هذه الشخصية الفنية على سطح اللوحة، كما أن تعامل اللون مع السطح وخطوط اللوحة أحرزت نتائج مهمة في لوحاته، بالإضافة إلى أن هناك نقلة جديدة في الجرأة بالتكوين والارتفاع والتوضع اليميني واليساري داخل الشكل؛ فشكلت تجربة مهمة له في معرضه هذا، كما أن الشخوص وظفت في لوحاته بحالة عفوية في قمة الاحترافية أدت إلى تمازج في التكوين، الخطوط والألوان».
الفنان والناقد التشكيلي "عبد العزيز علون" الذي أشرف على أعمال الفنان "إياد" خلال فترة دراسته يقول: «تتمحور شخوص الفنان التشكيلي الشاب "إياد ديوب" حول شخوص تشكيلية عالمية تأثر بها، شكلت هذه الشخوص حالة من الحوار الداخلي في عواطفه وأحاسيسه، كما أن استخدامه للون الأسود والأزرق امتلك احترافية عالية من خلال ترك مساحة من الفراغ اللوني الكبير يتجول فيه المتلقي ليستنتج اختلاجات تلك الحالة، فرغم أنه في بداية طريقه إلا أن لوحاته لها وقع فني إنساني خاص في ذهن المتلقي الذي يتعمق في خطوطه وألوانه على سطح اللوحة».
الفنان التشكيلي "خالد البوشي" يقول عن رأيه: «هناك أسلوبان في المعرض يتراوح بين التعبيرية والواقعية، وذلك يذكرني بالتعبيريين الألمان الذين اشتغلوا على نفس الموضوع باحترافية، وبالتكوين واللون كان الطرح جديداً له بالأسلوب نفسه الذي اعتدنا أن نراه عند الفنان، وكما نلاحظ أنه يقترب أحياناً ليصبح تجريدياً تعبيرياً في لوحاته، الاعتماد هنا كان بشكل كبير على اللون الذي تميز باستخدامه من خلال الألوان الحارة مع الباردة ودمجها بحرفية عالية».
الفراغ يغزو اللوحة من خلال العناصر الفنية التي عرضت بتعبيرية شديدة على سطح اللوحة، كما أن الألوان لها وقعها الموسيقي الخاص الذي يتمحور في ضربات الفنان، فبخطوطه وعناصره اللونية يطرح أسئلة إنسانية تدور في فلك الخيال والتأمل بواقع إنساني عميق.
خلال لقائنا الفنان "إياد ديوب" حدثنا عن لوحاته بالعفوية التي تتمحور في لوحاته بقوله: «أحاول كثيراً أن تكون لوحتي فطرية أكثر من العقلانية، وبلا شك لدي هندسة داخلية تخرج بطريقة منظمة، واللوحات الأكثر مصداقية هي التي تخرج من خلال العقل الباطني وبطريقة منظمة، فالفن بالمرحلة الكلاسيكية كان يتحدث عن صور معينة لشخصيات أو صور من "الأنجيل" بمساعدة الطلاب، وكان فيها نوع من الحرفة والصنعة، فالحث الإنساني في اللوحة هو الأهم هنا، والتعبير عن المشاعر أدى بأن يكون للون والشكل قيمة معنوية ومهنية، اللوحة لدي تحمل فكرة لأن فيها شكل وإنسان نقاط معينة تحمل منظومة فنية معينة من خلال التكوين والشكل الفني الخاص بي، وكل هذه الأشكال تحمل عواطفي وأحاسيسي الداخلية التي تخرج إلى سطح اللوحة، فتوتر الخط وقيمته على اللوحة تعبر عني، كما أن موضوع الإنسان غني لدي، فعينيه وملامح وجهه يعبران لي عن قيمة إنسانية وفنية كبيرة، وبرأيي التعبيرية هنا تلاقي الواقع بخطوطي الفنية وتتلاقح مع أفكاري وأطروحاتي التشكيلية».
من الجدير بالذكر أن الفنان "إياد ديوب" من مواليد "حماة"، حاصل على درجة الماجستير من جامعة "دمشق" كلية الفنون الجميلة، وهذا هو معرضه الفردي الثاني إلى جانب مشاركاته في عدد من الورشات والمعارض الجماعية داخل سورية.