أقيم في صالة "فري هاند" معرض لوحات خط للفنانة "مرضية شجاعي"، وذلك في 23/2/2011، وتناول المعرض جملة من اللوحات التي عبرت عن بعض الآيات القرآنية، والبعض الآخر تناول مأثورات فارسية، وقد عالجت الفنانة اللوحات الخطية بطريقتها الخاصة، والتي تميزها.
موقع eSyria حضر افتتاح المعرض وحوله أجرى جملة من الأحاديث التي كان أولها مع الخطاط "بشار جبَان"، الذي قال: «لا شك بأن المعرض المقام حالياً للفنانة "مرضية شجاعي" يعتمد على عدة خطوط وهذا تجلى في عدد من اللوحات، لكن أغلبها كتب بالخط الفارسي "النستعليق المكسور"، وهذا طبيعي لأن الخط الفارسي ينتمي إلى الفرس وهي الهوية القومية للفنانة، ولوحاتها فيها مزيج من الفارسي والخطوط الأخرى وهذا بحد ذاته أعطى جمالية للوحات لأنها وظفتها في كتابة الآيات القرآنية، واللوحات الحروفية باللغتين العربية والفارسية، وهذا إن دل فإنما يدل على موهبتها وتمكنها من أدواتها الفنية».
إن الثقافة السورية لها سمات دينية إسلامية، وهي تنتمي إلى التراث العربي والإسلامي، وهذا شجعني لأن أقيم معرضي في دولة عريقة ذات ثقافة عربية وإسلامية
أما "صبري أنوشا" مستشار السفارة الإيرانية في سورية، فقد أضاف: «الفنانة عندها تجارب كثيرة وحائزة جوائز كثيرة في إيران، هي متخصصة في الخط الفارسي، والذي هو من أحد الخطوط الجميلة في مدرسة الخط العربي، وللخط الفارسي مدارس فرعية، والفنانة متخصصة بـ"النستعليق المكسور"، وإضافة إلى اعتمادها على المزج بين مجموعة من الخطوط، لذلك تظهر جمالية خاصة في أعمالها، والفنانة لها بصماتها الخاصة التي تضع فيها فنياتها».
بدوره علق الفنان التشكيلي "عبد الرحمن مهنا": «الفن الإيراني يتكئ على حضارة موغلة في القدم، وخاصة فيما يختص بالخط العربي، فالخطاطون الإيرانيون كانوا من أصحاب المخطوطات العربية وخاصة ما يختص بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وأتى الجيل الجديد والفنانة "مرضية" منهم ليأخذوا هذا التراث ويطوروه بتشكيلات فنية ضمن زخرفة معاصرة نوعاً ما، وضمن حرفية عالية في الخط العربي، هذه الحرفية تمكنت منها الفنانة والفنانون الإيرانيون بشكل كبير جداً، وأن يقدموه للعالمين العربي والإسلامي بإحساس إنساني، بحس فيه من الرعشة ومن الشعور الفني المتطور ما يختص بالحرف العربي، لأن للحرف العربي جمالية خاصة، واستطاعت الفنانة أن تقدمه بسوية فنية عالية كما يقدمه الفنانون الإيرانيون عادة».
وأوضح مالك صالة "فري هاند" الفنان التشكيلي "أحمد قطيط": «أقمنا معرض الفنانة "مرضية شجاعي" كنوع من التنويع في المعارض التي تقيمها الصالة، وهي فنانة مميزة تكتب الخط العربي وتتقن الخط الفارسي، فالمعروف عن الإيرانيين إتقانهم للخط الفارسي بشكل عالي المستوى، والغاية من هذا المعرض إدخال أسلوب جديد، وهذا النوع من اللوحات يحتفظ بذات قيمة العمل الفني المعروف في المدارس التشكيلية، ويأتي هذا المعرض لتقديم جديد لجمهور الصالة حتى يتسنى له رؤية شيء مختلف عن الأنماط التي اعتادوا رؤيتها فيها، ورغم أنه لم يكن هناك سابق معرفة شخصية بالفنانة، لكن وصلني مجموعة صور لأعمالها وكانت جميلة، فالفنانة مثل الكثير من الفنانين الإيرانيين تدخل الزخرفة في أعمالها، وهم مجتهدون في هذا المجال ويعملون على تطويره، فهذه الزخرفة من المهم أن تشاهد من جمهور الفن السوري، يضاف إليها التلوينات على الخط بطريقة جميلة».
وختمت الفنانة "مرضية شجاعي" بالقول: «لقد تعرفت إلى فنان سوري في إيران وهو شجعني لأقيم معرضاً هنا، حيث إني في السنوات الماضية كنت قد أقمت مجموعة من المعارض في أوروبا، وأحببت أن تكون بداية معارضي في الشرق العربي والإسلامي في "دمشق"، وهي فرصة لتكرار هذه التجربة في أماكن أخرى من العالم العالم العربي والإسلامي».
وتابعت تقول: «إن الثقافة السورية لها سمات دينية إسلامية، وهي تنتمي إلى التراث العربي والإسلامي، وهذا شجعني لأن أقيم معرضي في دولة عريقة ذات ثقافة عربية وإسلامية».
الجدير ذكره أن المعرض يستمر في الصالة لمدة 13 يوماً.