من أجل تدارس فلسفة إصلاح الإدارة الحكومية في سورية وأهميتها، عقدت بتاريخ 5/3/2011 ندوة الثلاثاء الاقتصادي بعنوان "أهمية الحوكمة في عملية الإصلاح في سورية" بحضور عدد من المختصين والمحللين الاقتصاديين والمهتمين، وذلك في المركز الثقافي العربي بالمزة.
"eSyria" حضر الندوة وسجّل مداخلة الأستاذ "مروان دلال" من الحضور متخصص بالعلوم، فبدأ بقوله: «أريد الإشارة إلى الأهمية القصوى لاعتبار الـ "أخلاقيات المهنية"، وتأسيس "ميثاق شرف وطني قومي للأخلاق المهنية"- فبرأيي- لا يمكن تحقيق إصلاح ولا تنمية دون هذه الأخلاق، وما ذكر في المحاضرة راق جدا و"نريد تنزيله من السماء الى الأرض"!.
يجب أن نعرف محاور إصلاح الإدارة الحكومية من تحديث الهياكل التنظيمية، وتحسين عملية رسم السياسات واتخاذ القرارات، وتحسين علاقة الإدارة الحكومية بمتلقي الخدمات، إضافة إلى عقلنة إدارة الموارد المالية، وتنمية الموارد البشرية، وأخيرا تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد..
كما يجب أن نعمل بروح الفريق مع الكوادر المؤهلة والمخلصة لوطنها، وأن يكون هناك أمانة علمية وأخذ برأي الأبحاث، ولا بد من وجود مجلس علمي أعضاؤه من مختلف المؤسسات الحكومية، وأعتقد أن الإصلاح يكون- بدرجة أولى- بالحفاظ على مصالح الآخرين..».
الدكتور "سام دلة" عميد المعهد العالي لإدارة الأعمال HIBA تحدّث في محاضرته عن قواعد عملية الإصلاح وعوائقها فقال: «تقوم أي عملية إصلاح اقتصادي اجتماعي على تقييم التشريعات والنظم والقواعد التي تسيّر الاقتصاد والمجتمع، بالإضافة إلى إعادة النظر في عمل الهياكل التي تشرف على تطبيق تلك النظم والقواعد.
من أهم المشاكل التي تواجه أي عملية إصلاح هي الثقة في المؤسسات والتشريعات التي تنظم نشاط الأعمال والعلاقات في ما بين أطراف التنمية "الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع الأهلي".
كما تعد الحوكمة "Governance" بمثابة حجر الزاوية لأي عملية إصلاح أو تطوير، لأنها ترفع من مستوى الشفافية والنزاهة في المعاملات، مما يساعد على توافر المصداقية والثقة بين مختلف الأطراف المعنية بالتنمية، من خلال إيجاد نظام تنافسي في مجتمع ديمقراطي مؤسسي، يقوم على أساس دولة القانون».
كما أوضح عميد المعهد العالي لإدارة الأعمال "HIBA" أن هناك تحديات كبيرة تواجه الإدارة الحكومية، هي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتقنية مضيفا: «يجب أن نعرف محاور إصلاح الإدارة الحكومية من تحديث الهياكل التنظيمية، وتحسين عملية رسم السياسات واتخاذ القرارات، وتحسين علاقة الإدارة الحكومية بمتلقي الخدمات، إضافة إلى عقلنة إدارة الموارد المالية، وتنمية الموارد البشرية، وأخيرا تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد..».
الدكتور نبيل مرزوق رئيس الجلسة ختم بالقول: «نريد الوصول لإدارة ناجحة وكفؤة وفعّالة بهدف تنمية المجتمع بواسطة الناس ولأجلهم، وهي قضية تشكل وحدة متكاملة للوصول لإدارة رشيدة ولا يمكن تحقيق هذا الهدف دون العناصر المذكورة، فنحن اليوم بحاجة للتفكير بسلم الأولويات لتحقيق أهداف الإصلاح الإداري المؤسساتي والاقتصادي والسياسي، كما أننا بحاجة لنظرة مختلفة إلى السوق كي يحقق مشاركة الجميع، والابتعاد عن مفهوم "السوق الحر" الذي يؤدي لابتعاد بعض منه العناصر أحيانا..».
وتضمنت الندوة مداخلات لاختصاصيين واقتصاديين ومهتمين بالإدارة، حول إمكانات تطبيق الإصلاح في إدارة الحكومة والسبيل الأمثل للقيام بذلك، وحضر الندوة حوالي /180/ مهتما في المركز الثقافي العربي بالمزة.
الجدير بالذكر أن "جمعية العلوم الاقتصادية"- المنظمة للندوة- تأسست في دمشق عام /1965/ وتهدف إلى النهوض بالأبحاث المتعلقة بالعلوم الاقتصادية، وتوثيق الروابط بين جميع العاملين في حقل العلوم الاقتصادية، إضافة إلى النهوض بالمستوى العلمي والمهني للاقتصاديين.