موسيقي وباحث من حوران سعى جاهداً ليترك بصمته في تاريخ التراث الشعبي ليغني المكتبة السورية والعربية على حد سواء، من خلال تدوين ما يقارب /60/ أغنية من أغاني التراث الحوراني بدءاً بمراسم الجاهة والطلبة مروراً بالخطبة وانتهاءً بالزفة.
موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "21/1/2011" المرجع الموسيقي البارز في شؤون التراث الحوراني "السيد أحمد ناجي المسالمة" الذي كرم مؤخراً في مهرجان درعا للموسيقا والتراث، ليحدثنا عن اكتشاف موهبته فقال: «ظهرت موهبتي في العزف عام /1944/ وأنا في المرحلة الابتدائية، وعندما أنهيت الدراسة في دار المعلمين بدأت بتقديم كل ما يخص أغاني التراث على المسرح المدرسي وذلك بين عامي /1951، 1954/، ومن خلال الاحتكاك المباشر مع فرقة الأوركسترا خلال إقامتي في الكويت اكتسبت الخبرة الكافية لأستمر في متابعتي الشخصية في مجال الفن وأكون فيما بعد من مؤسسي النادي الفني بدرعا».
أطمح بأن نوجد جهة تعتني بالفرق الفنية والمهتمين بالتراث للعمل على متابعته والمحافظة عليه من أجل تسليم الجيل الجديد رسالة تراثنا بشكل صحيح وكامل
وعن بداياته قال "المسالمة": «كانت البداية مع نخبة من الطلاب والطالبات الموهوبين والمتطوعين للعمل في المسرح المدرسي وأعضاء فرقة الفنون الشعبية لنشكل بقيادتي "فرقة درعا الموسيقية"، التي شاركنا من خلالها بالعديد من المهرجانات والاحتفالات الرسمية التي أجريت على مستوى المحافظات السورية كافة».
أما عن ضمان نشر التراث صحيحاً كاملاً بكلماته وألحانه قال "المسالمة": «نظراً لعدم تجاوب واهتمام المعنيين اضطررت لحصر العمل مع اثنين فقط من العازفين الكبار "بدرعا" للعمل على تدوين ما يقارب /60/ أغنية من أغاني تراث حوران، حيث بدأنا منذ ما يقارب العام القيام بجولات ميدانية على معظم مدن وبلدات محافظة "درعا" للقاء كبار السن وجمع كلمات وألحان التراث منهم باعتبارهم المصدر، ليتم توثيقها من قبل منظمة الأمم المتحدة حسب الاتفاق الذي عقد في مؤتمر ميدلاهير بدمشق أواخر العام الماضي، ليكون ذلك حفاظاً على هوية الغناء العربي وتوثيقاً لتقاليد الحياة الاجتماعية».
وأضاف "المسالمة": «سيكون التدوين عبارة عن تحويل لأغاني التراث الحوراني من سماعي إلى نوتة باستخدام آلة العود بشكل أساسي إضافة إلى الكمان، عبر أغاني منوعة تشمل كافة مراحل الأفراح كمراسم (الجاهة؛ الطلبة؛ الخطبة؛ الحنة؛ العرس؛ زفة العريس وزفة العروس) بالإضافة لأغاني (ختمة الطفل؛ الطهر؛ مراسم عقد الراية "الصلح")، كذلك أغاني (الغيث في حال استسقاء المطر؛ الحراثة؛ البذار؛ الحصيدة)، فضلاً عن أغاني الدبكات التي منها (الدبكة الفلاحية؛ الشعراوية؛ الميحة؛ حبل المودع) وكلها أغاني بمرافقة المجوز والشبابة».
وعن كونه عضوا إداريا ومستشارا قانونيا وقائد فرقة "جمعية العاديات لفرع درعا" قال "المسالمة": «جمعت العازفين الكبار وأجرينا تدريبات أسبوعية على معزوفات عربية سماعية وتراث حوراني تحت اسم "جمعية العاديات" لنقدم أولى حفلاتنا في نيسان /2010/ وبذلك بدأت باكورة أعمالنا مع "جمعية العاديات" التي هي جمعية أهلية تأسست عام /1924/ لتعنى بالتراث العمراني والآثاري واللامادي».
وأشار "المسالمة" إلى أهم المشاركات بقوله: «تواجدنا في (مهرجان سهل حوران الذي أقيم بالأردن؛ في كل مهرجانات المسرح المدرسي؛ مهرجانات الفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة)، كما تواجدنا في (مهرجان بصرى؛ مهرجان أبي تمام ببلدة جاسم؛ مهرجان بلدة المزيريب لدعم التراث)، فضلاً عن المشاركة بالحفل السنوي لنقابة المعلمين وذلك بتقديم مقطوعات موسيقية ومسرحيات ودبكات».
وعن تطلعاته بهذا الشأن قال "المسالمة": «أطمح بأن نوجد جهة تعتني بالفرق الفنية والمهتمين بالتراث للعمل على متابعته والمحافظة عليه من أجل تسليم الجيل الجديد رسالة تراثنا بشكل صحيح وكامل».
ومن بعض شهادات الشكر والتقدير التي علقت على جدران مكتب "المسالمة" (جائزة الفارابي للتأليف الموسيقي عام /1971/؛ جائزة الفارابي الذهبية للتدريب الغنائي عام /1972/؛ درع المهرجان القطري العاشر لمسرح الشبيبة عام /1985/؛ درع المهرجان القطري العاشر لطلائع البعث عام /1985/؛ درع مهرجان بصرى الدولي ال15 عام /1999/؛ براءة تقدير من نقابة الفنانين لتأسيس وتنشيط الحركة الفنية في محافظة درعا عام /2003/؛ شهادة تقدير من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون عام /2004/.
الجدير بالذكر أن "أحمد ناجي المسالمة" تولد عام /1934/ وهو مدرس ومحام متقاعد ورياضي نال العديد من الجوائز لشكره وتقديره وتفوقه الخلقي الرياضي، فضلاً عن كونه باحثا ومتفرغا للتراث الموسيقي.