في سابقة هي الأهم على المستوى التشكيلي السوري أقدم مركز "أدهم إسماعيل" للفنون التشكيلية على إقامة حفل تكريمي في قاعة المركز بدمشق، كرم من خلاله الناقد والرائد التشكيلي "طارق الشريف"، حيث شارك العديد من الفنانين السوريين في إقامة معرض تشكيلي بمثابة مرور خمسين عاماً على تأسيس المركز، وفي إلقاء محاضرة عن الأستاذ "طارق الشريف" وتكريمه بهذه المناسبة.
حيث تضمن الحفل الذي جرى تزامناً مع افتتاح معرض مشترك تحية للناقد "الشريف" ساهم فيه كل من الفنانين "نذير إسماعيل، عتاب حريب، محمد الوهيبي، يوسف البوشي، إسماعيل نصرة، ريم الخطيب، جهاد سعود، راتب الغوثاني، غزوان علاف، مناف حسن"، وقد ضم أعمالاً في التصوير والحفر والنحت للفنانين المشاركين.
لهذا الناقد والرائد في حركة الحداثة التشكيلية في سورية دور هام في تنشيط كافة المجالات النقدية وفي تعزيز الحياة التشكيلية في سورية، هي خطوة جميلة بأن يقول رفاق دربه وتلاميذه من خلال حضورهم وأعمالهم "مرحباً" بك أيها الناقد السوري الجميل
موقع "eDamascus" حضر المحاضرة التي أقيمت بهذه المناسبة، وخلال حضورنا التقينا الأستاذ "خازم بطرس" الفنان التشكيلي السوري فيقول: «"طارق الشريف" مجاز فلسفي، وفي الفلسفة يدرسون علم الجمال، ومن هنا امتلك الفنان "طارق" بأن يؤسس فلسفة وفكرية أهلته للنجاح الكبير في مجاله، فقد كان مديراً لمركز "أدهم اسماعيل" للفنون، ومن ثم أصبح عميداً لكلية الفنون الجميلة، ولم يتوانى عن النقد التشكيلي فقد كان من مؤسسي مجلة "الحياة التشكيلية" والمنضد الدائم لها لفترة طويلة، إنه من التشكيليين المهمين والرائعين في سورية، فلديه الكثير من الوثائق الفنية في سورية، وهذا التكريم بمثابة باقة ورد تهدى له وهو على قيد الحياة، هي تجربة مهمة للفت النظر بأن المبدع يبقى مبدعاً ويكرم حتى وهو في الحياة».
الفنانة التشكيلية "عتاب حريب" المشاركة في التكريم، تقول: «من الجميل أن نقول "مرحبا" للأستاذ "طارق الشريف" الناقد المبدع، فهو بصمة كبيرة في الفن التشكيلي السوري، وهو من الأشخاص المهمين الذين لعبوا دوراً كبيراً في تنشيط الحركة التشكيلية في سورية، وهذا النشاط فرصة جميلة لأن نقول له "مرحبا" من كل قلبنا، مرحباً لهذا المبدع السوري العظيم».
"ريم الخطيب" مديرة مركز "أدهم اسماعيل" للفنون المنظمة للفعالية تقول: «لهذا النشاط أهمية خاصة، وذلك لما للفنان "طارق الشريف" من أهمية نقدية تشكيلية على المستوى العربي والسوري بالتحديد، فهو منذ ستينيات القرن الماضي استطاع عبر قدراته مواكبة حراك الفن التشكيلي السوري من خلال المقالات العديدة والكتب والمطويات التي أغنت الحركة التشكيلية في سورية، فقد امتاز الناقد "الشريف" بحيادية عالية في تقديم النص التشكيلي النقدي بموازاة اللوحة التشكيلية بكل أبعادها».
أما مدير مديرية الثقافة بدمشق الأستاذ "هشام التقي" فيقول: «لهذا الناقد والرائد في حركة الحداثة التشكيلية في سورية دور هام في تنشيط كافة المجالات النقدية وفي تعزيز الحياة التشكيلية في سورية، هي خطوة جميلة بأن يقول رفاق دربه وتلاميذه من خلال حضورهم وأعمالهم "مرحباً" بك أيها الناقد السوري الجميل».
أما الأستاذ والدكتور "راتب الغوثاني" فقد أكد في محاضرته أهمية تكريم هذا المبدع بقوله: «إن الواجب يحتم علينا الوفاء للعطاء، ونحن اليوم نجتمع لنفي هذا الرجل "طارق الشريف" حقه من الذكرى والتذكر والعرفان بالجميل، فهو من الرواد والنقاد التشكيليين المهمين على المستوى العربي والسوري خصوصاً، فعطاءه كان كبيراً من خلال مجموعة من الكتب والمقالات التي عززت الحركة الفنية التشكيلية في سورية، وتكريمه اليوم هو بمثابة باقة ورد تشكيلية نقدمه عرفاناً لجميله بالعطاء المذهل والكبير».
من الجدير بالذكر أن "طارق الشريف" من مواليد "دمشق" 1935 يحمل إجازة في الفلسفة من جامعة "دمشق" 1959، عمل مديراً لمركز "أدهم اسماعيل" للفنون التشكيلية بين عامي 1965-1975 كما عمل مديراً للمركز الثقافي بأبي رمانة ومديراً للفنون الجميلة، وله مؤلفات عديدة في النقد التشكيلي أهمها، "عشرون فناناً من سورية، الفن واللا فن، فاتح المدرس فن حديث بروح تعبيرية، نعيم إسماعيل فن حديث بروح عربية".