موهبة فطرية لم يخضعها لأي معهد أكاديمي أو جامعة متخصصة وها هو اليوم يدخل عقده السابع، ومازال يتمتع بالحيوية والنشاط، هو الفنان "أجود أبو عسلي" الذي امتهن التصوير لكن حنينه للريشة والألوان رافقه لسنوات الشباب والشيخوخة.
بعمر الأربعة عشر عاماً كان على متن مركب مغادر لتكون فنزويلا مستقره ويمضي فيها ما يزيد على ثلاثة عقود، وبعد مسيرة عمل طويلة رافق فيها الكاميرا لتكون مورداً للرزق حقق له الكثير، كان وفياً لموهبته في الرسم وعاد لوطنه ليؤسس لمرسمه الخاص الذي يقر أنه المكان الذي يقضي فيه ساعات اليوم برفقة الألوان ولوحاته التي تحمل ذكريات الماضي والحاضر.
عمل "أجود أبو عسلي" لسنوات طويلة بالتصوير الضوئي الذي أبعده إلى حد ما عن الرسم والألوان، لكنه حافظ على موهبته واستمر في الرسم ولو لفترات متقطعة، ومن يتابعه يشعر برؤيته الفنية التي لو توافرت لها الظروف لكان إنتاجه الفني أكثر بكثير من الحالي، لأنه يشتغل على فكرة متميزة لم يكن لها نصيب في التأهيل العلمي والأكاديمي وهذا ما يؤهله للمتابعة وتقديم ما هو أفضل وأكثر تميزاً
موقع eSuweda التقى هذا الفنان السبعيني الذي أقر من تابعه أنه يحمل موهبة متميزة لم تتوافر لها الظروف المناسبة للظهور على الساحة الفنية، عن هذه الفكرة حدثنا الفنان المحاضر في كلية الفنون الجميلة "عبد الله أبو عسلي" بقوله: «عمل "أجود أبو عسلي" لسنوات طويلة بالتصوير الضوئي الذي أبعده إلى حد ما عن الرسم والألوان، لكنه حافظ على موهبته واستمر في الرسم ولو لفترات متقطعة، ومن يتابعه يشعر برؤيته الفنية التي لو توافرت لها الظروف لكان إنتاجه الفني أكثر بكثير من الحالي، لأنه يشتغل على فكرة متميزة لم يكن لها نصيب في التأهيل العلمي والأكاديمي وهذا ما يؤهله للمتابعة وتقديم ما هو أفضل وأكثر تميزاً».
وبحسب الفنان "أجود" فإن التصوير شغل مساحة كبيرة لديه لكنه يبقى أكثر قرباً للوحة وللأعمال الفنية التي يدفعه الأصدقاء لعرضها في معرض فردي حتى وإن كان في عقده السابع وقال: «شغلني الرسم في عمر مبكر ومازلت أحتفظ ببعض الأعمال عن تلك الفترة، لكنني عندما اغتربت وأنا بعمر الرابعة عشرة جربت مهنة التجارة فلم أشعر بأنها مهنتي، لذا اشتريت كاميرا لأنني كنت أعشق الألوان وأتملى كثيراً بالوجوه، وكانت الكاميرا وسيلتي لعمل يتلاقى مع هوايتي ببعض التفاصيل، وتعلمت من خلالها التصوير ليكون مهنتي لما يتجاوز الثلاثين عاماً، خلالها لم تنقطع علاقتي مع الرسم لكن كانت ومضات قصيرة أحاول من خلالها الخروج عن الروتين لأطبع لمحات من نفسي على القماش باللون والشكل الذي كنت أتشوق لتطويره، ولم تكن الظروف مساعدة لذلك في تلك الفترة لأن العمل شغل المساحة الأكبر من أيامي.
لكن بعد رحلة عمل طويلة وبعد الاستقرار في بلدي أسست لمرسمي الخاص الذي حقق لي جانبا من الحلم الذي رافقني لسنوات، وتابعت عملي الفني الذي أخذ يشغل مساحة أكبر مما كانت عليه في السابق، ليرتفع رصيدي من الأعمال التي تختلف لدرجة كبيرة عن أعمال أنجزتها في مراحل العمر السابقة، ومن خلال تواجدي ولقاء عدد من فناني المحافظة والمعلوم أن "السويداء" بلد الفن وقد لا تجد في مكان عددا يضاهي عدد الفنانين في هذه المدينة وقد أعجبتني هذه الأجواء وكانت لدي فرصة للاستماع لآراء الزملاء والأصدقاء، ولأتشارك مع بعضهم بعدد من الأعمال الفنية مثل صديقي "جميل أبو عسلي" حيث أتابع أعماله ونتعاون على تطبيق أفكار جديدة، وهو من أكثر المشجعين لي على إنجاز معرضي خلال هذا العام واستعد اليوم لهذا المشروع الذي سأنجزه برفقة الأصدقاء ليكون ظهوري الأول في محافظتي».
اقتراح المعرض ليس فقط لمجرد عرض الأعمال حسب الفنان "جميل أبو عسلي" بل هي محاولة لتحريض هذا الفنان على تقديم المزيد من الأعمال المميزة وقال: «كان العمل لديه غاية والفن موهبة ومازال يقر بأنه هاو مع أن من يطلع على أعماله ويتابعه عندما يرسم يشعر بأن لديه طاقة فنية لم تكن سنوات العمر لتضعفها، وقد تشاركت معه في عدد من المشاريع الفنية حيث نعمل لساعات طويلة في اليوم ونتشارك في الأفكار وقد كان له دور كبير في تطوير عملي الفني واليوم أشجعه لتقديم معرضه الخاص بدافع تحريضه على العمل الفردي لأنني اعلم ان لديه الكثير ليقدمه».
الجدير بالذكر أن الفنان "أجود أبو عسلي" عاد لوطنه عام 1986 ولم يكن الهاوي الوحيد للفن في أسرته، بل نقل الهواية لبناته اللواتي أخذن الرسم من الوالد ليكون لكل منهن عملها الفني الخاص في مجال ألعاب الأطفال والأعمال الفنية اليدوية.