تؤكد مسيرته الرياضية حبه لكرة القدم، وعشقه للعمل وطموحه المستمر في تحقيق انجاز للمنتخب الذي يشرف عليه، وهو ما دفع الجماهير السورية للتفاؤل بوصول المدرب الفرنسي المعروف "كلود لوروا" مع طاقمه التدريبي، للإشراف على منتخبنا الوطني بكرة القدم بعقد يمتد لمدة عامين.
وفور وصوله إلى "دمشق" أعلن بداية العمل ووجه دعوة للاعبين للالتحاق بمعسكر مغلق، تحضيرا للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في "البرازيل" 2014، ولاسيما مع اقتراب موعد مباراة منتخبنا الأولى مع منتخب "طاجكستان".
اخترت الإشراف على منتخبكم رغم أنني تلقيت سبعة عروض جميعها أفضل "مادياً" من العرض السوري، إلا أن الأمور المادية لا تعنيني، إنما اطمح لصناعة تاريخ جديد مع منتخب سورية، يعيد البسمة للجماهير العاشقة لهذه الرياضة
وكشف "لوروا" في تصريح لموقع eDamascus انه اختار تدريب منتخب سورية لمعرفته بصعوبة المهمة، وأهمية كرة القدم في حياة السوريين، مؤكدا: «اخترت الإشراف على منتخبكم رغم أنني تلقيت سبعة عروض جميعها أفضل "مادياً" من العرض السوري، إلا أن الأمور المادية لا تعنيني، إنما اطمح لصناعة تاريخ جديد مع منتخب سورية، يعيد البسمة للجماهير العاشقة لهذه الرياضة».
وحول طموحه مع المنتخب قال المدرب الفرنسي: «الوصول إلى كأس العالم يشكل حلما بعيد المنال لوجود منتخبات قوية في القارة الآسيوية، إلا أن كرة القدم لا تعرف المستحيل وتعترف بالعمل والتخطيط، وإذا قلت لكم إنني لا أفكر في الوصول إلى هذه البطولة فالأفضل بالنسبة لي أن أعود إلى "فرنسا"».
وتحدث "لوروا" عن مدى معرفته لمنتخبنا بقوله: «تابعت المنتخب السوري في النهائيات الآسيوية التي أقيمت في "قطر" أوائل العام الحالي، وحللت مبارياته على شاشة الجزيرة الرياضية، ولمست لدى اللاعبين إصرارا غريبا على تحقيق الفوز لكن الحظ لم يقف إلى جانبكم، واعتقد أن المنتخب كان يستحق الوصول إلى ادوار متقدمة من البطولة».
وأشار "لوروا" إلى إعجابه بعدد من اللاعبين: «أعجبني من اللاعبين بصورة كبيرة المهاجم "فراس الخطيب" فهو يملك إمكانيات فردية مميزة، وقدرة كبيرة على المراوغة والتسديد، إضافة إلى صانع الألعاب "جهاد الحسين" فهو يملك تمريرات حاسمة ومهارات تكتيكية عالية، كما أن المدافعين قدموا مباريات جيدة، وتبقى المشكلة في حراسة المرمى ولهذا قدم معي مدرب فرنسي معروف للإشراف على تدريب حراس المرمى في المنتخب».
وحدد "لوروا" محاور رئيسية لتحقيق نتائج ايجابية مع منتخبنا منها: «يمكن القول إن هناك أربعة محاور أساسية تشكل المرتكزات الأساسية لنجاح عملي في سورية، وهي اتحاد كرة القدم، وطاقم العمل بأكمله في المنتخب، والإعلام بمختلف وسائله، إضافة إلى الجمهور، دون أن ننسى دور الرعاة واللجنة العليا لدعم المنتخبات الوطنية».
ووصف "لوروا" انطباعه بعد معسكر منتخبنا الأول تحت إشرافه بالقول: «أنا راض تماما لما رأيته من التزام واضح للاعبين داخل المعسكر، وأشعر بالرغبة لديهم لإثبات قدراتهم من خلال الجدية في التدريب والالتزام بالمواعيد، وآمل في المعسكرات المقبلة حضور جميع اللاعبين بعيدا عن المنافسات التي تنتظرهم مع أنديتهم، لأن المنتخب يشكل أولوية قصوى في جميع الدول».
وعبر المدرب الفرنسي عن اهتمامه باللاعبين المحترفين خارج سورية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن فلسفته في التدريب تعتمد على اللاعبين المحليين، لأن إحضار المحترفين في الوقت الراهن أمر صعب على اعتبار أن معظمهم ملتزم بالدوري الذي يلعب فيه.
وحول الرحلة التحضيرية للمنتخب بين "لوروا": «اطمح لخوض خمس أو ست مباريات ودية مع منتخبات معروفة من أمريكا الجنوبية، ولدينا بالفعل الآن دعوة من منتخب "البيرو" لخوض لقاءين نهاية شهر حزيران القادم، فاللعب مع منتخبات قوية وسريعة يسهم برفع مستوى الأداء لدى اللاعبين، ويكشف أخطاءهم لنتمكن من إصلاحها قبل لقاء "طاجكستان" في "دمشق"».
ووعد "لوروا" الجماهير السورية بتحقيق نتائج طيبة ترضي تطلعاتهم برؤية منتخب قوي يمكنه المنافسة في البطولات العربية والدولية، لافتا إلى انه يتحمل من الآن كامل المسؤولية في حال فشلنا في تجاوز "طاجكستان"، أما في حالة التأهل فسيكون الفضل للاعبين.
من جهته أكد "فاروق سرية" رئيس اتحاد كرة القدم أن: «الاتحاد سيقوم بتوفير كل مقومات النجاح لعمل المدرب وكادره المساعد، وتأمين أرشيف كامل لمشاركات منتخبنا في التصفيات الآسيوية، للتعرف على مستوى اللاعبين ونقاط الضعف والقوة في المنتخب.
يذكر أن المدرب الفرنسي "كلود لوروا" من مواليد عام 1948، وسبق له أن درب منتخبات "السنغال والكاميرون وماليزيا والكونغو الديمقراطية وغانا وعمان" وأحرز مع المنتخب العماني كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه.