«بدايات "أم كلثوم" كانت في عالم الغناء من خلال إنشادها بصوتها الندي الموشحات التي كانت تحفظها من أبيها إضافة إلى حفظ "القرآن الكريم" وتجويده بإبداع ملحوظ وكان لقاؤها مع الشيخ "أبو العلا محمد" علامة هامة في حياتها الفنية حيث رحلت إلى "القاهرة" وهناك غنت من ألحانه أغنيات عديدة».

هذا ما تقوله الأستاذة "الهام أبو السعود" في محاضرة من ضمن فعاليات "المنتدى الاجتماعي"، "بالطلياني" بتاريخ 15/1/2011.

لحن لها "محمد عبد الوهاب "عددا من الأغنيات العاطفية والوطنية وأعطاها "سيد مكاوي، بليغ حمدي، كمال الطويل" عدة ألحان أكملت فيها مسيرتها الفنية

موقع "eSyria" كان له فرصة الحضور والحديث مع "أبو السعود"، حيث قالت: «التقت "أم كلثوم" بالفنان "أحمد صبري النجريدي" وكان موسيقياً متميزاً حيث غنت من ألحانه وعلمها أصول العزف على آلة العود ثم التقت بالموسيقار "محمد القصبجي" الذي كان نقطة تحول هامة في حياتها حيث درسها أصول علم المقامات وتابع تعليمها في مجال عزف العود، وظهرت على المسرح عام 1926 ومن ورائها "التخت الشرقي" الذي ضم عددا كبيرا من كبار الفنانين وكان "القصبجي" يلحن الطقاطيق وانتقل بعد ذلك إلى تلحين المونولوجات الغنائية ذات الصدى الاوبرالي، بعدها التقت "أم كلثوم" الشيخ "زكريا احمد" وقدم أولى ألحانه لها وأعطاها عددا من الأدوار الخالدة التي مرت في تاريخ الموسيقا العربية وفيها برزت موهبة ومقدرة الشيخ "زكريا" التلحينية».

ألهام أبو السعود

وتحدثت "أبو السعود" عن علاقة "أم كلثوم" مع "رياض السنباطي"، حيث قالت: «"رياض السنباطي" كان من أهم مراحل الغناء العربي وهو السيد الحقيقي لتلحين القصيدة ومنح "أم كلثوم" ألحانا رائعة وقدم لها مجموعة من الأغنيات لاقت تجاوبا جماهيريا منقطع النظير».

ورأت "أبو السعود" أن لقاء "أم كلثوم" مع الموسيقار "محمد عبد الوهاب" امتاز بكل سمات التجديد والتطوير التي اتصف بها هذا الفنان حيث قالت: «لحن لها "محمد عبد الوهاب "عددا من الأغنيات العاطفية والوطنية وأعطاها "سيد مكاوي، بليغ حمدي، كمال الطويل" عدة ألحان أكملت فيها مسيرتها الفنية».

حضور لافت.

وأشارت إلى إن عظمة "أم كلثوم" تكمن في امتلاكها لأصول النغم العربي الأصيل، حيث قالت: «فقد تخرجت "أم كلثوم" في مدرسة تجويد "القرآن الكريم" الذي جعلها تنطق الحروف بشكل أخاذ ومعبر وكانت متخصصة بالقصائد وغنت الأناشيد والأغاني الدينية، و"أم كلثوم" كان غناؤها خفيفا حين كانت في سن السابعة عشرة وأخذ صوتها يأخذ طبقات مختلفة فيما بعد وهذا شيء طبيعي لاختلاف الصوت مع التقدم بالعمر».

وعن رأي عازفة العود "مها الصالح" بالمحاضرة، قالت: «صوت أم كلثوم كان مثقفا وأحدث نقلة كبيرة في الغناء العربي والغناء ليس حنجرة فقط بل ثقافة وإحساس، وأبو "العلا محمد" علمها كيف تغني و"القصبجي" علمها اللعب بصوتها و"محمد عثمان" و"سيد درويش" قدما ل "أم كلثوم" نوعا من الغناء مختلفا عن غناء المونولوج و"محمد عبد الوهاب" أدخل لونا جديدا في الغناء العربي وأدخل أيضا بعض الآلات الموسيقية الكهربائية والإيقاعات الراقصة و"السنباطي" أدخل أيضا بعض الآلات الغربية».

من الحضور.

أما السيدة "منال السيد" عازفة البيانو، فقد قالت: «تعد "أم كلثوم" إلى جانب "محمد عبد الوهاب" أهم رمز فني للمنطقة العربية والشرق الأوسط، أتسمت أغانيها منذ احترافها للمغنى بسمة رئيسية، هي فنانة بكل معنى للكلمة, تعبر عما يشدو بنفسها بأعذب الكلمات، كانت الفترة التي أزهرت بها شخصية "أم كلثوم" مغمورة في بيئة خصبة، وعرف عن "أم كلثوم " أنها لم تكن مطربة ملوك وقصور أو مغنية "بشاوات" بل كانت دائما تردد عن افتخار إنها بنت قرية "طماي الزهايرة" فلاحة من أصول فقيرة».

أما الموسيقار "أدهم مدرك" فقد قال: «لم يحدث في تاريخ كبار الملحنين الذين تعاملوا مع سيدة الغناء العربي "أم كلثوم"‏,‏ وتذوقوا طعم أدائها الرصين وحلاوة صوتها الدافئ الشجي‏,‏ وفهموا جيدا أسلوبها في الغناء في كل حفلاتها التي تقدمها على المسرح وتنقلها الإذاعة على الهواء مباشرة إلى جميع الأقطار العربية أن جاء ملحن وموسيقي كبير مشهور وله إبداعاته اللحنية ليبدع لها في الكوبليه الأخير لإحدى أغانيها الجديدة فاصلا من العزف المنفرد‏ "صولو‏" على الطبلة‏, ‏أي الدربكة‏ بالبلدي‏، واستساغه الناس وفتنوا به وحبوه‏,‏ بل طالبوا بإعادته أكثر من مرة في الحفل‏,‏ كما فعل موسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب‏"».