أقيم في المركز الثقافي العربي في "أبو رمانة" ندوة بعنوان "امرأة من بلادي"، عن دور المرأة في الثورة السورية الكبرى، حيث تناول المحاضران الأستاذ "أحمد أبو حسون"، والآنسة "سعاد مكارم" نماذج سريعة من بطولات وأدوار للمرأة في تلك الفترة، في الحث على التضحية والفداء في مواجهة المستعمر.
موقع eSyria حضر الندوة وحولها كان هناك جملة من الأحاديث كان أولها مع الآنسة المستمعة "لينا عريج"، عضو قيادة رابطة الاتحاد النسائي في الغوطة الشرقية، محاضرة في المراكز الثقافية، موظفة في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، حيث قالت: «بالنسبة للمحاضرة، كانت قيمة جداً، ونحن بحاجة للمزيد من هذه الأمسيات، خاصة في هذه الظروف التي نمر بها، نتمنى أن تبقى سورية بأمان واستقرار كما نعلم، فدور المرأة كان (كما برز في المحاضرة) حث الخطى لمواصلة النضال، وأن نحذو حذو النساء اللواتي ذكرتهن الأستاذة "سعاد مكارم"، وهنّ كثيرات، لكن أرادت الآنسة "سعاد" أن تختصر قليلاً من أجل ضيق الوقت، ومن أجل ألا يمل المستمع، فقد أعطت نموذجاً للمرأة السورية، وهي موجودة في كل مكان وكل بيت وفي كل محافظة، وهي الأم والأخت والصديقة وكل ما نعلم، هي الأم التي تعد أطفالها رجالاً، وتعدهم ليدافعوا عن الوطن، ومن لا يدافع عن وطنه ليس منا».
لقد عرض السادة المحاضرون نماذج نسوية لعبت دوراً في الثورة والتي أدت إلى الجلاء، كوننا على مسافة أيام عن ذكرى الجلاء
أما السيد "منير السعيد" فقد قال: «هذه من المحاضرات الهامة التي تتناول دور المرأة السورية في النضال ضد المستعمر، وقد تناول السادة المحاضرون نماذج خلاقة تبرز الدور الواعي للمرأة في معركة التحرير، ومن الجدير الاهتمام بهذا النوع من المحاضرات وعرض هذا النموذج لما يمكن أن يشكل نموذجاً وقدوة للنساء المعاصرات في معركة البناء والتحرير».
بدورها السيدة "نهلة خميس" تقول: «لقد عرض السادة المحاضرون نماذج نسوية لعبت دوراً في الثورة والتي أدت إلى الجلاء، كوننا على مسافة أيام عن ذكرى الجلاء».
وأضاف الأستاذ المحاضر "أحمد أبو حسون" والذي تحدث عن الثورة السورية الكبرى: «وقائع من الثورة السورية الكبرى والمرأة في الجلاء، تكلمت عن الثورة السورية بالشكل العام، والثورة السورية الكبرى بالشكل الخاص،كأساس ومدخل لدور المرأة في هذه الثورة، حيث أننا حالياً نعيش في أفراح الجلاء، هذا الجلاء ليس اليتيم والوحيد في سورية، فهناك جلاء قبله كان في 30 أيلول 1918، جلاء العثمانيين عن بلادنا، حينما رفع العلم العربي في سماء "دمشق" على أنقاض حكم الأتراك، وبعدها جاءت قوات الاحتلال الفرنسي واحتلت أرضنا، وقامت الثورات ضدهم في كل أنحاء سورية، من "دمشق" إلى "الساحل"، إلى "حلب"، إلى "الجزيرة"، إلى "الجبل"، ثورات كبيرة جداً ومعارك طاحنة استبسل فيها السوريون للدفاع عن أرضهم، والدفاع عن شرفهم، واسترجاع لهويتهم، هذا المخاض الكبير الذي أدى إلى جلاء الفرنسيين في 17 نيسان 1946، عندما جلا آخر جندي فرنسي عن أرضنا، والآن نحن نعيش في حالة من الاستقرار والأمن في بلدنا نتيجة ما قدمه الثوار من أهلنا وأجدادنا».
وتابع حديثه عن مشاركة المرأة في هذه الثورات: «وعن دور المرأة في الجلاء، وردت أمثلة عديدة منها "خولة أبو عاصي"، و"ترفة الحيثاوي"، و"سعدة ملاعب"، وأخريات، وتكلمت الآنسة "سعاد مكارم" عن "بستان شرغيل" محور هذه المحاضرة الكبيرة، "أم محمد بستان شرغيل" من المناضلات الكبيرات جداً، والآنسة "سعاد" أجدر مني بالتحدث في هذا المجال».
كما أشارت الآنسة "سعاد مكارم"، ماجستير في الأدب الإنكليزي وتحضر لنيل شهادة الدكتوراة، حيث قالت: «تحدثت اليوم عن السيدة "بستان شرغيل"، موضوع المحاضرة "امرأة من بلادي"، لها خصوصية، بستان امرأة مناضلة جاهدت بنفسها ومالها وروحها من أجل الثوار ومن أجل الجلاء، كانت دائماً تقاتل مع الثوار، تحمل السلاح وتقاتل، وفي ذات الوقت باعت حليها لتشتري خبزاً وقمحاً تخبزه للثوار، بعد أن استعانت بجاراتها لتقدم للثوار ما يحتاجونه، كانت تضمد الجرحى، إضافة لقوة قلبها وقدرتها على قول الحق».
وتابعت: «طبعاً "بستان" كرمت وسجلت مدرسة باسمها في قرية "صلخد"، وكثيرون كتبوا عنها بأنها امرأة تستحق التقدير، "بستان شرغيل" كان لديها ولداً واحداً كان قد استشهد، واستشهد زوجها وأخوها أيضاً، رزقت بولد آخر سمّي على اسم أبيه "هايل" بعد استشهاد أبيه، عندما أحضروا لها أسيراً لتنتقم منه بعد مقتل أخيها الذي جاء شهيداً قالت: (لا انتقام ولا ثأر من أسير) فالعدو دائماً كما أقول يأخذ العربي ليقاتل العربي الآخر، فهي علمت بأن هذا الأسير من المغرب العربي وقد جنّد غصباً عنه ليقاتل ضد الشعب في سورية، عندما أتحدث عن "بستان شرغيل" أتحدث عن المرأة في سورية، فهي رمز لكل نساء سورية، في ("دمشق" و"السويداء" و"درعا" و"الحسكة" و"حماة" و"حلب" و"اللاذقية") وكل منطقة من سورية، لأن المرأة دائماً في سورية كما يعلم الجميع هي "أخت رجال"، المرأة دائماً تقاتل جنباً إلى جنب مع الرجل، أتمنى لصبايانا في هذه الأيام أن يحذو حذو هذه المرأة ويكن مناضلات ومقاتلات ويقدمن الروح في سبيل هذا الوطن».